19
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

لَيمكن للأساتذة والطلّاب الجامعيّين ، في كافّة الفروع العلميّة ، أن يفوزوا بنور العلم إذا ما عُنوا بهذه الآداب والأحكام .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
18

كسبها التعليم والتعلّم ،۱ ومبدأ نور العلم القلب ،۲ بَيْد أنّ هذا العلم ليس قابلاً للتعلّم ، طريق كسبه في الخطوة الاُولى‏ إزالة الحجب ، وفي الخطوة الثانية إعداد الشروط اللّازمة لظهوره .۳
إنّ نور العلم متأصّل في فطرة الإنسان ، وكسبه يعني تهيئة الشروط لازدهار الفطرة ، وحينئذٍ يظهر العلم نفسه كما روي عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله :
العِلمُ مَجبولٌ في قُلوبِكُم ، تَأدَّبوا بِآدابِ الرَّوحانِيّينَ يَظهَر لَكُم۴ .
إنّ دور الطالب في كسب نور العلم هو إعداد الأرضيّة لظهوره فحسب ، وإلّا فإنّ مصباح نور العلم المتألّق ، هديّة إلهيّة للصالحين ، تفاض عليهم من عالم الغيب ، فتنير أعماق قلوبهم :
العِلمُ نورٌ وضياءٌ يَقذِفُهُ اللَّهُ في قُلوبِ أولِيائِهِ۵ .
إنّ النقطة المهمّة اللافتة للنظر هي أنّ نور العلم وإن كان غير قابل للتعليم والتعلّم لكنّ مقدّماته تحتاج إليهما لا محالة ، وأكبر مهمّات الأنبياء وأوصيائهم وورثتهم - العلماء الربّانيّين - ۶ هي تعليم مقدّمات هذا العلم .
وجدير بالذّكر إنّ ما جاء في هذا الكتاب من الآداب والأحكام حول التعليم والتعلّم والعالِم ، في الحقيقة تمام الكلام في باب مقدمات تحصيل نور العلم والمعرفة ، ممّا يحتاج إليه الأساتذة وطلّاب العلوم الإسلاميّة حاجة ماسّة ، وإنّه

1.راجع : ص ۱۲۳ «الفصل الثاني: سبل المعارف العقليّة» .

2.راجع: ص‏۱۱۶ «القلب» و۱۱۸ «المبدأالأصلي‏لجميع‏الإدراكات»و۱۲۳«الفصل‏الثاني:سبل‏المعارف‏العقليّة».

3.راجع : ص ۱۶۵ «الفصل الأوّل: حُجب العلم والحكمة» و۱۹۵ «الفصل الثاني: ما يزيل الحُجب» .

4.راجع : ص ۲۲ ح ۵ .

5.راجع : ص ۲۲ ح ۲ .

6.راجع : ص ۳۷۲ «ورثة الأنبياء عليهم السلام» .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 87452
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي