43
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

فَقالَ : بَل جَمعُ العِلمِ ؛ لِأَنَّ المالَ يَنقُصُ بِالإِنفاقِ وَالعِلمَ يَزدادُ .
ثُمَّ دَخَلَ الثّاني فَسَأَ لَهُ مِثلَ ذلِكَ ، فَقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ إذِ العِلمُ يَحفَظُ صاحِبَهُ وصاحِبُ المالِ يَحفَظُ مالَهُ .
ثُمَّ دَخَلَ الثّالِثُ فَسَأَلَهُ كَذلِكَ ، فَقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ لِأَنَّ مَن جَمَعَ العِلمَ يَزدادُ تَواضُعُهُ ، ومَن جَمَعَ المالَ يَزدادُ تَكَبُّرُهُ .
ثُمَّ دَخَلَ الرّابِعُ وسَأَلَهُ كَذلِكَ ، وقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ لِأَنَّ مَن جَمَعَ العِلمَ يَزدادُ أحِبّاؤُهُ ، ومَن جَمَعَ المالَ يَزدادُ أعداؤُهُ.۱

۱۳۵.الإمام عليّ عليه السلام- فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ -:
رَضينا قِسمَةَ الجَبّارِ فينالَنا عِلمٌ ولِلأَعداءِ مالُ‏
فَإِنَّ المالَ يَفنى‏ عَن قَريبٍ‏وإنَّ العِلمَ باقٍ لا يَزالُ‏۲

راجع : ص 219 (طلب العلم أوجب من طلب المال) .

2 / 16

لا يُفنيهِ الإِنفاقُ‏

۱۳۶.الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ النّارَ لا يَنقُصُها ما اُخِذَ مِنها ولكِن يُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَباً ، وكَذلِكَ العِلمُ لا يُفنيهِ الاِقتِباسُ لكِن بُخلُ الحامِلينَ لَهُ سَبَبُ عَدَمِهِ.۳

۱۳۷.عنه عليه السلام : كُلُّ شَي‏ءٍ يَنقُصُ عَلَى الإِنفاقِ إلَّا العِلمَ.۴

1.المواعظ العدديّة : ص ۲۲۱ .

2.الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام : ص ۴۴۲ ح ۳۴۳ .

3.غرر الحكم : ح ۳۵۲۰ .

4.غرر الحكم : ح ۶۸۸۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۳۷۷ ح ۶۳۹۹ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
42

جَميعُ النّاسِ يَحتاجونَ إلَى العالِمِ في أمرِ دينِهِم ، ولا يَحتاجونَ إلى‏ صاحِبِ المالِ ؛ السّابِعُ : العِلمُ يُقَوِّي الرَّجُلَ عَلَى المُرورِ عَلَى الصِّراطِ ، وَالمالُ يَمنَعُهُ.۱

۱۳۳.نهج البلاغة عن كميل بن زياد : أخَذَ بِيَدي أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَأَخرَجَني إلَى الجَبّانِ ، فَلَمّا أصحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، ثُمَّ قالَ : . . . اِحفَظ عَنّي ما أقولُ لَكَ :
النّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعالِمٌ رَبّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلى‏ سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كُلِّ ناعِقٍ (صائِحٍ) يَميلونَ مَعَ كُلِّ ريحٍ ، لَم يَستَضيؤوا بِنورِ العِلمِ ، ولَم يَلجَؤوا إلى‏ رُكنٍ وَثيقٍ .
يا كُمَيلُ ، العِلمُ خَيرٌ مِنَ المالِ ، العِلمُ يَحرُسُكَ وأنتَ تَحرُسُ المالَ . وَالمالُ تَنقُصُهُ النَّفَقَةُ ، وَالعِلمُ يَزكو عَلَى الإِنفاقِ ، وصَنيعُ المالِ يَزولُ بِزَوالِهِ .
يا كُمَيلَ بنَ زِيادٍ ، مَعرِفَةُ العِلمِ دينٌ يُدانُ بِهِ ، بِهِ يَكسِبُ الإِنسانُ الطّاعَةَ في حَياتِهِ وجَميلَ الاُحدوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ . وَالعِلمُ حاكِمٌ ، وَالمالُ مَحكومٌ عَلَيهِ .
ياكُمَيلُ ، هَلَكَ خُزّانُ الأَموالِ وهُم أحياءٌ ، وَالعُلَماءُ باقونَ ما بَقِيَ الدَّهرُ ؛ أعيانُهُم مَفقودَةٌ وأمثالُهُم في القُلوبِ مَوجودَةٌ . ها إنَّ ها هُنا لَعِلماً جَمًّا - وأشارَ بِيَدِهِ إلى‏ صَدرِهِ - لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً !۲

۱۳۴.المواعظ العدديّة : رُوِيَ أنَّ أربَعَةً مِنَ الرَّهبانِيَّةِ أتَوا عَلِيّاً عليه السلام لِيَمتَحِنوهُ ، فَقالوا : نَسأَ لُهُ عَن مَعنًى واحِدٍ بِلَفظٍ واحِدٍ ، فَإِن أجابَ بِجَوابٍ واحِدٍ فَهُوَ ناقِصٌ .
فَدَخَلَ واحِدٌ وقالَ : أجَمعُ المالِ أفضَلُ أم جَمعُ العِلمِ؟

1.منية المريد : ص ۱۱۰ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۱۴۷ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۲۷ ، الخصال : ص ۱۸۶ ح ۲۵۷ ، تحف العقول : ص ۱۶۹ ، الأمالي للمفيد : ص ۲۴۷ ح ۳ كلّها نحوه ، خصائص الأئمّة : ص ۱۰۵ وليس فيه «وصنيع المال يزول بزواله» وراجع : كنزالفوائد : ج ۱ ص ۳۱۹ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 77257
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي