461
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

شَي‏ءٌ مِن قَولِهِ أو قُصِّرَ في شَي‏ءٍ مِن أمرِهِ غَضِبَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الرّابِعِ مِنَ النّارِ .
ومِنَ العُلَماءِ مَن يَطلُبُ أحاديثَ اليَهودِ وَالنَّصارى‏ لِيُغزِرَ بِهِ ويُكثِرَ بِهِ حَديثَهُ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الخامِسِ مِنَ النّارِ .
ومِنَ العُلَماءِ مَن يَضَعُ نَفسَهُ لِلفُتيا ويَقولُ : سَلوني ، ولَعَلَّهُ لا يُصيبُ حَرفاً واحِداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُتَكَلِّفينَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ السّادِسِ مِنَ النّارِ .
ومِنَ العُلَماءِ مَن يَتَّخِذُ عِلمَهُ مُروءَةً وعَقلًا ،۱ فَذاكَ فِي الدَّرَكِ السّابِعِ مِنَ النّارِ.۲

۱۸۸۷.عيسى عليه السلام- لِلحَوارِيّينَ -: بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ النّاسَ فِي الحِكمَةِ رَجُلانِ : فَرَجُلٌ أتقَنَها بِقَولِهِ وصَدَّقَها بِفِعلِهِ . ورَجُلٌ أتقَنَها بِقَولِهِ وضَيَّعَها بِسوءِ فِعلِهِ ، فَشَتّانَ بَينَهما ! فَطوبى‏ لِلعُلَماءِ بِالفِعلِ ، ووَيلٌ لِلعُلَماءِ بِالقَولِ.۳

1.يتّخذ علمه مروءةً وعقلاً : أي يطلب العلم ويبذله ليعدّه الناس من أهل المروءة والعقل (المصدر) .

2.الخصال : ص ۳۵۳ ح ۳۳ ، منية المريد : ص ۱۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۱۱ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۱۰۸ ح ۱۱ .

3.تحف العقول : ص ۳۹۲ عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۴۵ ح ۳۰ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
460

وأهلَكَ نَفسَهُ ، ورَجُلٌ عاشَ بِعِلمِهِ ولَم يَعِش بِهِ أحَدٌ غَيرُهُ.۱

۱۸۸۵.الإمام الصادق عليه السلام : طَلَبَةُ العِلمِ ثَلاثَةٌ فَاعرِفهُم بِأَعيانِهِم وصِفاتِهِم : صِنفٌ يَطلُبُهُ لِلجَهلِ وَالمِراءِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلفِقهِ وَالعَقلِ .
فَصاحِبُ الجَهلِ وَالمِراءِ موذٍ مُمارٍ مُتَعَرِّضٌ لِلمَقالِ في أندِيَةِ الرِّجالِ بِتَذاكُرِ العِلمِ وصِفَةِ الحِلمِ ، وقَد تَسَربَلَ بِالخُشوعِ وتَخَلّى‏ مِنَ الوَرَعِ فَدَقَّ اللَّهُ مِن هذا خَيشومَهُ ، وقَطَعَ مِنهُ حَيزومَهُ .
وصاحِبُ الاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، ذو خِبٍّ ومَلَقٍ ، يَستَطيلُ عَلى‏ مِثلِهِ مِن أشباهِهِ ، ويَتَواضَعُ لِلأَغنِياءِ مِن دونِهِ ، فَهُوَ لِحَلوائِهِم هاضِمٌ ، ولِدينِهِ حاطِمٌ ، فَأَعمَى اللَّهُ عَلى‏ هذا خَبَرَهُ وقَطَعَ مِن آثارِ العُلَماءِ أثَرَهُ .
وصاحِبُ الفِقهِ وَالعَقلِ ذو كَآبَةٍ وحُزنٍ وسَهَرٍ ، قَد تَحَنَّكَ في بُرنُسِهِ ، وقامَ اللَّيلَ في حِندِسِهِ ، يَعمَلُ ويَخشى‏ وَجِلًا داعِياً مُشفِقاً ، مُقبِلًا عَلى‏ شَأنِهِ ، عارِفاً بِأَهلِ زَمانِهِ ، مُستَوحِشاً مِن أوثَقِ إخوانِهِ ، فَشَدَّ اللَّهُ مِن هذا أركانَهُ ، وأعطاهُ يَومَ القِيامَةِ أمانَهُ.۲

۱۸۸۶.عنه عليه السلام : إنَّ مِنَ العُلَماءِ مَن يُحِبُّ أن يَخزُنَ عِلمَهُ ولا يُؤخَذَ عَنهُ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الأَوَّلِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن إذا وُعِظَ أنِفَ وإذا وَعَظَ عَنُفَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّاني مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَرى‏ أن يَضَعَ العِلمَ عِندَ ذَوِ الثَّروَةِ وَالشَّرَفِ ، ولا يَدري لَهُ فِي المَساكينِ وَضعاً ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّالِثِ مِنَ النّارِ .
ومِنَ العُلَماءِ مَن يَذهَبُ في عِلمِهِ مَذهَبَ الجَبابِرَةِ وَالسَّلاطِينِ ، فَإِن رُدَّ عَلَيهِ

1.الفردوس : ج ۳ ص ۷۶ ح ۴۲۱۲ عن أنس ، كنزالعمّال : ج ۱۰ ص ۱۳۵ ح ۲۸۶۸۰ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۴۹ ح ۵ عن عليّ بن إبراهيم رفعه ، الخصال : ص ۱۹۴ ح ۲۶۹ عن سعيد بن علاقة عن الإمام عليّ عليه السلام ، الأمالي للصدوق : ص ۷۲۷ ح ۹۹۷ عن ابن عبّاس عن الإمام عليّ عليه السلام ، روضة الواعظين : ص ۱۴ عن الإمام عليّ عليه السلام وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 117604
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي