111
ميزان الحکمه المجلد الثالث

على‏ قُدْرَتِهِ ، وبما اضْطَرَّها إلَيهِ مِن الفَناءِ على‏ دَوامِهِ .۱

۵۱۵۱.عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ الدّالِّ على‏ وُجودِهِ بخَلْقِهِ ، وبمُحْدَثِ خَلْقِهِ على‏ أزَليّتِهِ .۲

۵۱۵۲.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- وقد سألَهُ رجُلٌ مِن عُلَماءِ أهلِ الشّامِ : ... فالشَّيْ‏ءُ خَلقَهُ مِن شَيْ‏ءٍ أو مِن لا شَي‏ءٍ ؟ -: خَلقَ الشَّيْ‏ءَ لا مِن شَيْ‏ءٍ كانَ قَبلَهُ . ولَو خَلقَ الشَّيْ‏ءَ مِن شَيْ‏ءٍ ، إذاً لَم يَكُنْ لَهُ انْقِطاعٌ أبداً ، ولَم يَزَلِ اللَّهُ إذاً ومَعهُ شَيْ‏ءٌ ، ولكنْ كانَ اللَّهُ ولا شَيْ‏ءَ مَعهُ .۳

۵۱۵۳.بحارالأنوار عن الإمام الصّادق عليه السلام- مِن مُناظَرَتِهِ زِنْديقاً ، قالَ الزِّنْديقُ: مِن أيِّ شَيْ‏ءٍ خَلقَ الأشْياءَ ؟ -: لا مِن شَيْ‏ءٍ ، فقالَ : كيفَ يَجي‏ءُ مِن لا شَيْ‏ءٍ ، شَيْ‏ءٌ ؟ قالَ عليه السلام: إنّ الأشْياءَ لا تَخْلو أنْ تَكونَ خُلِقَتْ مِن شَيْ‏ءٍ أو مِن غَيرِ شَيْ‏ءٍ ، فإنْ كانتْ خُلِقَتْ مِن شَيْ‏ءٍ كانَ مَعهُ فإنّ ذلكَ الشّيْ‏ءَ قَديمٌ ، والقَديمُ لا يَكونُ حَديثاً ولا يَفْنى‏ ولا يَتَغيّرُ ، ولا يَخْلو ذلكَ الشَّيْ‏ءُ مِن أنْ يَكونَ جَوْهَراً واحِداً ولَوْناً واحِداً، فمِن أينَ جاءتْ هذهِ الألْوانُ المُخْتَلِفَةُ والجَواهِرُ الكَثيرَةُ المَوجودَةُ في هذا العالَمِ مِن ضُروبٍ شَتّى‏ ؟ ومِن أينَ جاءَ المَوْتُ ، إنْ كانَ الشَّيْ‏ءُ الّذي اُنْشِئَتْ مِنهُ الأشْياءُ حيّاً ؟ أو مِن أينَ جاءتِ الحياةُ إنْ كانَ ذلكَ الشَّيْ‏ءُ مَيِّتاً ؟ ولا يَجوزُ أنْ يَكونَ مِن حَيٍّ ومَيِّتٍ قَديمَيْنِ لَم يَزالا ، لأنّ الحيَّ لا يَجي‏ءُ مِنهُ مَيِّتٌ وهُو لَم يَزَلْ حيّاً ، ولا يَجوزُ أيضاً أنْ يَكونَ المَيِّتُ‏قَديماً لَم‏يَزَلْ‏بما هُو بهِ مِن‏المَوْتِ، لأنَّ المَيِّتَ لاقُدْرَةَ لَهُ‏ولابَقاءَ. قالَ: مِن‏أينَ‏قالوا إنَّ الأشياءَ أزَليَّةٌ؟ قالَ عليه السلام: ... إنَّ الأشْياءَ تَدُلُّ على‏ حُدوثِها مِن دَوَرانِ‏الفَلَكِ بما فيهِ ... وتَحَرُّكِ الأرضِ ومَن علَيها ، وانْقِلابِ الأزْمِنَةِ ، واخْتِلافِ الوَقتِ والحَوادِثِ الّتي تَحْدُثُ في العالَمِ ، مِن زِيادَةٍ ونُقْصانٍ ومَوْتٍ وبِلىً ، واضْطِرارِ النَّفْسِ إلى‏ الإقْرارِ بأنّ لَها صانِعاً ومُدَبِّراً ؟ أما تَرى‏ الحُلْوَ يَصيرُ حامِضاً ، والعَذْبَ مُرّاً ، والجَديدَ بالِياً ، وكُلٌّ إلى‏ تَغَيُّرٍ وفَناءٍ ؟!۴

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۵ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۲ .

3.التوحيد : ۶۶/۲۰ .

4.بحار الأنوار : ۱۰/۱۶۶/۲ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
110

جَميعِ مَن هُو دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وذلكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئّسٍ في هذهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها و إنْ عَظُمَ غَناؤهُ وطُغْيانُهُ وكثُرَتْ حَوائجُ مَن دُونَهُ إلَيهِ فإنّهُم سَيَحْتاجونَ حَوائجَ لا يَقْدِرُ علَيها هذا المُتَعاظِمُ . وكذلكَ هذا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائجَ لا يَقْدِرُ علَيها ، فَينْقَطِعُ إلى‏ اللَّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حتّى‏ إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى‏ شِرْكِهِ .۱

۵۱۴۸.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام- في تفسيرِ البَسْملَةِ -: اللَّهُ هُو الّذي يَتألَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائجِ والشَّدائدِ كُلُّ مَخْلوقٍ عِندَ انْقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن جَميعِ مَن سِواهُ . يقولُ : بِسمِ اللَّهِ ، أيْ أسْتَعينُ على‏ اُموري كُلِّها باللَّهِ الّذي لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغيثُ إذا اسْتُغيثَ ، والمُجيبُ إذا دُعِيَ ، وهُو ما قالَ رجُلٌ للصّادقِ عليه السلام : يا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، دُلَّني على‏ اللَّهِ، ما هُو ؟ فَقدْ أكْثَرَ علَيَّ المُجادِلونَ وحَيَّروني ، فقالَ لَهُ : يا عبدَ اللَّهِ ، هَل رَكِبْتَ سَفينَةً قَطُّ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَل كُسِرَ بِكَ حَيثُ لا سَفينَةَ تُنْجيكَ ولا سِباحَةَ تُغْنيكَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَلْ تَعَلّقَ قَلبُكَ هُنالِكَ أنّ شَيئاً مِن الأشْياءِ قادِرٌ على‏ أنْ يُخَلِّصَكَ مِن وَرْطَتِكَ ؟ فقالَ : نَعَم . قالَ الصّادقُ عليه السلام : فذلِكَ الشّي‏ءُ هُو اللَّهُ القادِرُ على‏ الإنْجاءِ حَيثُ لا مُنْجيَ ، وعلى‏ الإغاثَةِ حَيثُ لا مُغِيثَ .۲

1084 - الدَّليلُ الثَّالِثُ على‏ إثباتِ الصَّانِعِ‏

قانونُ العِلّيّةِ

الكتاب :

(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ ) .۳

الحديث :

۵۱۴۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : كُلُّ صانِعِ شَيْ‏ءٍ فمِن شَيْ‏ءٍ صَنَعَ ، واللَّهُ لا مِن شَيْ‏ءٍ صَنَعَ ما خَلَقَ .۴

۵۱۵۰.عنه عليه السلام : الحمدللَّه ... الدّالِّ على‏ قِدَمِهِ بحُدوثِ خَلْقِهِ ، وبحُدُوثِ خَلْقِهِ على‏ وُجودِهِ ... مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الأشْياءِ على‏ أزَليّتِهِ ، وبما وَسَمَها بهِ مِن العَجْزِ

1.التوحيد : ۲۳۱/۵ .

2.التوحيد : ۲۳۱/۵ .

3.الطور : ۳۵ ، ۳۶ .

4.التوحيد : ۴۳/۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232648
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي