157
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

۵۸۱.الإمام الرضا عليه السلام : أمَّا اللَّطيفُ فَلَيسَ عَلى‏ قِلَّةٍ وقَضافَةٍ۱ وصِغَرٍ ، ولكِنَّ ذلِكَ عَلَى النَّفاذِ فِي الأَشياءِ وَالاِمتِناعِ مِن أن يُدرَكَ ؛ كَقَولِكَ لِلرَّجُلِ : لَطُفَ عَنّي هذَا الأَمرُ ، ولَطُفَ فُلانٌ في مَذهَبِهِ ، وقَولِهِ يُخبِرُكَ أنَّهُ غَمَضَ فيهِ العَقلُ وفاتَ الطَّلَبُ وعادَ مُتَعَمِّقاً مُتَلَطِّفاً لا يُدرِكُهُ الوَهمُ ، فَكَذلِكَ لُطفُ اللَّهِ تَبارَكَ وتَعالى‏ عَن أن يُدرَكَ بِحَدٍّ أو يُحَدَّ بِوَصفٍ.۲

۵۸۲.الإمام عليّ عليه السلام- في صِفَةِ اللَّهِ جَلَّ وعَلا -: تاهَت في أدنى‏ أدانيها طامِحاتُ العُقولِ في لَطيفاتِ الاُمورِ ، فَتَبارَكَ اللَّهُ الَّذي لا يَبلُغُهُ بُعدُ الهِمَمِ ، ولا يَنالُهُ غَوصُ الفِطَنِ.۳

۵۸۳.الإمام زين العابدين عليه السلام : إلهي قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلى‏ سُبُحاتِ وَجهِكَ ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلى‏ مَعرِفَتِكَ إلّا بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ.۴

ب - كُنهُ صِفَةِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله وَالإمامِ عليه السلام وَالمُؤمِنِ‏

۵۸۴.الإمام الصادق عليه السلام: فَكَما لا تَقدِرُ الخَلائِقُ عَلى‏ كُنهِ صِفَةِ اللَّهِ عزّ وجلّ فَكَذلِكَ لا تَقدِرُ عَلى‏ كُنهِ صِفَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، وَكَما لا تَقدِرُ عَلى‏ كُنهِ صِفَةِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله كَذلِكَ لا تَقدِرُ عَلى‏ كُنهِ صِفَةِ الإمامِ ، وَكَما لا تَقدِرُ عَلى‏ كُنهِ صِفَةِ الإمامِ كَذلِكَ لا يَقدِرونَ

1.القَضَافَةُ : النحافة (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۸۵) .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۲۲ ح ۲ ، التوحيد : ص ۱۸۹ ح ۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۴۸ ح ۵۰ كلاهما عن الحسين بن خالد وفيهما «غمض فبهر العقل» بدل «غمض فيه العقل» ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۱۷۸ ح ۵ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۳۵ ح ۱ ، التوحيد : ص ۴۲ ح ۳ عن الحصين بن عبدالرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلام ، الغارات : ج ۱ ص ۱۷۲ وفيه «لا يدركه» بدل «لا يبلغه» عن إبراهيم بن إسماعيل اليشكري ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۲۶۹ ح ۱۵ .

4.الصحيفة السجّادية الجامعة : ص ۴۱۷ (الدعاء ۱۹۳) ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۵۰ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
156

وَاعلَم أنَّ الرّاسِخينَ فِي العِلمِ هُمُ الَّذينَ أغناهُم عَنِ اقتِحامِ السُّدَدِ۱المَضروبَةِ دونَ الغُيوبِ الإِقرارُ بِجُملَةِ ما جَهِلوا تَفسيرَهُ مِنَ الغَيبِ المَحجوبِ ، فَمَدَحَ اللَّهُ تَعالَى اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلماً ، وسَمّى‏ تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخاً؛ فَاقتَصِر عَلى‏ ذلِكَ ، ولا تُقَدِّر عَظَمَةَ اللَّهِ سُبحانَهُ عَلى‏ قَدرِ عَقلِكَ فَتَكونَ مِنَ الهالِكينَ.۲

۵۷۸.عنه عليه السلام- في تَنزيهِ اللَّهِ جَلَّ وعَلا -: إنَّكَ أنتَ اللَّهُ الَّذي لَم تَتَناهَ فِي العُقولِ فَتَكونَ في مَهَبِّ فِكرِها مُكَيَّفاً ، ولا في رَوِيّاتِ خَواطِرِها فَتَكونَ مَحدوداً مُصَرَّفاً.۳

۵۷۹.عنه عليه السلام- أيضاً -: مُمتَنِعٌ عَنِ الأَوهامِ أن تَكتَنِهَهُ ،۴ وعَنِ الأَفهامِ أن تَستَغرِقَهُ ، وعَنِ الأَذهانِ أن تُمَثِّلَهُ ، قَد يَئِسَت مِنِ استِنباطِ الإِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ العُقولِ ، ونَضَبَت عَنِ الإِشارَةِ إلَيهِ بِالاِكتِناهِ بِحارُالعُلومِ ، ورَجَعَت بِالصِّغَرِ عَنِ السُّمُوِّ إلى‏ وَصفِ قُدرَتِهِ لَطائِفُ الخُصومِ.۵

۵۸۰.عنه عليه السلام- فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ -: غايَةُ كُلِّ مُتَعَمِّقٍ في مَعرِفَةِ الخالِقِ سُبحانَهُ الاِعتِرافُ بِالقُصورِ عَن إدراكِها.۶

1.السُّدَدُ : أي الأبواب (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۳) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، التوحيد : ص ۵۵ ح ۱۳ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، تفسير العياشي : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۵ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبيه عليها السلام وكلاهما عنه عليه السلام نحوه ، بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۱۰۷ ح ۹۰ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، التوحيد : ص ۵۴ ح ۱۳ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه عليهما السلام نحوه ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۲۷۷ ح ۱۶ .

4.كُنْهُ الأمر : حقيقته (النهاية : ج ۴ ص ۲۰۶) .

5.التوحيد : ص ۷۰ ح ۲۶ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۱ ح ۱۵ كلاهما عن الهيثم بن عبداللَّه الرماني عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، البلد الأمين : ص ۹۲ ، بحارالأنوار : ج ۴ ص ۲۲۲ ح ۲ .

6.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۹۲ ح ۳۴۴ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 115651
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي