387
مكاتيب الأئمّة ج4

رأيت أن تذهب بي معهم فتستعملني .
فقال : أنت من أهل الكوفة؟ قلت : نعم . قال : إذهب . فانطلقت معه إلى دار كبيرة تبنى جديدة ، فعملت فيها أيّاماً ، وكنّا لا نعطى من اُسبوع إلى اُسبوع إلاّ يوماً واحداً ، وكان العمّال لا يعملون ، فقلت للوكيل : استعملني عليهم حتّى أستعملهم وأعمل معهم .
فقال : قد استعملتك . فكنت أعمل ، وأستعملهم .
قال : فإنّي لو أقف ذات يوم على السّلّم إذ نظرت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام قد أقبل وأنا في السّلّم في الدّار ، فدار في الدّار ثمّ رفع رأسه إليّ فقال : يا بَكَّارُ جِئتَنا . انزِل . فَنَزَلتُ . قال : فتنحّى ناحية ، فقال لي : ما تَصنَعُ ها هُنا ؟ فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ اُصِبتُ بِنَفَقَتي بِجَمعٍ ، فَأَقَمتُ بِمَكَّةَ إلى أن صَدَرَ النّاسُ ، ثُمَّ إنّي صِرتُ إلى المَدينَةِ فَأَتَيتُ المُصَلّى ، فَقُلتُ : أطلُبُ عَمَلاً ، فَبَينا أنا قائِمٌ إذ جاءَ وَكيلُكَ فَذهَبَ بِرِجالٍ فَسَألتُهُ أن يَستَعمِلَني كَما يَستَعمِلُهُم ، فقال لي : قُم يَومَكَ هذا .
فَلَمّا كانَ مِن الغَدِ وَكانَ اليَومُ الّذي يُعطونَ فيهِ جاءَ۱فَقَعَدَ عَلى البابِ ، فَجَعَلَ يَدعو الوَكيلُ بِرَجُلٍ رَجُلٍ يُعطيهِ ، فَكُلَّما ذَهَبتُ إلَيهِ أومَأ بِيَدِهِ إلَيَّ أنِ اقعُد .۲حَتّى إذا كانَ في آخِرِهِم ، قالَ لي : اُدنُ . فَدَنَوتُ فَدَفَعَ إلَيَّ صُرَّةً فيها خَمسَةَ عَشَرَ ديناراً ، فَقالَ : خُذ ، هذهِ نَفَقَتُكَ إلَى الكُوفَةِ .

ثمّ قال : اُخرج غداً . قلت : نعم جعلت فداك ، ولم أستطع أن أردّه ، ثُمّ ذهب وعاد إليّ الرّسول ، فقال : قال أبو الحسن عليه السلام ۳ : إئتِني غَداً قَبلَ أن تَذهَبَ . ( فقلت :

1.في نسخة : « ثمّ توجّه بالخروج ، فعملت حتّى كان اليوم الّذي يعطون فيه الفعلة فجاء الوكيل » ، وفي نسخة اُخرى : « فعملت ، فقال لي : «أقم يومك هذا حتّى كان اليوم الّذي يعطون فيه العملة فجاء الوكيل » بدل « فلمّا كان من الغد وكان اليوم الّذي يعطون فيه جاء » .

2.في البحار : « فكلّما ذهبت لأدنو قال لي بيده : كذا».

3.وفي نسخة المصدر : « ثمّ ذهب وأتاني رسوله قال : إنّ أبا الحسن عليه السلام قال :... » .


مكاتيب الأئمّة ج4
386

فما بقي أيّاماً إلاّ ومات . ۱
وفي بصائر الدّرجات : موسى بن عمر عن أحمد بن عمر الحلال قال : سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرّضا عليه السلام فنال منه قال : فدخلت مكّة فاشتريت سكّيناً فرأيته فقلت : واللّه لأقتلنّه إذا خرج من المسجد ، فأقمت على ذلك فما شعرت إلاّ برقعة أبي الحسن عليه السلام :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بِحَقّي عَلَيكَ لَمّا كَفَفتَ عَنِ الأَخرَسِ فإنَّ اللّهَ ثِقَتي وَهُوَ حَسبي .۲

19

رواية بكّار القميّ

المُعلّى بن محمّد عن بعض أصحابنا ، عن بكّار القميّ ۳ قال : حججت أربعين حجّة ، فلمّا كان في آخرها اُصبت بنفقتي بجمع ، فقدمت مكّة فأقمت حتّى يصدر النّاس ، ثمّ قلت : أصير إلى المدينة ، فأزور رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنظر إلى سيّدي أبي الحسن موسى عليه السلام ، وعسى أن أعمل عملاً بيدي فأجمع شيئاً فأستعين به على طريقي إلى الكوفة .
فخرجت حتّى صرت إلى المدينة ، فأتيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فسلّمت عليه ، ثمّ جئت إلى المصلّى إلى الموضع الّذي يقوم فيه الفعلة ، فقمت فيه رجاء أن يسبّب اللّه لي عملاً أعمله ، فبينا أنا كذلك إذ أنا برجل قد أقبل فاجتمع حوله الفعلة فجئت فوقفت ، معهم فذهب بجماعة فاتبعته ، فقلت : يا عبد اللّه إنّي رجل غريب ، فإن

1.الخرائج والجرائح : ج۲ ص۶۵۱ ح۳ وراجع : المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۴۰۸.

2.بصائر الدرجات : ص۲۵۲ ح۶ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۵۳ .

3.ما وجدنا له ترجمة في كتب الرّجال التي بأيدينا .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94132
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي