381
مكاتيب الأئمّة ج4

ففتقنا الجُبّة موقع الكتاب ، فلم نجده ، فعلمنا بعقولنا أنّ الكتاب قد صار إليه كما صار في المرّة الاُولى . ۱

15

كتابه عليه السلام إلى عليّ بن يقطين

روى محمّد بن إسماعيل ، عن محمّد بن الفضل ۲ قال : إختلفت الرّواية من بين أصحابنا في مسح الرّجلين في الوضوء ، أهو من الأصابع إلى الكعبين ، أم من الكعبين إلى الأصابع ؟
فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه السلام : جعلت فداك ، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرّجلين ، فإن رأيت أن تكتب إليّ بخطّك ما يكون عملي بحسبه ، فعلت إن شاء اللّه . فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام :
فَهِمتُ ما ذَكَرتَ مِن الاختِلافِ في الوضوءِ ، وَالّذي آمُرُكَ بِهِ في ذلِكَ أن تَتَمَضمَضَ ثَلاثاً ، وَتَستَنشِقَ ثَلاثاً ، وَتَغسِلَ وَجهَكَ ثَلاثاً ، وَتُخلِّلَ شَعرَ لِحيَتِكَ وَتَغسِلَ يَدَكَ إلى المِرفَقَينِ ثَلاثاً وَتَمسَحَ رَأسَكَ كُلَّهُ ، وَتَمسَحَ ظاهِرَ اُذُنَيكَ وَباطِنَهُما ، وَتَغسِلَ رِجلَيكَ إلى الكَعبَينِ ثَلاثاً ، وَلا تُخالِف ذلِكَ إلى غَيرِهِ .

1.دلائل الإمامة : ص۳۴۱ ح۳۰۰ .

2.محمّد بن الفضل محمّد بن الفضل من أصحاب أبي الحسن الثّالث عليه السلام (راجع : رجال الطّوسي :الرّقم ۵۷۶۷ ، رجال البرقي :ص۶۰ )، وروى الكليني بسنده ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الفضل ، عن الرّضا عليه السلام (ج۳ ص۳۸۹ ح۳ )، محمّد بن الفضل مشترك بين جماعة ، والتّمييز إنّما بالرّاوي والمروي عنه . و محمّد بن الفضيل : فقد روى عن أبي عبد اللّه ، وأبي الحسن ،( أبي الحسن الأوّل ، أبي الحسن الماضي ، أبي الحسن موسى ، والعبد الصّالح )، وأبي الحسن الرّضا ، وأبي جعفر(أبي جعفر الثّاني ، ومحمّد بن عليّ الرّضا) عليهم السلام، وعن أبي حمزة وأبي الصّباح الكنانيّ ، وكثير من رواة اخر ، وروى عنه : محمّد بن إسماعيل بن بزيع ومحمّد بن الحسين وعدّة اخرى . (راجع : معجم رجال الحديث : ج۱۷ ص۱۳۴ الرّقم ۱۱۵۴۳ و۱۱۵۶۱ ).


مكاتيب الأئمّة ج4
380

ففقدناه ، فعلمنا إنّ الكتاب قد صار إليه . ۱
وفي دلائل الإمامة : روى أبو حمزة ، عن أبيه ، قال : كنت في مسجد الكوفة معتكفاً في شهر رمضان ، في العشر الأواخر ، إذ جاءني حبيب الأحوال بكتاب مختوم من أبي الحسن عليه السلام قدر أربع أصابع ، فقرأته ، فكان في كتابه : إذا قَرَأتَ الكِتابَ الصَّغيرَ المَختومَ ، الّذي في جَوفِ كِتابِكَ ، فَاحرُزهُ حتّى أطلُبَهُ مِنكَ . قال : فأخذت الكتاب وأدخلته بيت بزي ۲ ، فجعلته في جوف صندوق مقفل ، في جوف قمطر ۳ مقفل ، وبيت البُزّ مقفل ، ومفاتيحُ هذه الأقفال في حجرتي ، فإذا كان اللّيل فهي تحت رأسي ، وليس يدخل بيت بُزّي أحد غيري . فلمّا حضر الموسم خرجت إلى مكّة ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه ، فلمّا دخلت عليه قال : يا عليّ ، ما فعل الكتاب الصّغير الّذي كتبت إليك ، وقلت احتفظ به قلت : جعلت فداك ، عندي . قال : أين ؟ قلت : في بيت بُزّي ، قد أحرزته ، والبيت لا يدخله غيري . قال : يا عليّ ، إذا نظرت إليه أليس تعرفه ؟ قلت : بلى ، واللّه ، لو كان بين ألف كتاب لأخرجته . فرفع مصلّىً تحته فأخرجه إليّ ، فقال : قلت : إنّ في البيت صندوق ، في جوف قمطر مقفل ، وفي جوف القمطر حُقّ مقفل ، وهذه المفاتيح معي في حُجرتي بالنّهار ، وتحت رأسي باللّيل . ثمّ قال : يا عليّ ، احتفظ به ، فلو تعلم ما فيه لضاق ذرعك . قلت : قد وصفت لك ، فما أغنى إحرازي . قال عليّ : فرجعت إلى الكوفة والكتاب معي محتفظ به في جُبّتي . فكان الكتاب مدّة حياة عليّ في جُبّته ، فلمّا مات جئت أنا ومحمّد ، فلم يكن لنا هم إلاّ الكتاب ،

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۳۰۴ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۷۹.

2.أي ثيابي ( لسان العرب : بزز ـ ج۵ ص۳۱۱ ).

3.هو ما تصان فيه الكتب ( لسان العرب ـ قمطر ـ ج۵ ص۱۱۷ ).

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94230
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي