237
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

تنبيهات حول فضل العلم على العبادة

1 . أيّ علم وأيّ عبادة ؟

سيأتي في الفصل الخامس أنّ للتعلّم من الوجهة الفقهيّة خمسة أحكام . وفي ضوء ذلك يقسم العلم إلى‏ واجب ، وحرام ، ومستحبّ ، ومكروه ، ومباح ، وإذا نظرنا إلى‏ العبادة على‏ أنّ لها خمسة أحكام بالمفهوم العامّ ، فإنّ صور التّزاحم بين التعلّم والتعبّد تصل إلى‏ خمس وعشرين صورةً من منظور عقليّ . لذا نلاحظ أنّ أوّل مسألة في مقام ترجيح العلم على‏ العبادة هي : أيّ علمٍ يُرجَّح وأيّ عبادة يُرجَّح عليها
إنّ التّأمّل في الأحاديث الّتي ترجّح العلم على‏ العبادة ، يدلّ على أنّ المقصود هو ترجيح التعلّم الواجب أو المستحبّ على‏ العبادات المستحبّة ، ومن الطبيعي أنّ فضيلة التعلّم الواجب والتعبّد المستحب لا تُقاس بفضيلة التعلّم والتعبّد المستحبّين ، ولعلّ الأحاديث المأثورة في الفضائل العجيبة لتبيان فضيلة العلم على‏ العبادة ترتبط بهذه الصورة من صور التزاحم.۱

1.راجع : ص ۲۳۳ ح ۸۸۱ و ۲۳۴ ح ۸۸۷ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
236

يا رَسولَ اللَّهِ ، إذا حَضَرَت جَنازَةٌ أو حَضَرَ مَجلِسُ عالِمٍ ، أيُّهُما أحَبُّ إلَيكَ أن أشهَدَ؟
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إن كانَ لِلجَنازَةِ مَن يَتبَعُها ويَدفِنُها فَإِنَّ حُضورَ مَجلِسِ العالِمِ أفضَلُ مِن حُضورِ ألفِ جَنازَةٍ ، ومِن عِيادَةِ ألفِ مَريضٍ ، ومِن قِيامِ ألفِ لَيلَةٍ ، ومِن صِيامِ ألفِ يَومٍ ، ومِن ألفِ دِرهَمٍ يُتَصَدَّقُ بِها عَلَى المَساكينِ ، ومِن ألفِ حَجَّةٍ سِوَى الفَريضَةِ ، ومِن ألفِ غَزوَةٍ سِوَى الواجِبِ تَغزوها في سَبيلِ اللَّهِ بِمالِكَ ونَفسِكَ .
وأينَ تَقَعُ هذِهِ المَشاهِدُ مِن مَشهَدِ عالِمٍ ! أما عَلِمتَ أنَّ اللَّهَ يُطاعُ بِالعِلمِ ويُعبَدُ بِالعِلمِ ، وخَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ العِلمِ ، وشَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ ؟ !۱

راجع : ص 341 ح 1315 و ص 384 (فضل العالم على العابد) .

1.روضة الواعظين: ص ۱۷، مشكاة الأنوار: ص ۲۳۹ ح ۶۹۱ ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۲۳ ؛ إتحاف السادة المتّقين : ج ۱ ص ۱۰۰ عن عمر نحوه .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 87297
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي