249
ميزان الحکمه المجلد الثانی

711 - آدابُ المُراقِبينَ‏

۰. إذا أرَدْتَ الحَجَّ فَجرِّدْ قلبَكَ للَّهِ تعالى مِن كلِّ شاغِلٍ، وحِجابِ كُلِّ حاجِبٍ ، وفَوِّضْ اُمورَكَ كُلَّها إلى‏ خالِقِكَ ، وتَوَكَّلْ علَيهِ في جَميعِ ما يَظْهَرُ مِن حَرَكاتِكَ وسَكَناتِكَ، وسَلِّم لِقَضائهِ وحُكْمِهِ وقَدَرِهِ ، وَ دَعِ الدُّنيا والرّاحَةَ والخَلْقَ ، واخْرُجْ مِن حُقوقٍ تَلْزَمُكَ مِن جِهَةِ المَخلوقينَ ، ولا تَعْتَمِدْ على‏ زادِكَ وراحِلَتِكَ وأصْحابِكَ وقُوَّتِكَ وشَبابِكَ ومالِكَ ، مَخافَةَ أنْ يَصِيرُوا لَكَ عَدُوّاً ووَبالاً، فَإنَّ مَنِ ادّعى‏ رِضا اللَّهِ واعْتَمدَ على‏ شي‏ءٍ [سِواهُ‏۱ صَيّرَهُ علَيهِ عَدُوّاً ووَبالاً ، لِيَعْلَمَ أ نَّهُ لَيس لَهُ قُوَّةٌ ولا حِيلَةٌ ولا لأحَدٍ إلّا بعِصْمَةِ اللَّهِ وتَوفيقِهِ .
واسْتَعِدَّ اسْتِعْدادَ مَن لا يَرجو الرُّجوعَ ، وأحْسِنِ الصُّحْبَةَ ، وراعِ أوْقاتَ فرَائضِ اللَّهِ وسُنَنِ نَبيّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وما يَجِبُ علَيكَ مِن الأدَبِ والاحْتِمالِ والصَّبرِ والشُّكرِ والشَّفَقةِ والسَّخاءِ وإيْثارِ الزّادِ على‏ دَوامِ الأوْقاتِ .
ثُمَّ اغْسِلْ بماءِ التَّوبةِ الخالِصَةِ ذُنوبَكَ ، والْبَسْ كِسْوَةَ الصِّدْقِ والصّفاءِ والخُضوعِ والخُشوعِ .
وأحْرِمْ مِن كلِّ شي‏ءٍ يَمْنَعُكَ عَن ذِكرِ اللَّهِ ويَحْجُبُكَ عَن طاعَتِهِ .
ولَبِّ بمعنى‏ إجابَةٍ صافِيَةٍ زاكِيَةٍ للَّهِ عزّوجلّ في دَعْوَتِكَ لَهُ ، مُتَمَسِّكاً بِعُروَتِهِ الوُثْقى‏ .
وطُفْ بقَلبِكَ مَع الملائكةِ حَوْلَ العَرشِ كطَوافِكَ مَع المُسلِمينَ بنَفْسِكَ حَولَ البَيتِ .
وهَرْوِلْ هَروَلَةً مِن هَواكَ ، وتَبَرِّياً مِن جَميعِ حَولِكَ وقُوَّتِكَ .
فَاخْرُجْ مِن غَفْلَتِكَ وزَلّاتِكَ بخُروجِكَ إلى‏ مِنى‏ ، ولا تَتَمنَّ ما لا *يَحِلُّ لكَ ولا تَسْتَحِقُّهُ .
واعْتَرِفْ بالخَطايا بعَرَفاتٍ ، وجَدِّدْ عَهْدَكَ عِندَ اللَّهِ بوَحْدَانِيَّتِهِ .
وتَقَرّبْ إلى‏ اللَّهِ وَاتَّقِهِ بمُزْدَلَفةَ .
واصْعَدْ بِروحِكَ إلى‏ المَلاِ الأعلى‏ بصُعودِكَ إلى‏ الجَبلِ.
واذْبَحْ حَنْجَرَتَي الهَوى‏ والطَّمَعِ عِند الذَّبيحَةِ .
وارْمِ الشَّهَواتِ والخَساسَةَ والدَّناءَةَ وَ[الأفعالَ‏۲ الذَّميمَةَ عِند رَمْي الجَمَراتِ .
واحْلِقِ العُيوبَ الظَّاهِرَةَ والباطِنَةَ بحَلْقِ رَأسِكَ .
وادْخُلْ في أمانِ اللَّهِ وكَنَفِهِ وسِتْرِهِ وكَلاءَتِهِ مِن مُتابَعَةِ مُرادِكَ بدُخولِكَ الحَرَمَ .
وزُرِ البَيتَ مُتَحَقّقاً لتَعْظيمِ صاحِبهِ ومَعرِفَةِ جلالِهِ وسُلطانهِ .
واسْتَلِمِ الحَجَرَ رِضَىً بقِسْمَتِهِ وخُضوعَاً لِعِزَّتِهِ .
ووَدِّعْ ما سِواهُ بطَوافِ الوَداعِ .
وَصَفِّ رُوحَكَ وسِرَّكَ لِلقاءِ اللَّهِ يَومَ تَلْقاهُ بِوقوفِكَ على‏ الصَّفا .
وكُنْ ذا مُرُوَّةٍ مِن اللَّهِ تَقِيّاً أوْصافُكَ عِند المَرْوَةِ .
واسْتَقِمْ على‏ شُروطِ حَجِّكَ هذا ووَفاءِ عَهْدِكَ الّذي عاهَدْتَ بِه مَع ربِّكَ وَأوجَبتَهُ إلى‏ يَومِ القيامَةِ .۳

1.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .

2.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .

3.مصباح الشريعة : ۱۴۲ - ۱۴۹ ، بحار الأنوار : ۹۹/۱۲۴/۱ .


ميزان الحکمه المجلد الثانی
248

۰.3457.بحار الأنوار عن أبي بصيرٍ : حَجَجْتُ مَع أبي عبدِ اللَّهِ عليه السلام ، فلَمّا كُنّا في الطَّوافِ قُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يابنَ رسولِ اللَّهِ، يَغْفِرُ اللَّهُ لهذا الخَلْقِ؟ فقالَ : يا أبا بصيرٍ، إنَّ أكْثَرَ مَن تَرى‏ قِرَدَةٌ وخَنازيرُ. قالَ : قلتُ لَهُ : أرِنيهِم. قالَ : فتَكَلّمَ بكَلِماتٍ ثُمَّ أمَرَّ يَدَهُ على‏ بَصَري فَرَأيتُهُم قِرَدَةً وخَنازيرَ! فهالَني ذلكَ، ثُمَّ أمَرَّ يَدَهُ على‏ بَصَري فَرَأيتُهُم كما كانوا .۱

710 - أدَبُ الحاجِ‏

الكتاب:

(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).۲

الحديث:

۰.3458.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : مَن حَجَّ بمالٍ حَرامٍ فقالَ : لَبَّيْكَ اللّهُمَّ لَبَّيْكَ ، قالَ اللَّهُ لَهُ : لا لَبَّيْكَ ولا سَعْدَيْكَ ، حَجُّكَ مَردودٌ علَيكَ .۳

۰.3459.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إذا اكْتَسَبَ الرّجُلُ مالاً مِن غَير حِلّهِ ثُمَّ حَجَّ فلَبّى‏ ، نودِيَ : لا لَبَّيْكَ ولا سَعْدَيْكَ . وإنْ كانَ مِن حِلّهِ فلبّى‏ نودِيَ : لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ .۴

۰.3460.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : ما يُعْبَأُ بِمَن يَؤُمُّ هذا البَيتَ إذا لَم يَكُن فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ : وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عن مَعاصي اللَّهِ تعالى ، وحِلْمٌ يَمْلِكُ بهِ غَضَبَهُ ، وحُسْنُ الصَّحابةِ لِمَن صَحِبَهُ . ۵

۰.3461.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إذا أحْرَمْتَ فعلَيكَ بتَقوى‏ اللَّهِ وذِكرِ اللَّهِ كثيراً ، وقِلّةِ الكلامِ إلّا بخَيرٍ ؛ فإنَّ مِن تَمامِ الحَجِّ والعُمْرَةِ أنْ يَحفَظَ المَرءُ لِسانَهُ إلّا من خَيرٍ، كما قالَ اللَّهُ عزّوجلّ فإنَّ اللَّهَ عزّوجلّ يقولُ: (فمَنْ فَرَضَ فِيهِنّ الحَجَّ فلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ). ۶

۰.3462.الخصال عن مالكِ بنِ أنَس : حَجَجْتُ مع الصّادق عليه السلام سَنةً ، فلمّا اسْتَوَتْ بهِ راحِلَتُهُ عِند الإحْرامِ كانَ كُلَّما هَمَّ بالتَّلْبِيَةِ انْقَطعَ الصَّوتُ في حَلْقِهِ ، وكادَ يَخِرَّ مِن راحِلَتِهِ ، فقلتُ : قُلْ يابنَ *رسولِ اللَّهِ ، ولابدَّ لكَ مِن أنْ تَقولَ ، فقالَ عليه السلام : يابنَ أبي عامر ، كيفَ أجْسُرُ أنْ أقولَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، وأخْشى‏ أنْ يَقولَ عزّوجلّ لي: لا لَبَّيْكَ ولا سَعْدَيْكَ!۷

1.بحار الأنوار: ۲۷ / ۱۸۱ / ۳۰ و ۴۷ / ۷۹ / ۵۸ ، الخرائج والجرائح : ۲ / ۸۲۷ / ۴۰ مع اختلاف يسير في اللفظ .

2.البقرة : ۱۹۷ .

3.الدرّ المنثور : ۲/۶۳ .

4.وسائل الشيعة : ۱۲/۶۰/۳ .

5.الخصال : ۱۴۸/۱۸۰ .

6.الكافي : ۴/۳۳۸/۳ .

7.الخصال : ۱۶۷/۲۱۹ ، علل الشرائع : ۲۳۵/۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثانی
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 146987
الصفحه من 529
طباعه  ارسل الي