379
مكاتيب الأئمّة ج4

إذا قَرَأتَ كِتابِيَ الصَّغيرَ الّذي في جَوفِ كِتابِيَ المَختومِ فَاحرُزهُ حَتّى أطلُبَهُ مِنكَ .
فأخذ عليّ الكتاب فأدخله بيت بزّه في صندوق مقفّل ، في جوف قمطر ، في جوف حقّ ، مقفّل ، وباب البيت مقفّل ومفاتيح هذه الأقفال في حجرته ، فإذا كان اللّيل فهي تحت رأسه وليس يدخل بيت البزّ غيره ، فلمّا حضر الموسم خرج إلى مكّة وأفاد بجميع ما كتب إليه من حوائجه ، فلمّا دخل عليه قال له العبد الصّالح : يا عليّ ؛ ما فعلت بالكتاب الصّغير الّذي كتبت إليك فيه أن احتفظ به فحكيته ، قال : إذا نظرت إلى الكتاب أليس تعرفه قلت : بلى ، قال : فرفع مصلّى تحته فإذا هو قد أخرجه إليّ ، فقال : احتفظ به ، فلو تعلم ما فيه لضاق صدرك ، قال : فرجعت إلى الكوفة والكتاب معي فأخرجته من دروز جيبي عند إبطي ، فكان الكتاب حياة عليّ في جيبه فلمّا مات عليّ قال محمّد وحسن ابناه : فلم يكن لنا همّ إلاّ الكتاب


مكاتيب الأئمّة ج4
378

الأحول ۱ بكتاب مختوم من أبي الحسن عليه السلام فقرأت كتابه فإذا فيه :

1.أبو جعفر الأحول في مدحه قال الإمام الصّادق عليه السلام : أربعة أحبّ النّاس إليّ أحياءً وأمواتاً ، بريد بن معاوية العجليّ ، وزرارة بن أعين ، ومحمّد بن مسلم ، وأبو جعفر الأحول ، أحبّ النّاس إليّ أحياءً وأمواتاً . ويونس بن عبد الرّحمان عن أبي جعفر الأحول قال : قال ابن أبي العوجاء مرّة : أ ليس من صنع شيئاً وأحدثه حتّى يعلم أنّه من صنعته فهو خالقه؟ قال : بلى ، فأجّلني شهراً أو شهرين ثمّ تعال حتّى اُريك ، قال : فحججت فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام ، فقال : أما إنّه قد هيّأ لك شأنين وهو جاء به معه بعدة من أصحابه ، ثمّ يخرج لك الشّانين قد امتلئا دوداً ، ويقول لك هذا الدّود يحدث من فعلي فقل له : إن كان من صنعك وأنت أحدثته فميز ذكوره من الإناث! فقال : هذه واللّه ليست من إبزارك ، هذه الّتي حملتها الإبل من الحجاز ، ثمّ قال عليه السلام : ويقول لك أ ليس تزعم أنّه غني؟ فقل بلى ، فيقول : أ يكون الغني عندك من المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب ولا فضّة؟ فقل له : نعم . فإنّه سيقول لك : كيف يكون هذا غنيّاً؟ فقل له : إن كان الغنيّ عندك أن يكون الغنيّ غنيّاً من فضته وذهبه وتجارته فهذا كلّه ممّا يتعامل النّاس به ، فأيّ القياس أكثر وأولى بأن يقال : غني ، من أحدث الغنى فأغنى به النّاس قبل أن يكون شيء وهو وحده؟ أو من أفاد مالاً من هبة أو صدقة أو تجارة؟ قال : فقلت له : ذلك قال : فقال : وهذه واللّه ، ليست من إبزارك هذه واللّه ممّا تحملها الإبل . وقيل : إنّه دخل على أبي حنيفة يوماً ، فقال له أبو حنيفة : بلغني عنكم معشر الشيعة شيء؟ فقال : فما هو؟ قال : بلغني أنّ الميّت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يُعطى كتابه بيمينه ، فقال : مكذوب علينا يا نُعمان ، ولكنّي بلغني عنكم معشر المُرجئة أنّ الميّت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعاً فصببتم فيه جرّة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة ، فقال أبو حنيفة : مكذوب علينا وعليكم . ( راجع : رجال الكشّي : ج۲ ص۴۲۳ ح۳۲۶ وح۳۳۲ ).

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94254
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي