85
مكاتيب الأئمّة ج4

وَقالَ : وَما أُمِروا إلاّ بِدونِ سَعَتِهم ، وَكُلُّ شَيءٍ أمَرَ النّاسَ بِهِ ، فَهُم يَسعَونَ لَهُ ، وَكُلُّ شَيءٍ لا يَسعَونَ لَهُ فَهُو مَوضوعٌ عَنهُم ، وَلَكِنَّ النّاسَ لا خَيرَ فِيهِم.
ثمّ تلا عليه السلام : « لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَايُنفِقُونَ حَرَجٌ » فَوَضَعَ عَنهُم « مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ » قال : فَوَضَعَ عَنهُم لِأَنّهُم لا يَجدونَ ۱ . ۲

10

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن إبراهيم

في فضل أهل البيت

۰.حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن داوود، عن فضيل الرّسان قال: كتب محمّد بن إبراهيم۳إلى أبي عبد اللّه عليه السلام :أخبرنا ما فضلكم أهل البيت ؟
فكتب إليه أبو عبد اللّه عليه السلام :
إنَّ الكَواكِبَ جُعِلَت في السَّماءِ أماناً لِأهلِ السَّماءِ ، فَإذا ذَهَبَت نُجومُ السَّماءِ جاءَ

1.تمام الآية : « لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لآَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ » . ( التّوبة : ۹۱ و ۹۲ ) .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۴ ح ۴ ، التوحيد : ص ۴۱۳ ح ۱۰ ، المحاسن : ج ۱ ص ۲۳۶ ح ۲۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۰۰ ح ۴.

3.محمّد بن إبراهيم محمّد بن إبراهيم : بهذا العنوان في التراجم مشترك بين أسماء متعددة ، وما ذكر من أصحاب الصّادق عليه السلام : محمّد بن إبراهيم العبّاسيّ الهاشميّ المدنيّ وهو الّذي يلقب بابن الإمام ، محمّد بن إبراهيم الأزديّ الكوفيّ ، محمّد بن إبراهيم الخيّاط (الحنّاط) الكوفيّ ، محمّد بن إبراهيم الرّفاعيّ الكوفيّ ، محمّد بن إبراهيم بن المهاجر البجليّ الكوفيّ . (راجع : رجال الطوسي : ص ۳۷۶) .


مكاتيب الأئمّة ج4
84

عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال لي : اكتب فأملى عَلَيَّ :إنَّ مِن قولِنا : إنّ اللّهَ يَحتَجُّ عَلى العبادِ بمِا آتاهُم وَعَرّفَهُم ، ثُمَّ أرسَلَ إلَيهِم رَسولاً وَأنزَلَ عَلَيهِم الكتابَ فَأمَرَ فيهِ وَنَهى ، أمَرَ فيهِ بِالصَّلاةِ وَالصّيامِ ، فَنامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَنِ الصَّلاةِ فَقالَ أنا أُنيُمكَ وَأنا أُوقِظُكَ فإذا قُمتَ فَصَلِّ لِيَعلَموا إذا أصابَهُم ذلِكَ كَيفَ يَصنَعون ، لَيسَ كما يَقولونَ إذا نامَ عَنها هَلَكَ ، وَكذلِكَ الصّيامُ ، أنا أُمرِضُكَ وأنا أُصِحُّكَ ، فإذا شَفَيتُكَ فاقضِهِ.
ثُمّ قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وَكذلِكَ إذا نَظَرتَ في جَميعِ الأشياءِ لَم تَجِد أحَداً في ضيقٍ ولَم تَجِد أحَداً إلاّ وَللّهِِ عَلَيهِ الحُجَّةُ ، وَللّهِِ فيهِ المَشيئَةُ ، وَلا أقولُ إنَّهُم ماشاؤوا صنعوا .
ثمّ قال: إنَّ اللّهَ يَهدي وَيُضِلُّ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94239
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي