357
نَهجُ الذِّكر 1

يَمَلُّ تَسبيحي . ۱

۹۵۰.عنه عليه السلام ـ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها خَلقَ المَلائِكَةِ ـ :ثُمَّ فَتَقَ ما بَينَ السَّماواتِ العُلى ، فَمَلَأَهُنَّ أطوارا مِن مَلائِكَتِهِ ، مِنهُم سُجودٌ لا يَركَعونَ ، ورُكوعٌ لا يَنتَصِبونَ ، وصافّونَ لا يَتَزايَلونَ ، ومُسَبِّحونَ لا يَسأَمونَ . ۲

۹۵۱.الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ العَرشَ أرباعا لَم يَخلُق قَبلَهُ إلّا ثَلاثَةَ أشياءَ : الهَواءَ وَالقَلَمَ وَالنّورَ ، ثُمَّ خَلَقَهُ مِن أنوارٍ مُختَلِفَةٍ ، فَمِن ذلِكَ النّورِ نورٌ أخضَرُ اخضَرَّت مِنهُ الخُضرَةُ ، ونورٌ أصفَرُ اصفَرَّت مِنهُ الصُّفرَةُ ، ونورٌ أحمَرُ احمَرَّت مِنهُ الحُمرَةُ ، ونورٌ أبيَضُ وهُوَ نورُ الأَنوارِ ، ومِنهُ ضَوءُ النَّهارِ .
ثُمَّ جَعَلَهُ سَبعينَ ألفَ طَبَقٍ ، غِلَظُ كُلِّ طَبَقٍ كَأَوَّلِ العَرشِ إلى أسفَلِ السّافِلينَ ، لَيسَ مِن ذلِكَ طَبَقٌ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِ رَبِّهِ ويُقَدِّسُهُ بِأَصواتٍ مُختَلِفَةٍ ، وألسِنَةٍ غَيرِ مُشتَبِهَةٍ ، ولَو اُذِنَ لِلِسانٍ مِنها فَأَسمَعَ شَيئا مِمّا تَحتَهُ لَهَدَمَ الجِبالَ وَالمَدائِنَ وَالحُصونَ ، ولَخَسَفَ البِحارَ ولَأَهلَكَ ما دونَهُ .
لَهُ ثَمانِيةُ أركانٍ ، عَلى كُلِّ رُكنٍ مِنها مِنَ المَلائِكَةِ ما لا يُحصي عَدَدَهُم إلَا اللّهُ عز و جل ، يُسَبِّحونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لا يَفتُرونَ ، ولَو حَسَّ ۳ شَيءٌ مِمّا فَوقَهُ ، ما قامَ لِذلِكَ طَرفَةَ عَينٍ بَينَهُ وبَينَ الإِحساسِ الجَبَروتُ وَالكِبرِياءُ وَالعَظَمَةُ وَالقُدسُ وَالرَّحمَةُ ثُمَّ العِلمُ ، ولَيسَ وَراءَ هذا مَقالٌ . ۴

۹۵۲.عنه عليه السلام ـ مِن دُعائِهِ فِي الصَّلاةِ عَلى حَمَلَةِ العَرشِ ـ :فَصَلِّ عَلَيهِم ، وعَلَى

1.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۹۵ ح ۱۲ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن نوف البكالي .

2.. نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۷۷ ح ۱۳۶ .

3.في تفسير القمّي : «ولو أحسّ حسّ شيء» .

4.التوحيد : ص ۳۲۵ ح ۱ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۳ كلاهما عن أبي الطفيل ، الاختصاص : ص ۷۲ عن الفضيل بن يسار وكلّها عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۲۴ ح ۴۱ و ۴۲ .


نَهجُ الذِّكر 1
356

«وَ لَهُ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» ۱ . ۲

«وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» . ۳

الحديث

۹۴۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَلَقَ اللّهُ تَعالى مَلَكا تَحتَ العَرشِ يُسَبِّحُهُ بِجَميعِ اللُّغاتِ المُختَلِفَةِ . ۴

۹۴۸.عنه صلى الله عليه و آله :رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى اسمُهُ إذا قَضى أمرا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أهلُ السَّماءِ الَّذينَ يَلونَهُم ، حَتّى يَبلُغَ التَّسبيحُ أهلَ هذِهِ السَّماءِ الدُّنيا . ۵

۹۴۹.الإمام عليّ عليه السلام ـ لِنَوفٍ البِكالِيِّ ـ :اِنقَطِع إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : . . . جَعَلتُ آمالَ عِبادي مُتَّصِلَةً بي ، وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخورا لَهُم عِندي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا

1.والمراد بقوله : «وَ مَنْ عِندَهُ» المخصوصون بموهبة القرب والحضور ، وربّما انطبق على الملائكة المقرّبين ، وقوله : «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» بمنزلة التفسير لقوله : «وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ» ؛ أي لا يأخذهم عيّ وكلال ، بل يسبّحون الليل والنهار من غير فتور ، والتسبيح بالليل والنهار كناية عن دوام التسبيح من غير انقطاع . يصف تعالى حال المقرّبين من عباده والمكرمين من ملائكته ، أنّهم مستغرقون في عبوديّته ، مكبّون على عبادته ، لا يشغلهم عن ذلك شاغل ولا يصرفهم صارف (الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۲۶۴) .

2.الأنبياء : ۱۹ و ۲۰ .

3.الصافّات : ۱۶۵ و ۱۶۶ .

4.إرشاد القلوب : ص ۱۹۳ ، مستدرك الوسائل : ج ۶ ص ۷۵ ح ۶۴۷۴ .

5.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۱۷۵۱ ح ۱۲۴ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۶۲ ح ۳۲۲۴ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۱۸۸۳ ، السنن الكبرى : ج ۸ ص ۲۳۸ ح ۱۶۵۱۲ ، كنزالعمّال : ج ۶ ص ۷۴۸ ح ۱۷۶۷۴ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 209824
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي