529
نَهجُ الذِّكر 1

الحَمدِ لَكَ ، وأحَبَّ الحَمدِ إلَيكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما أنتَ أهلُهُ ، وكَما رَضيتَ لِنَفسِكَ ، وكَما حَمِدَكَ مَن رَضيتَ حَمدَهُ مِن جَميعِ خَلقِكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما حَمِدَكَ بِهِ جَميعُ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ومَلائِكَتِكَ ، وكَما يَنبَغي لِعِزِّكَ وكِبرِيائِكَ وعَظَمَتِكَ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا تَكِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ ، ويَقِفُ القَولُ عَن مُنتَهاهُ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقصُرُ عَن رِضاكَ ، ولا يَفضُلُهُ شَيءٌ مِن مَحامِدِكَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، وَالعافِيَةِ وَالبَلاءِ ، وَالسِّنينَ وَالدُّهورِ . ولَكَ الحَمدُ عَلى آلائِكَ وَنَعمائِكَ عَلَيَّ وعِندي ، وعَلى ما أولَيتَني وأبلَيتَني وعافَيتَني ورَزَقتَني وأعطَيتَني وفَضَّلتَني وشَرَّفتَني وكَرَّمتَني وهَدَيتَني لِدينِكَ ، حَمدا لا يَبلُغُهُ وَصفُ واصِفٍ ، ولا يُدرِكُهُ قَولُ قائِلٍ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا فيما أتَيتَ إلى أحَدٍ مِن إحسانِكَ عِندي ، وإفضالِكَ عَلَيَّ ، وتَفضيلِكَ إيّايَ عَلى غَيري . ولَكَ الحَمدُ عَلى ما سَوَّيتَ مِن خَلقي وأدَّبتَني فَأَحسَنتَ أدَبي ، مَنّا مِنكَ عَلَيَّ لا لِسابِقَةٍ كانَت مِنّي . فَأَيُّ النِّعَمِ يا رَبِّ لَم تَتَّخِذ عِندي! وأيُّ شُكرٍ لَم تَستَوجِب مِنّي! رَضيتُ بِلُطفِكَ لُطفا ، وبِكِفايَتِكَ مِن جَميعِ الخَلقِ خَلَفا . ۱
يا رَبِّ ، أنتَ المُنعِمُ عَلَيَّ ، المُحسِنُ المُتَفَضِّلُ المُجمِلُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَواضِلِ وَالنِّعَمِ العِظامِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ . ۲

1.في المصدر : «خلقا» ، والتصويب من بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر . والخَلَف : ما استخلَفتَهُ من شيء ؛ تقول : أعطاك اللّه ُ خَلَفا ممّا ذهب لك (لسان العرب : ج ۹ ص ۸۴ «خلف») .

2.مصباح المتهجّد : ص ۳۴۳ ح ۴۵۳ ، جمال الاُسبوع : ص ۲۱۰ كلاهما عن يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ، بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۴۹ ح ۱۲ .


نَهجُ الذِّكر 1
528

۱۴۳۱.عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العالِمِ بِما هُوَ كائِنٌ مِن قَبلِ أن يَدينَ لَهُ مِن خَلقِه دائِنٌ ، فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، مُؤَلِّفِ الأَسبابِ بِما جَرَت بِهِ الأَقلامُ ومَضَت بِهِ الأَحتامُ ۱ مِن سابِقِ عِلمِهِ ومُقَدَّرِ حُكمِهِ ، أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ وأعوذُ بِهِ مِن نِقَمِهِ ، وأَستَهدِي اللّهَ الهُدى وأعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى ، مَن يَهدِهِ اللّهُ فَقَدِ اهتَدى ، وسَلَكَ الطَّريقَةَ المُثلى ، وغَنِمَ الغَنيمَةَ العُظمى ؛ ومَن يُضلِلِ اللّهُ فَقَد حارَ ۲ عَنِ الهُدى ، وهَوى إلَى الرَّدى . ۳

۱۴۳۲.عنه عليه السلام :إلهي تاهَت أوهامُ المُتَوَهِّمينَ ، وقَصُرَ طَرفُ الطّارِفينَ ، وتَلاشَت أوصافُ الواصِفينَ ، وَاضمَحَلَّت أقاويلُ المُبطِلينَ عَنِ الدَّركِ لِعَجيبِ شَأنِكَ ، أوِ الوُقوعِ بِالبُلوغِ إلى عُلُوِّكَ ، فَأَنتَ فِي المَكانِ الَّذي لا يَتَناهى ، ولَم تَقَع عَلَيكَ عُيونٌ بِإِشارَةٍ ولا عِبارَةٍ ، هَيهاتَ ثُمَّ هَيهاتَ! يا أوَّلِيُّ يا وَحدانِيُّ يا فَردانِيُّ ، شَمَختَ ۴ فِي العُلُوِّ بِعِزِّ الكِبرِ ، وَارتَفَعتَ مِن وَراءِ كُلِّ غَورَةٍ ونِهايَةٍ بِجَبَروتِ الفَخرِ ۵ . ۶

۱۴۳۳.عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ إذ جَعَلتَنا مِمَّن يَحمَدُكَ حَقّا . ۷

۱۴۳۴.عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا يَكونُ أحَقَّ الحَمدِ بِكَ ، وأرضَى الحَمدِ لَكَ ، وأوجَب

1.الحَتْم : القضاء وإيجابُه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۹۳ «حتم») .

2.حارَ : رجَعَ (الصحاح : ج ۲ ص ۶۳۸ «حور») .

3.الكافي : ج ۵ ص ۳۷۲ ح ۶ عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني .

4.شَمَخَ : ارتفع وتكبّر (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۰ «شمخ») .

5.الغَور : القَعْر من كلّ شيء (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۰۵ «غور») . أي ارتفعتَ عن أن يدرك كنه ذاتك وصفاتك بالوصول إلى غور الأفكار ونهايتها بسبب جبروت وعظمة ذاتيّة توجب الفخر (بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۹۹) .

6.التوحيد : ص ۶۶ ح ۱۹ عن سهل بن زياد ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۸۵ ح ۳۲۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۷۹ ح ۳ .

7.الأمالي للطوسي : ص ۲۸۹ ح ۵۵۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۴۲۷ عن الإمام العسكري عليه السلام وكلاهما عن كافور الخادم ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۱۲۶ ح ۳ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 206910
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي