473
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

5 / 7

مثرمُ بنُ زَغيبٍ‏

۱۹۰۸.رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله- في صِفَةِ المثرمِ بنِ رغيبِ بنِ الشَّيقبان‏۱-: كانَ مِن أحَدِ العُبّادِ، قَد عَبَدَ اللَّهَ تَعالى‏ مِئَتَينِ وسَبعينَ سَنَةً، لَم يَسأَلهُ حاجَةً إلّا أجابَهُ، إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ أسكَنَ في قَلبِهِ الحِكمَةَ، وألهَمَهُ بِحُسنِ طاعَتِهِ لِرَبِّهِ.۲

5 / 8

سَلمان‏

۱۹۰۹.الإمام عليّ عليه السلام- لَمّا قالَ لَهُ ابنُ الكَوّا : يا أميرَالمُؤمِنينَ، فَأَخبِرني عَن سَلمانَ الفارِسِيّ -: بَخٍ بَخٍ! سَلمانُ مِنّا أهلَ البَيتِ، ومَن لَكُم بِمِثلِ لُقمانَ الحَكيمِ عَلِمَ

1.في بحار الأنوار : «المثرم بن رعيب» .

2.الفضائل : ص ۴۹ عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري ، بحارالأنوار : ج ۳۵ ص ۱۰۰ ح ۳۳ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
472

قالَ: فَما فَعَلَ؟
قالوا: ماتَ .
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : الحَمدُ للَّهِ‏ِ رَبِّ المَوتِ ورَبِّ الحَياةِ، كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ،۱ كَأَنّي أنظُرُ إلى‏ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ الأَيادِيِّ وهُوَ بِسوقِ عُكاظٍ عَلى‏ جَمَلٍ لَهُ أحمَرَ وهُوَ يَخطُبُ انّاسَ ويَقولُ:
اِجتَمِعوا أيُّهَا النّاسُ، فَإِذَا اجتَمَعتُم فَأَنصِتوا، فَإِذا أنصَتُّم فَاسمَعوا، فَإِذا سَمِعتُم فَعوا، فَإِذا وَعَيتُم فَاحفَظوا، فَإِذا حَفِظتُم فَاصدُقوا .
ألا إنَّهُ مَن عاشَ ماتَ، ومَن ماتَ فاتَ، ومَن فاتَ فَلَيسَ بِآتٍ، إنَّ فِي السَّماءِ خَبَراً ، وفِي الأَرضِ عِبَراً، سَقفٌ مَرفوعٌ، ومِهادٌ مَوضوعٌ، ونُجومٌ تَمورُ،۲ ولَيلٌ يَدورُ، وبِحارُ ماءٍ ( لا ) تَغورُ.
يَحلِفُ قُسٌّ ما هذا بِلَعِبٍ ، وإنَّ مِن وَراءِ هذا لَعَجَباً، ما لي أرَى النّاسَ يَذهَبونَ فَلا يَرجِعونَ ! أرَضوا بِالمُقامِ فَأَقاموا ؟! أم تُرِكوا فَناموا ؟! يَحلِفُ قُسٌّ يَميناً غَيرَ كاذِبَةٍ، إنَّ للَّهِ‏ِ ديناً هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّينِ الَّذي أنتُم عَلَيهِ.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : رَحِمَ اللَّهُ قُسًّا يُحشَرُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ .
قالَ: هَل فيكُم أحَدٌ يُحسِنُ مِن شِعرِهِ شَيئاً؟
فَقالَ بَعضُهُم: سَمِعتُهُ يَقولُ:


فِي الأَوَّلينَ الذّاهِبينَ‏مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر
لَمّا رَأَيتُ مَوارِدَلِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر
ورَأَيتُ قَومي نَحوَهاتَمضِي الأَكَابِرُ وَالأَصاغِر
لا يَرجِعُ الماضِي إلَيَ‏ولا مِنَ الباقينَ غابِر۳
أيقَنتُ أنّي لا مَحالَةَحَيثُ صارَ القَومُ صائِر
وبَلَغَ مِن حِكمَةِ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ ومَعرِفَتِهِ أنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كانَ يَسأَلُ مَن يَقدَُ عَلَيهِ مِن أيادٍ مِن حِكَمِهِ ويُصغي إلَيهِ سَمعَهُ.۴

1.إشارة إلى الآية ۱۸۵ من آل عمران .

2.تمور: أي تذهب وتجي‏ء (لسان العرب : ج ۵ ص ۱۸۷).

3.الغابر: الباقي (لسان العرب : ج ۵ ص ۳).

4.كمال الدين : ص ۱۶۶ ح ۲۲ عن محمّد بن مسلم ، بحارالأنوار : ج ۱۵ ص ۱۸۳ ح ۸ وراجع: الأمالي للمفيد : ص ۳۴۱ ح ۷ ومروج الذهب: ج ۱ ص ۶۹ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 118021
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي