۵۱۶۲.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقد سألَهُ زِنْديقٌ : ما الدَّليلُ على صانِعِ العالَمِ ؟ -: وجودُ الأفاعيلِ الّتي دَلّتْ على أنّ صانِعاً صَنَعَها ، ألا تَرى أ نّكَ إذا نَظَرْتَ إلى بِناءٍ مُشَيَّدٍ مَبْنيٍّ عَلِمتَ أنّ لَهُ بانِياً ، و إنْ كُنتَ لَم تَرَ البانيَ ولَم تُشاهِدْهُ؟!۱
۵۱۶۳.عنه عليه السلام : أوَّلُ العِبَرِ والأدِلَّةِ على الباري جَلّ قُدْسُهُ تَهْيئَةُ هذا العالَمِ وتأليفُ أجْزائهِ ونَظْمُها على ما هِي علَيهِ ، فإنّكَ إذا تَأمَّلْتَ العالَمَ بفِكْرِكَ ومَيَّزْتَهُ بعَقلِكَ وجَدتَهُ كالبَيتِ المَبْنيِّ المُعَدِّ فيهِ جميعُ ما يَحتاجُ إلَيه عِبادُهُ ؛ فالسَّماءُ مَرْفوعَةٌ كالسَّقفِ ، والأرضُ مَمْدودَةٌ كالبِساطِ ، والنُّجومُ مَنْضودَةٌ كالمَصابيحِ ، والجَواهِرُ مَخْزونَةٌ كالذَّخائِرِ ، وكلُّ شَيْءٍ فيها لِشأنِهِ مُعَدٌّ ، والإنْسانُ كالمُمَلَّكِ ذلكَ البَيتَ ، والمُخَوَّلِ جَميعَ ما فيهِ ، وضُروبُ النَّباتِ مُهَيّأةٌ لَمَآرِبهِ ، وصُنوفُ الحَيوانِ مَصْروفَةٌ في مَصالِحِه ومَنافِعِه ، ففي هذا دِلالةٌ واضِحَةٌ على أنّ العالَمَ مَخْلوقٌ بتَقْديرٍ وحِكمَةٍ ، ونِظامٍ ومُلاءمَةٍ ، وأنّ الخالِقَ لَهُ واحِدٌ .۲
۵۱۶۴.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- وقد سئلَ عنِ الدّليلِ على حُدوثِ العالَمِ -: أنتَ لَم تَكُنْ ثُمّ كنتَ ، وقد عَلِمتَ أ نّكَ لَم تُكَوّنْ نَفْسَكَ ، ولا كَوّنَكَ مَن هُو مِثلُكَ .۳
۵۱۶۵.عنه عليه السلام- في قولهِ تعالى :(ومَن كان في هذهِ أعمى فَهو في الآخِرَةِ أَعمى)-: يَعني أعْمى عنِ الحقائقِ المَوجودَةِ .۴
1086 - خَلقُ الإنسانِ
الكتاب :
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ) .۵
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) .۶
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) .۷
(خَلَقَ الْإِنْسَانِ مِنْ عَلَقٍ ) .۸
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) .۹