489
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا صُمًّا فَأَسمَعَكُم ؟ فَلَمّا أسمَعَكُم صَمِمتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا بُكماً فَأَنطَقَكُم ؟ فَلَمّا أنطَقَكُم بَكِمتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَستَفتِحوا ؟ فَلَمّا فُتِحَ لَكُم نَكَصتُم عَلى‏ أعقابِكُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا أذِلَّةً فَأَعَزَّكُم ؟ فَلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم وَاعتَدَيتُم وعَصَيتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَنَصَرَكُم وأيَّدَكُم ؟ فَلَمّا نَصَرَكُمُ استَكبَرتُم وتَجَبَّرتُم .؟ !
فَيا وَيلَكُم مِن ذُلِّ يَومِ القِيامَةِ كَيفَ يُهينُكُم ويُصَغِّرُكُم .؟ ! ويا وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! إنَّكُم لَتَعمَلونَ عَمَلَ المُلحِدينَ وتَأمُلونَ أمَلَ الوارِثينَ وتَطمَئِنّونَ بِطُمَأنينَةِ الآمِنينَ ! ولَيسَ أمرُ اللَّهِ عَلى‏ ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَيَّرونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدونَ ، ولِلخَرابِ تَبنونَ وتَعمُرونَ ، ولِلوارِثينَ تَمهَدونَ !۱

۱۹۸۴.عنه عليه السلام : يا عُلَماءَ السَّوءِ ، تَأمُرونَ النّاسَ يَصومونَ ويُصَلّونَ ويَتَصَدَّقونَ ولا تَفعَلونَ ما تَأمُرونَ! وتَدرُسونَ ما لا تَعلَمونَ فَيا سوءَ ما تَحكُمونَ ! تَتوبونَ بِالقَولِ وَالأَمانِيِّ وتَعمَلونَ بِالهَوى‏ ! وما يُغني عَنكُم أن تُنَقّوا جُلودَكُم وقُلوبُكُم دَنِسَةٌ.۲

۱۹۸۵.عنه عليه السلام: إلى‏ كَم يَسيلُ الماءُ عَلَى الجَبَلِ لا يَلينُ؟! إلى‏ كَم تَدرُسونَ الحِكمَةَ لا يَلينُ عَلَيها قُلوبُكُم؟!۳

۱۹۸۶.عنه عليه السلام: لا تَكونوا كَالمُنخُلِ يُخرِجُ مِنهُ الدَّقيقَ الطَّيِّبَ ويُمسِكُ النُّخالَةَ. كَذلِكَ أنتُم

1.تحف العقول : ص ۵۰۳ - ۵۰۹ ، بحارالأنوار : ج ۱۴ ص ۳۰۷ ح ۱۷ .

2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۶ .

3.الأمالي للمفيد: ص ۲۰۹ ح ۴۳ عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۱۴ ص ۳۲۵ ح ۳۸ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
488

۱۹۸۳.عنه عليه السلام : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ شَرَّ النّاسِ لَرَجُلٌ عالِمٌ آثَرَ دُنياهُ عَلى‏ عِلمِهِ ، فَأَحَبَّها وطَلَبَها وجَهَدَ عَلَيها حَتّى‏ لَوِ استَطاعَ أن يَجعَلَ النّاسَ في حَيرَةٍ لَفَعَلَ ، وماذا يُغني عَنِ الأَعمى‏ سَعَةُ نورِ الشَّمسِ وهُوَ لا يُبصِرُها ؟ ! كَذلِكَ لا يُغني عَنِ العالِمِ عِلمُهُ إذ هُوَ لَم يَعمَل بِهِ .
ما أكثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ ولَيسَ كُلُّها يَنفَعُ ويُؤكَلُ ! وما أكثَرَ العُلَماءَ ولَيسَ كُلُّهُم يَنتَفِعُ بِما عَلِمَ ! وما أوسَعَ الأَرضَ ولَيسَ كُلُّها تُسكَنُ ! وما أكثَرَ المُتَكَلِّمينَ ولَيسَ كُلُّ كَلامِهِم يُصَدَّقُ ! فَاحتَفِظوا مِنَ العُلَماءِ الكَذَبَةِ الَّذينَ عَلَيهِم ثِيابُ الصّوفِ مُنَكِّسي رُؤوسِهِم إلَى الأَرضِ يُزَوِّرونَ بِهِ الخَطايا يَرمُقونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم كَما تَرمُقُ الذِّئابُ ، وقَولُهُم يُخالِفُ فِعلَهُم ، وهَل يُجتَنى‏ مِنَ العَوسَجِ العِنَبُ ، ومِنَ الحَنظَلِ التّينُ ؟ ! وكَذلِكَ لا يُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الكاذِبِ إلّا زوراً ، ولَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ يَصدُقُ . . .
وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! لا تُحَدِّثوا أنفُسَكُم أنَّ آجالَكُم تَستَأخِرُ مِن أجلِ أنَّ المَوتَ لَم يَنزِل بِكُم ، فَكَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِكُم فَأَظعَنَكُم ، فَمِنَ الآنَ فَاجعَلُوا الدَّعوَةَ في آذانِكُم ، ومِنَ الآنَ فَنوحوا عَلى‏ أنفُسِكُم ، ومِنَ الآنَ فَابكوا عَلى‏ خَطاياكُم ، ومِنَ الآنَ فَتَجَهَّزوا وخُذوا اُهبَتَكُم وبادِرُوا التَّوبَةَ إلى‏ رَبِّكُم . . .
وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! ألَم تَكونوا أمواتاً فَأَحياكُم ؟ فَلَمّا أحياكُم مُتُّم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا اُمِّيّينَ فَعَلَّمَكُم ؟ فَلَمّا عَلَّمَكُم نَسيتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا جُفاةً فَفَقَّهَكُمُ اللَّهُ ؟ فَلَمّا فَقَّهَكُم جَهِلتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا ضُلّالًا فَهَداكُم ؟ فَلَمّا هَداكُم ضَلَلتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا عُمياً فَبَصَّرَكُم ؟ فَلَمّا بَصَّرَكُم عَميتُم ؟ !

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 119340
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي