141
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

۵۳۰.الإمام الصادق عليه السلام- فِي احتِجاجِهِ عَلى‏ زِنديقٍ -قالَ لَهُ : أفَمِن حِكمَتِهِ أن جَعَلَ لِنَفسِهِ عَدُوًّا ، وقَد كانَ ولا عَدُوَّ لَهُ ، فَخَلَقَ كَما زَعَمتَ «إبليسَ» فَسَلَّطَهُ عَلى‏ عَبيدِهِ يَدعوهُم إلى‏ خِلافِ طاعَتِهِ ، ويَأمُرُهُم بِمَعصِيَتِهِ ، وجَعَلَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ ، كَما زَعَمتَ ، يَصِلُ بِلُطفِ الحيلَةِ إلى‏ قُلوبِهِم ، فَيُوَسوِسُ إلَيهِم فَيُشَكِّكُهُم في رَبِّهِم ، ويُلَبِّسُ عَلَيهِم دينَهُم ، فَيُزيلُهُم عَن مَعرِفَتِهِ ، حَتّى‏ أنكَرَ قَومٌ لَمّا وَسوَسَ إلَيهِم رُبوبِيَّتَهُ وعَبَدوا سِواهُ ، فَلِمَ سَلَّطَ عَدُوَّهُ عَلى‏ عَبيدِهِ ، وجَعَلَ لَهُ السَّبيلَ إلى‏ إغوائِهِم ؟ ! قالَ عليه السلام - : إنَّ هذَا العَدُوَّ الَّذي ذَكَرتَ لا تَضُرُّهُ عَداوَتُهُ ، ولا تَنفَعُهُ وَلايَتُهُ . وعَداوَتُهُ لا تَنقُصُ مِن مُلكِهِ شَيئاً ، ووَلايَتُهُ لا تَزيدُ فيهِ شَيئاً ، وإنَّما يُتَّقَى العَدُوُّ إذا كانَ في قُوَّةٍ يَضُرُّ ويَنفَعُ ، إن هَمَّ بِمُلكٍ أخَذَهُ ، أو بِسُلطانٍ قَهَرَهُ ، فَأَمّا إبليسُ فَعَبدٌ ، خَلَقَهُ لِيَعبُدَهُ ويُوَحِّدَهُ ، وقَد عَلِمَ حينَ خَلَقَهُ ما هُوَ وإلى‏ ما يَصيرُ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَعبُدُهُ مَعَ مَلائِكَتِهِ حَتَّى امتَحَنَهُ بِسُجودِ آدَمَ ، فَامتَنَعَ مِن ذلِكَ حَسَداً وشَقاوَةً غَلَبَت عَلَيهِ ، فَلَعَنَهُ عِندَ ذلِكَ ، وأخرَجَهُ عَن صُفوفِ المَلائِكَةِ ، وأنزَلَهُ إلَى الأَرضِ مَلعوناً مَدحوراً ، فَصارَ عَدُوَّ آدَمَ ووُلدِهِ بِذلِكَ السَّبَبِ ، وما لَهُ مِنَ السَّلطَنَةِ عَلى‏ وُلدِهِ إلَّا الوَسوَسَةُ ، وَالدُّعاءُ إلى‏ غَيرِ السَّبيلِ ، وقَد أقَرَّ مَعَ مَعصِيَتِهِ لِرَبِّهِ بِرُبوبِيَّتِهِ.۱

۵۳۱.الإمام زين العابدين عليه السلام- في مُناجاتِهِ -: إلهي أشكو إلَيكَ عَدُوًّا يُضِلُّني ، وشَيطاناً يُغويني ، قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدري ، وأحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى‏ ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا ، ويَحولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفى‏.۲

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۷ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۶۷ ح ۲ . .

2.بحارالأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۳ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
140

الحديث‏

۵۲۵.الإمام عليّ عليه السلام- مِن خُطبَةٍ لَهُ يَذُمُّ فيها أتباعَ الشَّيطانِ -: اِتَّخَذُوا الشَّيطانَ لِأَمرِهِم مِلاكاً ، وَاتَّخَذَهُم لَهُ أشراكاً ، فَباضَ وفَرَّخَ في صُدورِهِم ، ودَبَّ ودَرَجَ في حُجورِهِم ، فَنَظَرَ بِأَعيُنِهِم ، ونَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ ، وزَيَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ ، فِعلَ مَن قَد شَرِكَهُ الشَّيطانُ في سُلطانِهِ ، ونَطَقَ بِالباطِلِ عَلى‏ لِسانِهِ.۱

۵۲۶.عنه عليه السلام : اِحذَروا عَدُوًّا نَفَذَ فِي الصُّدورِ خَفِيًّا ، ونَفَثَ فِي الآذانِ نَجِيًّا.۲

۵۲۷.عنه عليه السلام : الشَّيطانُ مُوَكَّلٌ بِهِ [أي العَبد] ، يُزَيِّنُ لَهُ المَعصِيَةَ لِيَركَبَها ، ويُمَنّيهِ التَّوبَةَ لِيُسَوِّفَها.۳

۵۲۸.الإمام زين العابدين عليه السلام- مِن دُعائِهِ فِي الشُّكرِ -: فَلَولا أنَّ الشَّيطانَ يَختَدِعُهُم عَن طاعَتِكَ ما عَصاكَ عاصٍ ، ولَولا أنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ في مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَريقِكَ ضالٌّ.۴

۵۲۹.منية المريد : رُوِيَ أنَّ رَجُلًا قالَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : اِجلِس حَتّى‏ نَتَناظَرَ فِي الدّينِ ، فَقالَ : يا هذا أ نَا بَصيرٌ بِديني مَكشوفٌ عَلَيَّ هُدايَ ، فَإِن كُنتَ جاهِلًا بِدينِكَ فَاذهَب فَاطلُبهُ ، ما لي ولِلمُماراةِ ؟ وإنَّ الشَّيطانَ لَيُوَسوِسُ لِلرَّجُلِ ويُناجيهِ ويَقولُ : ناظِرِ النّاسَ لِئَلّا يَظُنّوا بِكَ العَجزَ وَالجَهلَ.۵

1.نهج البلاغة : الخطبة ۷ .

2.غرر الحكم : ح ۲۶۲۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۰۷ ح ۹۲۹۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۶۴ .

4.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۴۴ الدعاء ۳۷ .

5.منية المريد : ص ۱۷۱ ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۱۳۵ ح ۳۲ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 117179
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي