جَميعِ مَن هُو دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وذلكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئّسٍ في هذهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها و إنْ عَظُمَ غَناؤهُ وطُغْيانُهُ وكثُرَتْ حَوائجُ مَن دُونَهُ إلَيهِ فإنّهُم سَيَحْتاجونَ حَوائجَ لا يَقْدِرُ علَيها هذا المُتَعاظِمُ . وكذلكَ هذا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائجَ لا يَقْدِرُ علَيها ، فَينْقَطِعُ إلى اللَّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حتّى إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى شِرْكِهِ .۱
۵۱۴۸.الإمامُ العسكريُّ عليه السلام- في تفسيرِ البَسْملَةِ -: اللَّهُ هُو الّذي يَتألَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائجِ والشَّدائدِ كُلُّ مَخْلوقٍ عِندَ انْقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن جَميعِ مَن سِواهُ . يقولُ : بِسمِ اللَّهِ ، أيْ أسْتَعينُ على اُموري كُلِّها باللَّهِ الّذي لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغيثُ إذا اسْتُغيثَ ، والمُجيبُ إذا دُعِيَ ، وهُو ما قالَ رجُلٌ للصّادقِ عليه السلام : يا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، دُلَّني على اللَّهِ، ما هُو ؟ فَقدْ أكْثَرَ علَيَّ المُجادِلونَ وحَيَّروني ، فقالَ لَهُ : يا عبدَ اللَّهِ ، هَل رَكِبْتَ سَفينَةً قَطُّ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَل كُسِرَ بِكَ حَيثُ لا سَفينَةَ تُنْجيكَ ولا سِباحَةَ تُغْنيكَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَلْ تَعَلّقَ قَلبُكَ هُنالِكَ أنّ شَيئاً مِن الأشْياءِ قادِرٌ على أنْ يُخَلِّصَكَ مِن وَرْطَتِكَ ؟ فقالَ : نَعَم . قالَ الصّادقُ عليه السلام : فذلِكَ الشّيءُ هُو اللَّهُ القادِرُ على الإنْجاءِ حَيثُ لا مُنْجيَ ، وعلى الإغاثَةِ حَيثُ لا مُغِيثَ .۲
1084 - الدَّليلُ الثَّالِثُ على إثباتِ الصَّانِعِ
قانونُ العِلّيّةِ
الكتاب :
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ ) .۳
الحديث :
۵۱۴۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : كُلُّ صانِعِ شَيْءٍ فمِن شَيْءٍ صَنَعَ ، واللَّهُ لا مِن شَيْءٍ صَنَعَ ما خَلَقَ .۴
۵۱۵۰.عنه عليه السلام : الحمدللَّه ... الدّالِّ على قِدَمِهِ بحُدوثِ خَلْقِهِ ، وبحُدُوثِ خَلْقِهِ على وُجودِهِ ... مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الأشْياءِ على أزَليّتِهِ ، وبما وَسَمَها بهِ مِن العَجْزِ