393
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

تيجانِهِم يَنبَثُّ فيها كُلِّها.۱

۱۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلام : حَضَرَتْ امرَأَةٌ عِندَ الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليها السلام ، فَقالَت : إنَّ لي والِدَةً ضَعيفَةً ، وقَد لَبَسَ عَلَيها في أمرِ صَلاتِها شَي‏ءٌ ، وقَد بَعَثَتني إلَيكِ أسأَلُكِ .
فَأَجابَتها فاطِمَةُ عليها السلام عَن ذلِكَ ، ثُمَّ ثَنَّت فَأَجابَت ، ثُمَّ ثَلَّثَت فَأَجابَت ، إلى‏ أن عَشَّرَت فَأَجابَت ، ثُمَّ خَجِلَت مِنَ الكَثرَةِ ، فَقالَت : لا أشُقُّ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسولِ اللَّهِ .
قالَت فاطِمَةُ عليها السلام : هاتي وسَلي عَمّا بَدا لَكِ ، أرَأَيتِ مَنِ اكتُرِيَ يَوماً يَصعَدُ إلى‏ سَطحٍ بِحِملٍ ثَقيلٍ وكِراؤُهُ مِئَةُ ألفِ دينارٍ أيَثقُلُ عَلَيهِ ؟ فَقالَت : لا .
فَقالَت : اُكتُريتُ أنَا لِكُلِّ مَسأَلَةٍ بِأَكثَرَ مِن مِل‏ءِ ما بَينَ الثَّرى‏ إلَى العَرشِ لُؤلُؤاً ، فَأَحرى‏ أن لا يَثقُلَ عَلَيَّ ؛ سَمِعتُ أبي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ :
إنَّ عُلَماءَ شيعَتِنا يُحشَرونَ فَيُخلَعُ عَلَيهِم مِن خِلَعِ الكَراماتِ عَلى‏ قَدرِ كَثرَةِ عُلومِهِم وجِدِّهِم في إرشادِ عِبادِ اللَّهِ ، حَتّى‏ يُخلَعَ عَلَى الواحِدِ مِنهُم ألفُ ألفِ خِلعَةٍ مِن نورٍ ، ثُمَّ يُنادي مُنادي رَبِّنا عزّ وجلّ : أيُّهَا الكافِلونَ لِأَيتامِ آلِ مُحَمَّدٍ ، النّاعِشونَ لَهُم عِندَ انقِطاعِهِم عَن آبائِهِمُ الَّذينَ هُم أئِمَّتُهُم ، هؤُلاءِ تَلامِذَتُكُم وَالأَيتامُ الَّذينَ كَفَلتُموهُم ونَعَشتُموهُم ، فَاخلَعوا عَلَيهِم كَما خَلَعتُموهُم خِلَعَ العُلومِ فِي الدُّنيا .
فَيَخلَعونَ عَلى‏ كُلِّ واحِدٍ مِن اُولئِكَ الأَيتامِ عَلى‏ قَدرِ ما أخَذوا عَنهُم مِنَ العُلومِ ، حَتّى‏ إنَّ فيهِم - يَعني فِي الأَيتامِ - لَمَن يُخلَعُ عَلَيهِ مِئَةُ ألفِ خِلعَةٍ ، وكَذلِكَ يَخلَعُ هؤُلاءِ الأَيتامُ عَلى‏ مَن تَعَلَّمَ مِنهُم .

1.الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۶ ح ۱۲ ، منية المريد : ص ۱۱۹ وليس فيه «فيهاكلّها» ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ص ۳۴۵ ح ۲۲۶ ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۷ ح ۱۳ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
392

1 / 7

العُلَماءُ يَومَ القِيامَةِ

۱۵۳۱.رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : مَن تَعَلَّمَ مَسأَلَةً واحِدَةً قُلِّدَ يَومَ القِيامَةِ ألفَ قِلادَةٍ مِن نورٍ ، وغُفِرَ لَهُ ألفُ ذَنبٍ ، وبُنِيَ لَهُ مَدينَةٌ مِن ذَهَبٍ ، وكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ عَلى‏ جَسَدِهِ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ.۱

۱۵۳۲.عنه صلى اللَّه عليه وآله : يَقولُ اللَّهُ عزّ وجلّ لِلعُلَماءِ يَومَ القِيامَةِ : . . . إنّي لَم أجعَل عِلمي وحُكمي فيكُم إلّا وأنَا اُريدُ أن أغفِرَ لَكُم عَلى‏ ما كانَ فيكُم ولا اُبالي.۲

۱۵۳۳.عنه صلى اللَّه عليه وآله: إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللَّهُ العُلَماءَ فَقالَ: إنّي لَم أستَودِع حِكمَتي قُلوبَكُم وأنَا اريدُ أن اُعَذِّبَكُم، اُدخُلُوا الجَنَّةَ.۳

۱۵۳۴.الإمام عليّ عليه السلام : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللَّهُ العُلَماءَ فَيَقولُ لَهُم : عِبادي ، إنّي اُريدُ بِكُمُ الخَيرَ الكَثيرَ بَعدَما أنتُم تَحمِلونَ الشِّدَّةَ مِن قِبَلي وكَرامَتي وتَعبُدُنِي النّاسُ بِكُم ، فَأَبشِروا فَإِنَّكُم أحِبّائي وأفضَلُ خَلقي بَعدَ أنبِيائي ، فَأَبشِروا فَإِنّي قَد غَفَرتُ لَكُم ذُنوبَكُم وقَبِلتُ أعمالَكُم ، ولَكُم فِي النّاسِ شَفاعَةٌ مِثلُ شَفاعَةِ أنبِيائي ، وإنّي مِنكُم راضٍ ولا أهتِكُ سُتورَكُم ولا أفضَحُكُم في هذَا الجَمعِ.۴

۱۵۳۵.الإمام العسكريّ عليه السلام : يَأتي عُلَماءُ شيعَتِنَا ، القَوّامونَ بِضُعَفاءِ مُحِبّينا وأهلِ وَلايَتِنا يَومَ القِيامَةِ ، وَالأَنوارُ تَسطَعُ مِن تيجانِهِم ، عَلى‏ رَأسِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُم تاجُ بَهاءٍ ، قَدِ انبَثَّت تِلكَ الأَنوارُ في عَرَصاتِ القِيامَةِ ودَورُها مَسيرَةُ ثَلاثِمِئَةِ ألفِ سَنَةٍ ، فَشُعاعُ

1.روضة الواعظين : ص ۱۷ ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۸۰ ح ۶۶ .

2.المعجم الكبير : ج ۲ ص ۸۴ ح ۱۳۸۱ عن ثعلبة بن الحكم ؛ منية المريد : ص ۱۰۴ وفيه «حلمي . . . منكم» بدل «حكمي . . . فيكم» .

3.كنزالعمّال: ج ۱۰ ص ۱۷۲ ح ۲۸۸۹۴ نقلاً عن ابن عساكر عن أبي اُمامة وواثلة.

4.إرشاد القلوب : ص ۱۶۶ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 79448
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي