461
مكاتيب الأئمّة ج4

يعرض لمن شرب البنج سكر شديد ، واسترخاء الأعضاء ، وزبد يخرج من الفم ، وحمرة في العين . وقال عيسى بن عليّ : من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله ، ويعرض لشاربه ذهاب العقل ، وبرد البدن كلّه ، وصفرة اللّون ، وجفاف اللّسان ، وظلمة في العين ، وضيق نفس شديد ، وشبيه بالجنون ، وامتناع الكلام . وقال جالينوس : أمّا البنج الّذي بزره أسود فهو يحرّك جنوناً أو سباتاً ، والّذي بزره أيضاً أحمر حمرة معتدلة هو قريب من هذا في القوّة ، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقّاهما جميعاً ويحذرهما ويجانبهما مجانبة من لا ينتفع به . وأمّا البنج الأبيض البزر والزّهرة فهو أنفع الأشياء في علاج الطّبّ ، وكأنّه في الدّرجة الثّالثة من درجات الأشياء الّتي تبرد ـ انتهى ـ . وأبرفيون معرّب فربيون ويقال له : فرفيون . قالوا : هو صمغ المازربون ، حارّ يابس في الرّابعة ، وقيل : يابس في الثّالثة ، الشّربة منه قيراط إلى دانق ، يخرج البلغم من الوركين والظّهر والأمعاء ، ويفيد عرق النّسا والقولنج . ۱

89

كتابه عليه السلام في عوذة لِحُمَّى الرَّبعِ

الدّعاءُ لِلحُمَّى

يحيى بن بكر الحضرميّ ۲ عن أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام ، قال : أمَرَ أن يَكتُبَ

1.أي تلصق .

2.لم نجده بهذا العنوان في التّراجم الظّاهر وقع التّصحيف ، وما ورد في طلب الأئمّة الآتي هو الصّحيح ، لأنّ عبد اللّه والحسين ابنا بسطام بن سابور الزيّات مؤلفي كتاب طب الأئمّة كانا حيّا في القرن الرّابع من الهجرة وهو أقدم من الرّاوندي ، وعبد اللّه ابن بسطام نقل عن أبي زكريّا يحيى بن أبي بكر بن مهرويه المعنون في رجال النّجاشي والشيخ ، والرّجل نقل عن الحضرميّ الّذي هو مشترك بين جماعة من أصحاب الكاظم عليه السلام ، منها زرعة بن محمّد الحضرميّ . . . ( راجع : أحسن التراجم : ج ۲ ص ۳۵۹) .


مكاتيب الأئمّة ج4
460

عراض صالحة الطّول ، مشقّقة الأطراف إلى السّواد ، عليها زغب ۱ ، وعلى القضبان ثمر ، شبيه بالجُلَّنار في شكله ، متفرّق في طول القضبان ، واحد بعد واحد ، كلّ واحد منها مطبق بشيء شبيه بالتّرس ، وهذا الثّمر ملآن بزرا شبيها ببزر الخشخاش . وهو ثلاثة أصناف : منه ماله دهن ، لونه إلى لون الفرفير ، وورق شبيه بورق النّبات الّذي يقال له : عين اللّوبيا ، وورق أسود ، وزهره شبيه بالجُلَّنار مشوك . ومنه ماله زهر لونه شبيه بلون التُّفاح ، وورقه وزهره ألين من ورق وحمل الصّنف الأوّل ، وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النّبات الّذي يقال له : أروسمين ، وهو التّوذري . وهذان الصّنفان يجنّنان ويسبّتان ، ۲ وهما رديّان لا منفعة فيها في أعمال الطّب . وأمّا الصّنف الثّالث فإنّه ينتفع به في أعمال الطّب ، وهو ألينها قوّة وأسلسها ، وهو ألين في المجسّ ۳ وفيه رطوبة تدبق ۴ باليد ، وعليه شيء فيما بين الغبار والزّغب ، وله زهر أبيض ، وبزر أبيض ، وينبت في القرب من البحر ، وفي الخرابات . فإن لم يحضر هذا الصّنف فليستعمل بدله الصّنف الّذي بزره أحمر . وأمّا الصّنف الّذي بزره أسود فينبغي أن يرفض ، لأنّه شرّها . وقد يدقّ الثّمر مع الورق والقضبان كلّها رطبة ، وتخرج عصارتها وتجفّف في الشّمس . وإنّما تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إليها ، وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ، يدقّ ويرشّ عليه ماء حارّ في الدّقّ وتخرج عصارته . وعصارة هذا النّبات هي أجود من صمغه ، وأشدّ تسكيناً للوجع ، وقد يدقّ هذا النّبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص وتخزن .
قال : وإذا اُكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشّوكران من الطُّلا . وقال الرّازي :

1.الفصول المهمة في اُصول الأئمّة : ج۳ ص۱۹۲ ح۲۸۳۵ .

2.الزّغب بفتح المعجمتين : صغار الشّعر والرّيش .

3.أي يورثان الجنون والسّبات وهو تعطّل القوى كالغشى والنّوم .

4.المجس : موضع اللّمس .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112859
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي