وَالتّاسِعُ : أبوابُ الأَعداءِ الَّتي تَسكُنُ بِالمُداراةِ غَوائِلُهُم ، ويُدفَعُ بِالحِيَلِ وَالرِّفقِ وَاللُّطفِ وَالزِّيارَةِ عَداوَتُهُم .
وَالعاشِرُ : أبوابُ مَن يُنتَفَعُ بِغِشيانِهِم ، ويُستَفادُ مِنهُم حُسنُ الأَدَبِ ، ويُؤنَسُ بِمُحادَثَتِهِم.۱
۳۵۷.الخصال عن عامر الشّعبيّ : تَكَلَّمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِتِسعِ كَلِماتٍ ارتَجَلَهُنَّ ارتِجالًا ،۲ فَقَأنَ عُيونَ البَلاغَةِ ، وأيتَمنَ۳ جَواهِرَ الحِكمَةِ ، وقَطَعنَ جَميعَ الأَنامِ عَنِ اللَّحاقِ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ . ثَلاثٌ مِنها فِي المُناجاةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الحِكمَةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الأَدَبِ .
فَأَمَّا اللّاتي فِي المُناجاةِ ، فَقالَ : إلهي كَفى لي عِزًّا أن أكونَ لَكَ عَبداً ، وكَفى بي فَخراً أن تَكونَ لي رَبًّا ، أنتَ كَما اُحِبُّ فَاجعَلني كَما تُحِبُّ .
وأمَّا اللّاتي فِي الحِكمَةِ ، فَقالَ : قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُهُ ، وما هَلَكَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَهُ ، وَالمَرءُ مَخبُوٌّ تَحتَ لِسانِهِ .
وأمَّا اللّاتي فِي الأَدَبِ ، فَقالَ : اُمنُن عَلى مَن شِئتَ تَكُن أميرَهُ ، وَاحتَج إلى مَن شِئتَ تَكُن أسيرَهُ ، وَاستَغنِ عَمَّن شِئتَ تَكُن نَظيرَهُ.۴
۳۵۸.الإمام عليّ عليه السلام- في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام -: وأيُّ كَلِمَةِ حُكمٍ جامِعَةٍ ؛ أن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِكَ وتَكرَهَ لَهُم ما تَكرَهُ لَها !۵
1.الخصال : ص ۴۲۶ ح ۳ عن الأصبغ بن نباتة ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۹۷ ح ۲ .
2.ارتجل الكلام ارتجالاً : إذا اقتضبه اقتضاباً وتكلّم به من غير أن يهيّئه قبل ذلك (لسان العرب: ج ۱۱ ص ۲۷۲) .
3.اليتيمُ من الجواهرِ : الّذي لا أخَ له ، ومنه دُرَّةٌ يتيمةٌ ؛ أي لا اُختَ لها (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۱۰).
4.الخصال: ص ۴۲۰ ح ۱۴، روضة الواعظين: ص ۱۲۳ وفيه «كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً» ، بحارالأنوار: ج ۷۷ ص ۴۰۰ ح ۲۳ .
5.تحف العقول : ص ۸۱ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۲۰۸ .