53
نَهجُ الذِّكر 1

في بَساتينِ الاُنسِ . ۱

۱۱۲.تنبيه الخواطر :جاءَ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «لا تُلْهِيهِمْ تِجَـرَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» أَنَّهُم كانوا حَدّادينَ وخَرّازينَ ، فَكانَ أحَدُهُم إذا رَفَعَ المِطرَقَةَ أو غَرَزَ الإِشفى ۲ فَيَسمَعُ الأَذانَ ، لَم يُخرِجِ الإشفى مِنَ المَغرَزِ ، ولَم يَضرِب بِالمِطرَقَةِ ورَمى بِها ، وقامَ إلَى الصَّلاةِ . ۳

۱۱۳.الكافي عن الحسين بن بشّار عن رجل رفعهـ في قَولِ اللّهِ عز و جل :«رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَـرَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ»قالَ ـ: هُمُ التُّجّارُ الَّذينَ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، إذا دَخَلَ مَواقيتُ الصَّلاةِ أدَّوا إلَى اللّهِ حَقَّهُ فيها . ۴

۱۱۴.الكافي عن أسباط بن سالم :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَسَأَلَنا عَن عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ ما فَعَلَ؟ فَقُلتُ : صالِحٌ ، ولكِنَّهُ قَد تَرَكَ التِّجارَةَ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : عَمَلُ الشَّيطانِ ـ ثَلاثا ـ أما عَلِمَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اشتَرى عِيرا أتَت مِنَ الشّامِ فَاستَفضَلَ فيها ما قَضى دَينَهُ ، وقَسَّمَ في قَرابَتِهِ؟! يَقولُ اللّه عز و جل : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَـرَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» ـ إلى آخِرِ الآيَةِ ـ يَقولُ القُصّاصُ : إنَّ القَومَ لَم يَكونوا يَتَّجِرونَ ، كَذَبوا! ولكِنَّهُم لَم يَكونوا يَدَعونَ الصَّلاةَ في ميقاتِها ، وهُوَ أفضَلُ مِمَّن حَضَرَ الصَّلاةَ ولَم يَتَّجِر . ۵

۱۱۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إنَّ أولِيائي مِن عِبادي وأحِبّائي مِن خَلقِي الَّذينَ يُذكَرون

1.إحقاق الحقّ : ج ۱۲ ص ۲۷۳ نقلاً عن نزهة المجالس .

2.الإشفى : المِثقَب (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۴۳۸ «شفي») .

3.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۴۳ .

4.الكافي : ج ۵ ص ۱۵۴ ح ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۸۳ ص ۴ .

5.الكافي : ج ۵ ص ۷۵ ح ۸ ، تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۳۲۶ ح ۸۹۷ .


نَهجُ الذِّكر 1
52

فَلَو مَثَّلتَهُم لِعَقلِكَ ـ في مَقاوِمِهِمُ ۱ المَحمودَةِ ، ومَجالِسِهِمُ المَشهودَةِ ، وقَد نَشَروا دَواوينَ أعمالِهِم ، وفَرَغوا لِمُحاسَبَةِ أنفُسِهِم عَلى كُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرَةٍ اُمِروا بها فَقَصَّروا عَنها ، أو نُهوا عَنها فَفَرَّطوا فيها ، وحَمَّلوا ثِقَلَ أوزارِهِم ظُهورَهُم ، فَضَعُفوا عَنِ الاِستِقلالِ بِها ، فَنَشَجوا ۲ نَشيجا ، وتَجاوَبوا نَحيبا ، يَعِجّونَ إلى رَبِّهِم مِن مَقامِ نَدَمٍ وَاعتِرافٍ ـ لَرَأَيتَ أعلامَ هُدىً ، ومَصابيحَ دُجىً ، قَد حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ ، وتَنَزَّلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وفُتِحَت لَهُم أبوابُ السَّماءِ ، واُعِدَّت لَهُم مَقاعِدُ الكَراماتِ ، في مَقعَدٍ اطَّلَعَ اللّهُ عَلَيهِم فيهِ ، فَرَضِيَ سَعيَهُم ، وحَمِدَ مَقامَهُم . يَتَنَسَّمونَ ۳ بِدُعائِهِ رَوحَ ۴ التَّجاوُزِ . رَهائِنُ فاقَةٍ إلى فَضلِهِ ، واُسارى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ . جَرَحَ طُولُ الأَسى قُلوبَهُم ، وطُولُ البُكاءِ عُيونَهُم . لِكُلِّ بابِ رَغبَةٍ إلَى اللّهِ مِنهُم يَدٌ قارِعَةٌ ، يَسأَلونَ مَن لا تَضيقُ لَدَيهِ المَنادِحُ ۵ ، ولا يَخيبُ عَلَيهِ الرّاغِبونَ .
فَحاسِب نَفسَكَ لِنَفسِكَ ، فَإِنَّ غَيرَها مِنَ الأَنفُسِ لَها حَسيبٌ غَيرُكَ . ۶

۱۱۱.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَـرَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ»ـ: هُمُ الرِّجالُ مِن بَينِ الرِّجالِ عَلَى الحَقيقَةِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ حَفِظَ سَرائِرَهُم عَنِ الرُّجوعِ إلى غَيرِهِ ، فَلا تَشغَلُهُمُ الدُّنيا وزَهرَتُها ، ولَا الآخِرَةُ ونَعيمُها عَنِ اللّهِ تَعالى ، لِأَنَّهُم

1.جمع مقام (بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۲۸) .

2.نشج الباكي ينشِجُ نشيجا : غصّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۰۹ «نشج») .

3.النَّسَم : نَفَس الريح إذا كان ضعيفا كالنسيم. وتَنَسَّم : تنفّس. وتَنَسَّمَ النسيمَ : تشمّمه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۸۰ «نسم») .

4.الرَّوح : الراحة والرحمة ونسيم الريح (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۲۴ «روح»). أي يدعون ويتوقّعون بدعائه تجاوزه عن ذنوبهم (بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۲۹).

5.النُّدْح : الأرض الواسعة ، والمنادح : المفاوز (الصحاح : ج ۱ ص ۴۰۹ «ندح») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۲۵ ح ۳۹ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 206924
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي