9
مكاتيب الأئمّة ج4

المقدّمة

في أعقاب انبلاج فجر الإسلام في ربوع شبه جزيرة العرب، وبعدما سطع نوره واتّسع نطاقه إلى ربوع اُخرى من المعمورة، وامتدّ زاحفاً إلى أقصى الأرجاء، وتمسّكت به الاُمم ونظرت إليه باعتباره ديناً جاء لينتشل الناس من الظلمات إلى النور. وفي عهد حياة الرسول صلى الله عليه و آله كان الناس يهرعون إليه صلى الله عليه و آله في الملمّات وفي كلّ ما يستعصي عليهم ، في شتّى جوانب الحياة؛ يلتمسون عنده جواب ما يجهلون من اُمور دينهم ودنياهم، وأمّا الذين كانوا في مناطق نائية ويتعذّر عليهم الوصول إليه، فقد كانوا يتوجّهون تلقاء أصحابه الذين كان لهم نصيب من علمه، ونخصُّ بالذكر من هؤلاء الأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي كان على الدوام ملازماً لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وقد أخذ عنه علم القرآن وَكلَّ معانيه ومعارفه.
وفي أعقاب وفاة الرسول كان أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السلام هو الملجأ والملاذ والقادر على حلّ المستعصيات حتّى في عهد الخلفاء . وبعد أن استشهد سلام اللّه عليه ضيّق أعداؤه الخناق على أبنائه وأصحابه وشيعته، وحالوا بينهم وبين هداية وإرشاد أبناء الاُمّة. وعلى صعيد آخر هبّ اُولئك الذين باعوا دينهم بدنياهم إلى وضع الأحاديث واختلاق الروايات إرضاءً للحكام ، وتنفيذاً لرغباتهم


مكاتيب الأئمّة ج4
8
  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94182
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي