389
مكاتيب الأئمّة ج4

وراجع كتابه عليه السلام إلى جماعة من الشّيعة فيقصّة أهل نيسابور وشطيطة،الكتاب105 .

20

رواية عن مولىً لأبي عبد اللّه عليه السلام

عن مولىً لأبي عبد اللّه عليه السلام قال : كنّا مع أبي الحسن عليه السلام حين قدم به البصرة ، فلمّا أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة ، وخلفنا سفينة فيها امرأة تزفّ إلى زوجها وكانت لهم جلبة .
فقال عليه السلام : ما هذِهِ الجَلبَةُ ؟ قلنا : عروس . فما لبثنا أن سمعنا صيحة . فقال عليه السلام : ما هذا ؟ فقالوا : ذهبت العروس لتغترف ماءً فوقع منها سوارٌ من ذهب فصاحت . فقال عليه السلام : احبِسوا وَقولوا لِمَلاَّحِهِم يَحبِسُ . فجلسنا وحبس ملاّحهم، فاتّكأ عليه السلام على السّفينة وهمس قليلاً وقال: قولوا لِمَلاّحِهِم يَتَّزِرُ بِفوطَةٍ وَيَنزِلُ فَيَتَناوَلُ السِّوارَ فنظرنا، فإذا السّوار على وجه الأرض ، وإذا ماء قليل ، فنزل الملاّح فأخذ السّوار. فقال عليه السلام : أعطِها وَقُل لَها فَلتَحمِدِ اللّهَ رَبَّها ثمّ سرنا . فقال له أخوه إسحاق : جعلت فداك ، الدّعاء الّذي دعوت به علّمنيه .
قال : نعم وَلا تُعَلِّمهُ مَن لَيسَ لَهُ بِأهلٍ ، وَلا تُعَلِّمهُ إلاّ مَن كانَ مِن شيعَتِنا . ثُمَّ قالَ : اكتب . فأملى عليّ إنشاءً :
يا سابِقَ كُلِّ فَوتٍ ، يا سامِعاً لِكُلِّ صَوتٍ قَوِيٍّ أو خَفِيٍّ ، يا مُحيِيَ النُّفوسِ بَعدَ المَوتِ ، لا تَغشاكَ الظُّلُماتُ الحِندِسِيَّةُ ، وَلا تَشابَهُ عَلَيكَ اللُّغاتُ المُختَلِفَةُ ، وَلا يَشغَلُكَ شَيءٌ عَن شَيءٍ ، يا مَن لا تَشغَلُهُ دَعوَةُ داعٍ دَعاهُ مِنَ الأرضِ ، عَن دَعوَةِ داعٍ دَعاهُ مِنَ السَّماءِ ، يا مَن لَهُ عِندَ كُلِّ شَيءٍ مِن خَلقِهِ سَمعٌ سامِعٌ وَبَصَرٌ نافِذٌ ، يا مَن لا تُغَلِّطُهُ كَثرَةُ المَسائِلِ ، وَلا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحّينَ ، يا حَيُّ حينَ لا حَيٌّ في دَيمومَةِ


مكاتيب الأئمّة ج4
388

سمعاً وطاعةً ) .
فلمّا كان من الغد أتيته ، فقال : اُخرج السّاعة حتّى تصير إلى فيد۱فإنّك توافق قوماً يخرجون إلى الكوفة ، وهاك هذا الكتاب فادفعه إلى عليّ بن أبي حمزة .
قال : فانطلقت ، فلا واللّه ما تلقّاني خلق حتّى صرت إلى فيد ، فإذا قوم قد تهيّأوا للخروج إلى الكوفة من الغد ، فاشتريت بعيراً وصحبتهم إلى الكوفة فدخلتها ليلاً ، فقلت : أصير إلى منزلي فأرقد ليلتي هذه ثمّ أغدو بكتاب مولاي إلى عليّ بن أبي حمزة ، فأتيت منزلي فأخبرت أنّ اللّصوص دخلوا إلى حانوتي قبل قدومي بأيّام . فلمّا أن أصبحت صلّيت الفجر فبينا أنا جالس متفكّر فيما ذهب لي من حانوتي إذا أنا بقارع يقرع ( عليّ ) الباب ، فخرجت فإذا ( هو ) عليّ بن أبي حمزة فعانقته وسلّم عليّ، ثمّ قال لي: يابكّار هات كتاب سيّدي. قلت: نعم، (وإنّني) قد كنت على ( عزم ) المجيء إليك السّاعة . قال : هات قد علمت أنّك قدمت ممسياً ، فأخرجت الكتاب فدفعته إليه فأخذه وقبّله ووضعه على عينيه وبكى ، فقلت : مايبكيك ؟
قال : شوقاً إلى سيّديّ . ففكّه وقرأه ، ثمّ رفع رأسه ( إليّ ) وقال : يا بكّار دخل عليك اللّصوص؟ قلت : نعم . قال : فأخذوا ما كان في حانوتك؟ قلت : نعم .
قال : إنّ اللّه أخلفه عليك ، قد أمرني مولاك ومولاي أن أخلف عليك ما ذهب منك . أعطاني أربعين ديناراً . قال : فقوّمت ما ذهب (منّي) فإذا قيمته أربعون ديناراً ففتح عليّ الكتاب فإذا فيه :
ادفَع إلى بَكّارٍ قيمَةَ ما ذَهَبَ مِن حانوتِهِ أربَعينَ ديناراً .۲

1.فيد بالفتح ، ثمّ السّكون ، ودال مهملة : بليدة في نصف طريق مكّة من الكوفة . ( مراصد الاطلاع : ج۳ ص۱۰۴۹ ) .

2.الخرائج والجرائح : ج۱ ص۳۱۹ ح۱۳ ، الثّاقب في المناقب : ص۲۱۱ ح۱۸۶ ، بحار الأنوار : ج۴۸ ص۶۲ ح۸۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94158
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي