377
مكاتيب الأئمّة ج4

مكاتيب الأئمّة ج4
376

سقط واللّه منزلي السّفلي والعلوي . ۱
وفي دلائل الإمامة : محمّد بن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ۲ ، قال : أرسل إليّ أبو الحسن عليه السلام أن : تَحَوَّل عَن مَنزِلِكَ .
فشقّ ذلك عليّ ، فقلت : نعم . ولم أتحوّل فأرسل إليّ : تَحَوَّل .
فطلبت منزلاً فلم أجد ، وكان منزلي موافقاً لي ، فأرسل إليَّ الثّالثة أن : تَحَوَّلَ عَن مَنزِلِكَ .
قال عثمان : فقلت : لا واللّه ، لا أدخل عليك هذا المنزل أبداً . قال : فلمّا كان بعد يومين عند العشاء إذا أنا بإبراهيم قد جاء ، فقال : ما تدري ما لقيت اليوم ؟ فقلت : وما ذاك ؟ قال : ذهبت استقي ماءً من البئر ، فخرج الدّلو ملآن عذرة ، وقد عجنّا من البئر ، فطرحنا العجين ، وغسلنا ثيابنا ، فلم أخرج منذ اليوم ، وقد تحوّلت إلى المنزل الّذي اكتريت . فقلت له : وأنت أيضاً تتحوّل . وقلت له : إذا كان غدا ـ إن شاء اللّه ـ حين ننصرف من الغداة نذهب إلى منزلك ، فندعو لك بالبركة . فلمّا خرجت من المنزل سحراً ، فإذا إبراهيم عند القبر ، فقال : تدري ما كان اللّيلة ؟ فقلت : لا واللّه . فقال : سقط منزلي العلو والسّفل . ۳

14

رواية عليّ بن أبي حمزة

عليّ بن أبي حمزة ۴ قال : كنت معتكفاً في مسجد الكوفة إذ جاءني أبو جعفر

1.قرب الإسناد : ص۳۳۷ ح۱۲۴۱ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۴۵ ح۴۶.

2.راجع الكتاب : الأربعون .

3.دلائل الإمامة : ص۳۲۶ ح۲۸۰ .

4.عليّ بن أبي حمزة عليّ بن أبي حمزة واسم أبي حمزة سالم البطائنيّ أبو الحسن ، مولى الأنصار ، كوفيّ ، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم ، وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ثمّ وقف ، وهو أحد عمد الواقفة . وصنّف كتباً عدّة منها : كتاب الصّلاة كتاب الزّكاة كتاب التّفسير وأكثره عن أبي بصير كتاب جامع في أبواب الفقه . أخبر محمّد بن جعفر النّحويّ في آخرين قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن غالب قال : حدّثنا عليّ بن الحسن الطّاطريّ قال : حدّثنا محمّد بن زياد عنه . وأخبر محمّد بن عثمان بن الحسن قال : حدّثنا جعفر بن محمّد قال : حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك أبو العبّاس النّخعيّ عن محمّد بن أبي عمير وأحمد بن الحسن الميثميّ جميعاً ، عنه ، بكتبه .(راجع : رجال النّجاشي : ج۲ ص۶۹ الرّقم ۶۵۴ ، الفهرست : الرّقم ۴۱۹ ، رجال الطّوسي : الرّقم۳۴۰۲ و۵۰۴۹ ). وفي ذمّه وردت روايات كثيرة ـ مع أنّه يتوهّم أنّه رجع عن الوقف ـ وهنا يكتفى ببعضها : عليّ بن أبي حمزة قال : قال أبو الحسن يعني الأوّل عليه السلام : يا عليّ أنت وأصحابك أشباه الحمير . ومحمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت : جعلت فداك إنّي خلفت ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد أشدّ أهل الدّنيا عداوة للّه تعالى ، قال : فقال : ما ضرّك من ضلّ إذا اهتديت ، إنّهم كذّبوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكذّبوا أمير المؤمنين ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً ، وكذّبوا جعفراً وموسى ، ولي بآبائي عليهم السلام اُسوة . قلت : جعلت فداك إنّا نروي أنّك قلت لابن مهران أذهب اللّه نور قلبك ، وأدخل الفقر بيتك ، فقال : كيف حاله وحال بزّه؟ قلت : يا سيّدي ، أشدّ حال هم مكروبون وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة فسكت ، وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : أ ما استبان لكم كذبه؟ أ ليس هو الّذي يروي أنّ رأس المهديّ يهدى إلى عيسى بن موسى ، وهو صاحب السّفيانيّ؟ وقال : إنّ أبا الحسن يعود إلى ثمانية أشهر؟ وقال يونس بن عبد الرّحمان : مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجهودهم موته ، وكان عند عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار . وقال أيضاً : دخلت على الرّضا عليه السلام فقال لي : مات عليّ بن أبي حمزة؟ قلت :نعم . قال : قد دخل النّار ، قال : ففزعت من ذلك ، قال : أما إنّه سئل عن الإمام بعد موسى أبي فقال : لا أعرف إماماً بعده ، فقيل : لا ، فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً . وقال أحمد بن محمّد :وقف عليّ أبو الحسن عليه السلام في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته :ياأحمد قلت : لبيك ، قال : إنّه لمّا قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله جهد النّاس في إطفاء نور اللّه ، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا توفي أبو الحسن عليه السلام جهد عليّ بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور اللّه ،فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره ،وإنّ أهل الحقّ إذا دخل فيهم داخل سُرُّوا به ، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه ، وذلك أنّهم على يقين من أمرهم ، وإنّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سُرُّوا به ، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنّهم على شكّ من أمرهم ، إنّ اللّه جلّ جلاله يقول : فمستقر ومستودع (الأنعام : ۹۸) قال : ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام : المستقر الثّابت والمستودع المعاد . وقال إسماعيل بن سهل : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرّضا عليه السلام فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السّراج وابن المكاريّ فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : مضى . قال : مضى موتاً؟ قال : نعم . قال : فقال : إلى من عهد؟ قال : إليّ قال : فأنت إمام مفترض طاعته من اللّه ؟ قال : نعم . قال : ابن السّراج وابن المكاريّ قد واللّه أمكنك من نفسه قال : ويلك وبما أمكنت أ تريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا إمام مفترض طاعتي ، واللّه ما ذاك عليّ ، وإنّما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم ، وتشتُّت أمركم ، لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم . قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئاً ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلّم به ، قال : بلى واللّه لقد تكلّم به خير آبائي رسول اللّه صلى الله عليه و آله لما أمر اللّه تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين ، جمع من أهل بيته أربعين رجلاً ، وقال لهم : إنّي رسول اللّه إليكم وكان أشدّهم تكذيباً له ، وتأليباً عليه عمّه أبو لهب ، فقال لهم النّبيّ صلى الله عليه و آله : إن خدشني خدش فلست بنبيّ ، فهذا أوّل ما أبدع لكم من آية النّبوّة . وأنا أقول إن خدشني هارون خدشاً فلست بإمام ، فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة . قال له عليّ : إنّا روينا عن آبائك أنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : فأخبرني عن الحسين بن عليّ عليهماالسلامكان إماماً أو كان غير إمام؟ قال : كان إماماً قال : فمن ولي أمره؟ قال : عليّ بن الحسين قال : وأين كان عليّ بن الحسين ؟ قال : كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد اللّه بن زياد قال : خرج وهم لا يعلمون حتّى ولي أمر أبيه ثمّ انصرف فقال له أبو الحسن عليه السلام : إنّ هذا أمكن عليّ بن الحسين عليهماالسلام أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثمّ ينصرف وليس في حبس ولا في إسار ، قال له عليّ : إنّا روينا أنّ الإمام لا يمضي حتّى يرى عقبه؟ قال : فقال أبو الحسن عليه السلام : أ ما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟ قال : لا . قال : بلى واللّه لقد رويتم فيه إلاّ القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم؟ قيل : قال له عليّ : بلى واللّه إنّ هذا لفي الحديث ، قال له ابو الحسن عليه السلام : ويلك كيف اجترأت عليّ بشيء تدّع بعضه . ثمّ قال : يا شيخ اتّق اللّه ولا تكن من الصّادين عن دين اللّه تعالى .(راجع : رجال الكشّي : ج۲ ح۷۵۴ ـ ۷۶۰ و۸۳۳ ـ۸۳۷ و۸۸۳ و۹۴۶ ).

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94152
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي