95
العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة

وَالتّاسِعُ : أبوابُ الأَعداءِ الَّتي تَسكُنُ بِالمُداراةِ غَوائِلُهُم ، ويُدفَعُ بِالحِيَلِ وَالرِّفقِ وَاللُّطفِ وَالزِّيارَةِ عَداوَتُهُم .
وَالعاشِرُ : أبوابُ مَن يُنتَفَعُ بِغِشيانِهِم ، ويُستَفادُ مِنهُم حُسنُ الأَدَبِ ، ويُؤنَسُ بِمُحادَثَتِهِم.۱

۳۵۷.الخصال عن عامر الشّعبيّ : تَكَلَّمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِتِسعِ كَلِماتٍ ارتَجَلَهُنَّ ارتِجالًا ،۲ فَقَأنَ عُيونَ البَلاغَةِ ، وأيتَمنَ‏۳ جَواهِرَ الحِكمَةِ ، وقَطَعنَ جَميعَ الأَنامِ عَنِ اللَّحاقِ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ . ثَلاثٌ مِنها فِي المُناجاةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الحِكمَةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الأَدَبِ .
فَأَمَّا اللّاتي فِي المُناجاةِ ، فَقالَ : إلهي كَفى‏ لي عِزًّا أن أكونَ لَكَ عَبداً ، وكَفى‏ بي فَخراً أن تَكونَ لي رَبًّا ، أنتَ كَما اُحِبُّ فَاجعَلني كَما تُحِبُّ .
وأمَّا اللّاتي فِي الحِكمَةِ ، فَقالَ : قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُهُ ، وما هَلَكَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَهُ ، وَالمَرءُ مَخبُوٌّ تَحتَ لِسانِهِ .
وأمَّا اللّاتي فِي الأَدَبِ ، فَقالَ : اُمنُن عَلى‏ مَن شِئتَ تَكُن أميرَهُ ، وَاحتَج إلى‏ مَن شِئتَ تَكُن أسيرَهُ ، وَاستَغنِ عَمَّن شِئتَ تَكُن نَظيرَهُ.۴

۳۵۸.الإمام عليّ عليه السلام- في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام -: وأيُّ كَلِمَةِ حُكمٍ جامِعَةٍ ؛ أن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِكَ وتَكرَهَ لَهُم ما تَكرَهُ لَها !۵

1.الخصال : ص ۴۲۶ ح ۳ عن الأصبغ بن نباتة ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۹۷ ح ۲ .

2.ارتجل الكلام ارتجالاً : إذا اقتضبه اقتضاباً وتكلّم به من غير أن يهيّئه قبل ذلك (لسان العرب: ج ۱۱ ص ۲۷۲) .

3.اليتيمُ من الجواهرِ : الّذي لا أخَ له ، ومنه دُرَّةٌ يتيمةٌ ؛ أي لا اُختَ لها (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۱۰).

4.الخصال: ص ۴۲۰ ح ۱۴، روضة الواعظين: ص ۱۲۳ وفيه «كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً» ، بحارالأنوار: ج ۷۷ ص ۴۰۰ ح ۲۳ .

5.تحف العقول : ص ۸۱ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۲۰۸ .


العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
94

وبَينَ النّاسِ.۱

۳۵۶.عنه عليه السلام : كانَتِ الحُكَماءُ فيما مَضى‏ مِنَ الدَّهرِ تَقولُ : يَنبَغي أن يَكونَ الاِختِلافُ إلَى الأَبوابِ لِعَشرَةِ أوجُهٍ :
أوَّلُها : بَيتُ اللَّهِ عزّ وجلّ لِقَضاءِ نُسُكِهِ ، وَالقِيامِ بِحَقِّهِ ، وأداءِ فَرضِهِ .
وَالثّاني : أبوابُ المُلوكِ الَّذينَ طاعَتُهُم مُتَّصِلَةٌ بِطاعَةِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، وحَقُّهُم واجِبٌ ، ونَفعُهُم عَظيمٌ ، وضَرُّهُم شَديدٌ .
وَالثّالِثُ : أبوابُ العُلَماءِ الَّذينَ يُستَفادُ مِنهُم عِلمُ الدّينِ وَادُّنيا .
وَالرّابِعُ : أبوابُ أهلِ الجودِ وَالبَذلِ الَّذينَ يُنفِقونَ أموالَهُمُ التِماسَ الحَمدِ ، ورَجاءَ الآخِرَةِ .
وَالخامِسُ : أبوابُ السُّفَهاءِ الَّذينَ يُحتاجُ إلَيهِم فِي الحَوادِثِ ، ويُفزَعُ إلَيهِم فِي الحَوائِجِ .
وَالسّادِسُ : أبوابُ مَن يُتَقَرَّبُ إلَيهِ مِنَ الأَشرافِ لِالتِماسِ الهِبَةِ وَالمُروءَةِ وَالحاجَةِ .
وَالسّابِعُ : أبوابُ مَن يُرتَجى‏ عِندَهُمُ النَّفعُ فِي الرَّأيِ وَالمَشوَرَةِ ، وتَقوِيَةِ الحَزمِ، وأخذِ الاُهبَةِ لِما يُحتاجُ إلَيهِ .
وَالثّامِنُ : أبوابُ الإِخوانِ لِما يَجِبُ مِن مُواصَلَتِهِم ، ويَلزَمُ مِن حُقوقِهِم .

1.كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۴ ص ۳۹۶ ح ۵۸۴۵ ، الكافي : ج ۸ ص ۳۰۷ ح ۴۷۷ نحوه ، الخصال : ص ۱۲۹ ح ۱۳۳ ، ثواب الأعمال : ص ۲۱۶ ح ۱ كلّها عن إسماعيل بن مسلم السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۶۳ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام وفيه «مِنَ الدُّنيا كانَتِ الجَنّةُ مأواهُ» بدل «كَفاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنيا» ، بحارالأنوار : ج ۷۱ ص ۱۸۱ ح ۳۶ وراجع: الجعفريّات : ص ۲۳۶ وأعلام الدين : ص ۳۳۴ .

  • نام منبع :
    العلم و الحکمة في الکتاب و السّنة
عدد المشاهدين : 119412
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي