701 - الحَجُ
الكتاب:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) .۱
(وَأذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) .۲
الحديث:
۰. اللَّهَ اللَّهَ في بَيتِ ربِّكمُ ، لا تُخْلوهُ ما بَقِيتُم ، فإنَّهُ إنْ تُرِكَ لَم تُناظَروا .۳
۰.3420.عنه عليه السلام : الحَجُّ جِهادُ كلِّ ضَعيفٍ .۴
۰.3421.عنه عليه السلام : نَفَقةُ دِرْهَمٍ في الحجِّ تَعْدِلُ ألفَ دِرْهَمٍ .۵
۰.3422.عنه عليه السلام : الحاجُّ والمُعْتَمِرُ وفْدُ اللَّهِ ، ويَحْبوهُ بالمَغفِرَةِ .۶
۰.3423.الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ عليهما السلام : إنّ إبراهيمَ أذّنَ في النّاسِ بالحَجِّ ، فقالَ : أيُّها النّاسُ ! إنّي إبراهيمُ خليلُ اللَّهِ ، إنَّ اللَّهَ أمرَكمُ أنْ تَحِجّوا هذا البَيتَ فحِجّوهُ ، فأجابَهُ مَن يَحِجُّ إلى يَومِ القيامَةِ ، وكانَ أوّلَ مَن أجابَهُ مِن أهلِ اليَمنِ .۷
۰.3424.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن أرادَ الحجَّ فَتَهيّأَ لَهُ فحُرِمَهُ ، فبِذَنْبٍ حُرِمَهُ .۸
702 - فَلسَفَةُ الحَجِ
۰.3425.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : وفَرَضَ علَيكمُ حَجَّ بَيتِهِ الحَرامِ الّذي جَعَلهُ قِبلَةً للأنامِ ، يَرِدُونَهُ وُرودَ الأنْعامِ ، ويَألَهونَ إلَيهِ وُلوهَ الحَمامِ ، وجَعلَهُ سبحانَهُ عَلامةً لِتَواضُعِهِم لِعظَمَتِهِ وإذْعانِهِم لِعزّتِهِ .۹
۰.3426.عنه عليه السلام : ألَا تَرَوْنَ أنَّ اللَّهَ سُبحانَهُ اخْتَبَر الأوَّلينَ مِن لَدُنْ آدَمَ - صلواتُ اللَّهِ علَيهِ - إلى الآخِرِينَ مِن هذا العالَمِ بأحْجارٍ *لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ ، ولا تُبْصِرُ ولا تَسْمَعُ ، فجَعَلَها بَيْتَهُ الحَرامَ الّذي جَعلَهُ للنّاسِ قِيامَاً ، ثُمَّ وَضَعهُ بأوْعَرِ بِقاعِ الأرضِ حَجَراً ، وأقَلِّ نَتائقِ الدُّنيا مَدَراً ، وأضْيَقِ بُطونِ الأوْدِيَةِ قُطْراً ، بينَ جِبالٍ خَشِنَةٍ ، ورِمالٍ دَمِثَةٍ ، وعُيونٍ وَشِلَةٍ ، وقُرَىً مُنْقَطِعَةٍ، لا يَزكو بِها خُفٌّ ولا حافِرٌ ولا ظِلْفٌ .
ثُمَّ أمَرَ آدمَ عليه السلام ووَلدَهُ أنْ يَثْنوا أعْطافَهُم نَحوَهُ ، فصارَ مَثابَةً لِمُنتَجَعِ أسْفارِهِم ، وغايَةً لمُلْقى رِحالِهِم ، تَهْوي إلَيه ثِمارُ الأفْئدَةِ مِن مَفاوِزِ قِفارٍ سَحيقَةٍ ، ومَهاوِي فِجاجٍ عَميقَةٍ ، وجَزائرِ بِحارٍ مُنْقَطِعَةٍ ، حتّى يَهُزّوا مَناكِبَهُم ذُلُلاً ، يُهَلِّلُونَ للَّهِ حَولَهُ ، ويَرْمُلونَ على أقْدامِهِم ، شُعْثاً غُبْراً لَهُ ، قَد نَبَذوا السَّرابِيلَ وَراءَ ظُهورِهِم ، وشَوَّهوا بإعْفاءِ الشُّعورِ مَحاسِنَ خَلْقِهِمُ ، ابْتِلاءً عَظيماً ، وامْتِحاناً شَديداً ، واخْتِباراً مُبيناً ، وتَمْحيصاً بَليغاً ، جَعلَهُ اللَّهُ سَبَباً لرَحمَتِهِ ، ووُصْلَةً إلى جَنّتِهِ .
ولو أرادَ سبحانَهُ أنْ يَضَعَ بَيتَهُ الحَرامَ ومَشاعِرَهُ العِظامَ، بَينَ جَنّاتٍ وأنْهارٍ ، وسَهْلٍ وقَرارٍ ، جَمَّ الأشْجارِ ، دانِيَ الثِّمارِ ، مُلْتَفَّ البُنى ، مُتَّصِلَ القُرى ، بينَ بُرَّةٍ سَمْراءَ ، ورَوْضَةٍ خَضْراءَ ، وأرْيافٍ مُحْدِقَةٍ ، وعِراصٍ مُغْدِقَةٍ، و رياضٍ ناضِرَةٍ ، وطُرُقٍ عامِرَةٍ ، لَكانَ قَد صَغُرَ قَدْرُ الجَزاءِ على حَسَبِ ضَعْفِ البَلاءِ .
ولَو كانَ الأساسُ المَحْمولُ علَيها ، والأحْجارُ المَرفوعُ بِها ، بَين زُمُرُّدَةٍ خَضْراءَ ، وياقوتَةٍ حَمْراءَ ، ونُورٍ وضِياءٍ ، لَخَفّفَ ذلكَ مُصارَعَةَ الشَّكِّ في الصُّدورِ ، ولَوَضَعَ مُجاهَدةَ إبْليسَ عنِ القُلوبِ ، ولَنَفى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِن الناسِ ، ولكنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبادَهُ بأنْواعِ الشَّدائدِ ، ويَتَعبَّدُهُم بألْوانِ المَجاهِدِ ، ويَبْتَليهِم بِضُروبِ المَكارِهِ؛ إخْراجاً للتَّكَبُّرِ مِن قُلوبِهِم ، وإسْكاناً للتَّذَلُّلِ في نُفوسِهِم ، ولِيَجْعَلَ ذلكَ أبْواباً فُتُحاً إلى *فَضْلِهِ ، وأسْباباً ذُلُلاً لعَفْوهِ .۱۰