113
ميزان الحکمه المجلد الثالث

۵۱۵۹.عنه عليه السلام : ظَهرَتْ في بَدائعِ الّذي أحْدَثَها آثارُ حِكمَتِهِ ، وصارَ كُلُّ شَي‏ءٍ خَلقَ حُجَّةً لَهُ ومُنْتَسِباً إلَيهِ ، فإنْ كانَ خَلْقاً صامِتاً فحُجَّتُهُ بالتَّدبيرِ ناطِقَةٌ فيهِ .۱

۵۱۶۰.عنه عليه السلام : ولَو فَكّروا في عَظيمِ القُدرَةِ وجَسيمِ النِّعمَةِ لرَجَعوا إلى‏ الطَّريقِ وخافوا عذابَ الحَريقِ ، ولكنّ القُلوبَ عَليلَةٌ والأبْصارَ مَدْخولَةٌ .
أفَلا يَنْظُرون إلى‏ صَغيرِ ما خَلقَ : كيفَ أحكَمَ خَلْقَهُ ، وأتْقَنَ تَرْكيبَهُ ، وفَلقَ لَهُ السَّمعَ والبَصرَ ، وسَوّى‏ لَهُ العَظْمَ والبَشَرَ ؟
انْظُروا إلى‏ النَّملَةِ في صِغَرِ جُثَّتِها ولَطافَةِ هَيْئَتِها لاتَكادُ تُنالُ بلَحْظِ البَصَرِ ولا بمُسْتَدرَكِ الفِكَرِ ، كيفَ دَبَّتْ على‏ أرْضِها وضَنَّتْ على‏ رِزْقِها ...
لو فَكّرْتَ في مَجاري أكْلِها ، في عُلُوِّها وسُفْلِها ، وما في الجَوفِ مِن شَراسِيفِ بَطْنِها ، وما في الرّأسِ مِن عَيْنِها واُذُنِها ، لَقَضَيتَ مِن خَلْقِها عَجَباً ولَقِيتَ مِن وَصْفِها تَعَباً ...
فانْظُرْ إلى‏ الشّمسِ والقَمرِ ، والنَّباتِ والشَّجَرِ ، والماءِ والحَجَرِ ، واخْتِلافِ اللّيلِ والنّهارِ ، وتَفَجُّرِ هذهِ بحار ، وكَثْرَةِ هذهِ الجِبالِ ، وطُولِ هذهِ القِلالِ ، وتَفَرُّقِ هذهِ اللُّغاتِ والألْسُنِ المُخْتَلِفاتِ .
فالوَيْلُ لِمَن أنْكَرَ المُقَدِّرَ ، وجَحَدَ المُدَبِّرَ ! زَعَموا أ نّهم كالنَّباتِ ما لَهُم زارِعٌ ، ولا لاخْتِلافِ صُوَرِهِم صانِعٌ ! لَم يَلْجَأوا إلى‏ حُجَّةٍ فيما ادَّعَوا ، ولا تَحْقيقٍ لِما وَعَوا ، وهَل يَكونُ بِناءٌ مِن غَيرِ بانٍ أو جِنايَةٌ مِن غَيرِ جانٍ ؟!۲

۵۱۶۱.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(ومَن كانَ في هذهِ أعْمى‏ فهُوَ في الآخِرَةِ أعْمى‏)۳-: فمَن لَم يَدُلَّهُ خَلقُ السّماواتِ والأرضِ واخْتِلافُ اللّيلِ والنّهارِ ، ودَوَرانُ الفَلَكِ بالشَّمسِ والقَمرِ ، والآياتُ العَجيباتُ على‏ أنّ وَراءَ ذلكَ أمراً هُو أعْظَمُ مِنهُ ، (فهُو في الآخِرَةِ أعمى‏) . قالَ : فهُو عمّا لَم يُعايِنْ أعْمى‏ وأضَلُّ سبيلاً .۴

1.التوحيد : ۵۲/۱۳ .

2.بحار الأنوار : ۳/۲۶/۱ .

3.الإسراء : ۷۲ .

4.بحار الأنوار : ۳/۲۸/۲ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
112

۵۱۵۴.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقد سُئلَ عنِ الدَّليلِ على‏ الواحِدِ ؟ -: ما بِالخَلْقِ مِن الحاجَةِ.۱

۵۱۵۵.عنه عليه السلام- لمّا سألَهُ أبو شاكرٍ الدَّيْصانيُّ : ما الدّليلُ على‏ أنّ لكَ صانِعاً ؟ -:وَجَدتُ نَفْسي لا تَخْلو مِن إحْدى‏ جِهَتَينِ : إمّا أنْ أكون صَنَعْتُها أنا أو صَنَعَها غَيري ؛ فإن كنتُ صَنَعتُها أنا فلا أخْلو مِن أحدِ مَعْنَيَينِ ، إمّا أنْ أكونَ صَنَعتُها وكانتْ مَوجودَةً أو صَنَعْتُها وكانتْ مَعْدومَةً ، فإنْ كنتُ صَنَعْتُها وكانتْ مَوجودةً فَقَدِ اسْتَغْنَتْ بوجودِها عن صَنْعَتِها ، و إن كانتْ مَعْدومَةً فإنّكَ تَعلمُ أنّ المَعْدومَ لا يُحْدِثُ شَيئاً ، فقد ثَبَتَ المَعنى‏ الثّالثُ أنّ لي صانِعاً وهُو اللَّهُ رَبُّ العالَمِينَ ، فقامَ وما أحارَ جَواباً .۲

(انظر) الخلقة : باب 1065 ، 1067 .

1085 - الدَّليلُ الرَّابِعُ على‏ إثباتِ الصَّانِعِ‏

الآيات‏

الكتاب :

(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَ ) .۳

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْألْبَابِ ) .۴

الحديث :

۵۱۵۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- وقد سُئلَ عن إثْباتِ الصّانعِ -: البَعْرَةُ تَدُلُّ على‏ البَعيرِ ، والرَّوْثَةُ تَدُلَّ على‏ الحَميرِ ، وآثارُ القَدَمِ تَدُلُّ على‏ المَسيرِ ، فهَيْكَلٌ عُلْويٌّ بهذهِ اللَّطافَةِ ، ومَرْكَزٌ سُفْليٌّ بهذهِ الكَثافَةِ كيفَ لا يَدُلّانِ على‏ اللّطيفِ الخَبيرِ ؟ ! ۵

۵۱۵۷.عنه عليه السلام- كانَ كثيراً ما يقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاة اللّيلِ -: أشهَدُ أنّ السّماواتِ والأرضَ وما بَينَهُما آياتٌ تَدُلُّ علَيكَ ، وشَواهِدُ تَشْهدُ بما إلَيهِ دَعَوتَ . كلُّ ما يُؤدِّي عنكَ الحُجَّةَ ويَشْهدُ لكَ بالرُّبوبيّةِ مَوْسومٌ بآثارِ نِعْمَتِكَ ، ومَعالِمِ تَدبيرِكَ .۶

۵۱۵۸.عنه عليه السلام : بصُنْعِ اللَّهِ يُسْتَدَلُّ علَيهِ ، وبالعُقولِ تُعْتَقَدُ مَعْرفَتُهُ ، وبالفِكْرَةِ تَثْبُتُ حُجّتُهُ ، وبآياتهِ احْتَجَّ على‏ خَلْقِهِ .۷

1.تحف العقول : ۳۷۷ .

2.التوحيد : ۲۹۰/۱۰ .

3.الجاثية : ۴ .

4.آل عمران : ۱۹۰ .

5.بحار الأنوار : ۳/۵۵/۲۷ .

6.شرح نهج البلاغة : ۲۰/۲۵۵ .

7.تحف العقول : ۶۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232602
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي