479
مكاتيب الأئمّة ج4

وَجهِ اللّهِ وَتَكريمِ حُرمَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَتَعظيمِها وَتَشريفِها وَرِضاهُما بِهِما ، وَإن حَدَثَ بِحَسَنٍ وَحُسَينٍ حَدَثٌ فَإِنَّ الآخِرَ مِنهُما يَنظُر في بَني عَلِيٍّ ، فَإِن وَجَدَ فيهِم مَن يَرضى بِهَديِهِ وَإِسلامِهِ وَأَمانَتِهِ فَإِنَّهُ يَجعَلُهُ إلَيهِ إن شاءَ ، وَإِن لَم يَرَ فيهِم بَعضَ الَّذي يُريدُ فَإِنَّهُ في بَني ابنَي فاطِمَةَ ، فَإِن وَجَدَ فيهِم مَن يَرضى بِهَديهِ وَإِسلامِهِ وَأمانَتِهِ فَإِنَّهُ يَجعَلُهُ إلَيهِ إن شاءَ وَإن لَم يَرَ فيهِم بَعضَ الَّذي يُريدُ فَإِنَّهُ يَجعَلُهُ إلى رَجُلٍ مِن آلِ أبي طالِبٍ يَرضى بِهِ ، فَإِن وَجَد آلَ أبي طالِبٍ قَد ذَهَبَ كُبَراؤُهُم وَذَوو آرائِهِم ، فَإِنَّهُ يَجعَلُهُ إلى رَجُلٍ يَرضاهُ مِن بَني هاشم ، وَإنَّهُ شَرَطَ عَلَى الَّذي يَجعَلُهُ إلَيهِ أن يَترُكَ المالَ على اُصولِهِ وَيُنفِقَ حَيثُ أمرَهُ بِهِ مِن سَبيلِ اللّهِ وَوجوهِهِ وَذوي الرَّحِمِ من بَني هاشِمٍ وَبَني المُطَّلِبِ وَالقَريبِ وَالبَعيدِ لا يُباعُ مِنهُ شَيءٌ وَلا يُوهَبُ وَلا يُورثُ ، وإنَّ مالَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ على ناحِيَتِهِ ، وَهُوَ إلَى ابنَي فاطِمَةَ ، وَإِنَّ رَقيقيَ الَّذينَ فِي الصَّحيفَةِ الصَّغيرَةِ الَّتي كَتَبتُ عُتَقاءُ ، هذا ما قضى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ في أموالِهِ هذهِ الغدَ مِن يَومِ قَدِمَ مَسكِنٍ ابتِغاءَ وَجهِ اللّهِ وَالدَّارِ الآخِرَةِ ، وَاللّهُ المُستَعانُ على كُلِّ حالٍ ، وَلا يَحِلُّ لاِمرِئٍ مُسلِمٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أن يُغَيِّرَ شَيئاً مِمّا أوصَيتُ بِهِ في مالي ، وَلا يُخالِفَ فيه أمري مِن قَريبٍ أو بَعيدٍ .
أمّا بَعدُ فَإِنَّ وَلائِديَ اللاّتي أطوفُ عَلَيهِنَّ السَّبعَةَ عَشَرَ مِنهُنَّ اُمَّهاتُ أولادٍ أحياءٍ ، مَعَهُنَّ أولادُهُنَّ وَمِنُهنَّ حُبالى وَمِنهُنَّ مَن لا وَلَدَ لَهُ ، فَقَضائي فيهِنَّ إن حَدَثَ بي حَدَثٌ أنَّ مَن كانَ مِنُهنَّ لَيسَ لَها وَلَدٌ ، وَلَيسَت بِحُبلى فَهِيَ عَتيقٌ لِوَجهِ اللّهِ ، لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِنَّ سَبيلٌ ، وَمَن كانَ مِنهُنَّ لَها وَلَدٌ وَهِيَ حُبلى فَتُمسَكُ على وَلَدِها وَهِيَ مِن حَظِّهِ ، فَإِن ماتَ وَلَدُها وَهِيَ حَيَّةٌ فَهِيَ عَتيقٌ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيها سَبيلٌ .
هذا ما قَضى بِهِ عَلِيٌّ في مالِهِ الغَدَ مِن يَومِ قَدِمَ مَسكِنٍ ، شَهِدَ أبو شِمرٍ بنِ أبرَهَةَ وَصَعصَعَةُ بنُ صوحانٍ وَسَعَيدُ بنُ قَيسٍ ، وَهَيَّاجُ بنُ أبي الهَيّاجِ ، وكَتَبَ عَلِيُّ بنُ أبي


مكاتيب الأئمّة ج4
478

وَيَصرِفَني بِهِ عَنِ النّارِ ، وَيَصرِفَ النّارَ عَنِّي يَومَ تَبيَضُّ وُجوهٌ وَتَسوَدُّ وُجوهٌ أنَّ ما كانَ مِن مالِ يَنبُعَ مِن مالٍ يُعرَفُ لي فيها وَما حَولَها صَدَقَةٌ ، وَرَقيقِها ، غَيرَ أنَّ أبي رباحٍ وَأبي نيزِرَ وَجُبَيرٍ عُتَقاءُ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَيهِم سَبيلٌ فَهُم مَوالٍ يَعمَلونَ فِي المالِ خَمسَ حِجَجٍ وَفيهِ نَفَقَتُهُم وَرِزُقُهم وَرِزقُ أهاليهِم ، وَمَعَ ذلِكَ ما كانَ لي بوادي القُرى ، كُلُّهُ مالُ بني ۱ فاطِمَةَ وَرَقيقِها صَدَقَةٌ ، وَما كانَ لي بَدِعَةَ وَأَهلِها صَدَقَةٌ ، غَيرَ أنَّ رَقيقَها لَهُم مِثلُ ما كَتَبتُ لِأَصحابِهِم ، وَما كانَ لي بِاُذَينَةَ وَأَهلِها صَدَقَةٌ ، وَالفَقيرين ۲ كَما قَد عَلِمتُم صَدَقَةٌ في سَبيلِ اللّهِ ، وَإنَّ الَّذي كَتَبتُ مِن أموالي هذهِ صَدَقَةٌ واجِبَةٌ بَتلَةٌ حَيّاً أنا أو مَيِّتاً ، يُنفَقُ في كُلِّ نَفَقَةٍ أبتَغي بِها وَجهَ اللّهِ في سَبيلِ اللّهِ وَوَجهِهِ وَذوي الرَّحِمِ مِن بَني هاشِمٍ وَبَني المُطَّلِبِ ، وَالقَريبِ وَالبَعيدِ ، وَإنَّهُ يَقومُ على ذلِكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ، يَأكُلُ مِنهُ بِالمَعروفِ وَيُنفِقُهُ حَيثُ يُريدُ اللّهُ في حِلِّ مُحَلَّلٍ لا حَرَجَ عَلَيهِ فيهِ ، فَإِن أرادَ أن يَبيعَ نَصيباً مِنَ المالِ فَيَقضي بِهِ الدَّينَ فَليَفعَل إن شاءَ لا حَرَجَ عَلَيهِ فيهِ ، وإن شاءَ جَعَلَهُ شِراءَ المِلكِ ، وَإِنَّ وُلدَ عَلِيٍّ وَمَواليهِمِ وَأَموالِهِم إلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، وَإِن كانَ دارُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ غَيرُ دارِ الصَّدَقَةِ فَبَدا لَهُ أن يَبيعَها فَليَبِعها إن شاءَ لا حَرَجَ عَلَيهِ فيهِ ، وَإِن باعَ فَإِنَّهُ يُقَسِّمُها ثَلاثَةَ أثلاثٍ فَيَجعَلُ ثُلُثاً في سَبيلِ اللّهِ وَيَجعَلُ ثُلُثاً في بَني هاشِمٍ وَبَني المُطَّلِبِ ، وَيَجعَلُ الثُّلثَ في آلِ أبي طالِبٍ ، وَإنَّهُ يَضَعُهُم حَيثُ يُريدُ اللّهُ وَإِن حَدَثَ بِحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ حَدَثٌ وَحُسَينٌ حَيٌّ فَإِنَّهُ إلى حسين بنِ عَلِيٍّ ، وَإِنَّ حُسَيناً يَفعَلُ فيهِ مِثلَ الَّذي أمَرتُ بِهِ حَسَناً لَهُ مِثلُ الَّذي كَتَبتُ لِلحَسَنِ وَعَلَيهِ مِثلُ الَّذي عَلَى الحَسَنِ ، وَإِنَّ الَّذي لِبَني فاطِمَةَ مِن صَدَقَةٍ عَلِيٍّ مِثلُ الَّذي جَعلتُ لِبَني عَلِيٍّ وَإِني إنّما جَعَلتُ الَّذي جَعَلتُ لاِبنَي فاطِمَةَ ابتِغاءَ

1.كذا في المصدر ، والصواب : « لبني » .

2.الفقيرين : اسم موضعين قرب بني قريضة من نواحى مدينة .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112759
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي