119
ميزان الحکمه المجلد الثالث

1091 - الرِّزقُ ومَعرِفَةُ اللَّهِ‏

الكتاب :

(يا أَيُّهَا النّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنَّى‏ تُؤْفَكُونَ) .۱

(أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) .۲

الحديث :

۵۱۸۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : أيُّها المَخْلوقُ السَّويُّ ، والمُنْشَأُ المَرْعِيُّ ، في ظُلُماتِ الأرْحامِ ومُضاعَفاتِ الأستارِ ، بُدِئْتَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ ، ووُضِعتَ في قَرارٍ مَكينٍ ، إلى‏ قَدَرٍ مَعلومٍ وأَجلٍ مَقْسومٍ ، تَمُورُ في بَطنِ اُمِّكَ جَنيناً ، لا تُحيرُ دُعاءً ، ولا تَسمَعُ نِداءً ، ثُمّ أُخْرِجْتَ مِن مَقَرِّكَ إلى‏ دارٍ لَم تَشْهَدْها ، ولَم تَعرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها ، فمَن هَداكَ لاجْتِرارِ الغِذاءِ مِن ثَدْيِ اُمِّكَ ، وعَرّفَكَ عِند الحاجَةِ مواضِع طَلَبِكَ و إرادَتِكَ ؟۳

۵۱۸۴.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : ما أقْبَحَ بالرّجُلِ يَأتي علَيهِ سَبْعونَ سَنةً أو ثَمانونَ سَنةً يَعيشُ في مُلكِ اللَّهِ ويَأكُلُ مِن نِعَمِه ، ثُمّ لا يَعرِفُ اللَّهَ حَقَّ مَعْرفَتِهِ !۴

۵۱۸۵.عنه عليه السلام : فَكِّرْ يا مُفضّلُ في الأفْعالِ الّتي جُعِلَتْ في الإنْسانِ مِن الطُّعْمِ ... ولَو كانَ الإنْسانُ إنّما يَصيرُ إلى‏ أكْلِ الطَّعامِ لِمَعْرفَتِهِ بحاجَةِ بَدَنِهِ إلَيهِ ولَم يَجِدْ مِن طِباعِهِ شَيئاً يَضْطَرُّهُ إلى‏ ذلكَ كانَ خَليقاً أنْ يَتَوانى‏ عَنهُ أحْياناً بالتَّثقُّلِ والكَسَلِ ، حتّى‏ يَنْحَلَّ بَدَنُهُ فيَهْلِكَ .۵

1092 - تَقديرُ الأشياءِ

الكتاب :

(قالَ رَبُّنَا الَّذِي أعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى‏ ) .۶

(اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى‏ وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) .۷

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي‏الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) .۸

(إِنَّا كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .۹

1.فاطر : ۳ .

2.الملك : ۲۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۳ .

4.بحار الأنوار : ۴/۵۴/۳۴ .

5.بحار الأنوار : ۳/۷۸ .

6.طه : ۵۰ .

7.الرعد : ۸ .

8.الفرقان : ۲ .

9.القمر : ۴۹ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
118

الحديث :

۵۱۷۶.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : فهذا الّذي نُشاهِدُهُ مِن الأشْياءِ بَعْضُها إلى‏ بَعْضٍ مُفْتَقِرٌ ، لأ نَّهُ لا قِوامَ للبَعْضِ إلّا بما يَتّصِلُ بهِ ، كما تَرى‏ البِناءَ مُحْتاجاً بَعْضُ أجْزائهِ إلى‏ بَعْضٍ ، و إلّا لَم يَتَّسِقْ ولَم يَسْتَحْكِمْ ، وكذلكَ سائرُ ما نَرى‏ .۱

۵۱۷۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في وصفِ اللَّهِ تعالى‏ بذِكرِ بعضِ أفعالهِ -: مُؤلِّفٌ بَينَ مُتَعادِياتِها ، مُفَرِّقٌ بَينَ مُتَدانياتِها ، دالّةً بتَفْريقِها على‏ مُفَرِّقِها ، وبتَأليفِها على‏ مُؤَلِّفِها ، وذلكَ قولُهُ عزّوجلّ : (ومِنْ كُلِّ شَي‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَينِ لَعَلّكُمْ تَذَكَّرونَ) .۲

۵۱۷۸.عنه عليه السلام : أجَّلَ الأشياءَ لأوْقاتِها ، ولاءَمَ بينَ مُخْتَلِفاتِها ، وغَرَّزَ غَرائزَها ، وألْزَمَها أشْباحَها .۳

۵۱۷۹.عنه عليه السلام : ولَم يَخْلُقْ شيئاً فَرْداً قائماً بنَفْسِهِ دُونَ غَيرِهِ ؛ لِلّذي أرادَ مِن الدِّلالَةِ على‏ نَفْسِهِ و إثْباتِ وجُودِهِ ، فاللَّهُ تَباركَ وتعالى‏ فَرْدٌ واحِدٌ لا ثانيَ مَعَهُ يُقيمُهُ ولا يَعْضُدُهُ ولا يَكُنُّهُ ، والخَلْقُ يُمْسِكُ بعضُهُ بَعْضاً بإذنِ اللَّهِ ومَشيئَتِهِ .۴

۵۱۸۰.عنه عليه السلام- في وصفِ خلقِ اللَّه لِلأشياءِ -: أقامَ مِن‏الأشْياءِ أوَدَها ، ونَهّى‏ معالِمَ حُدودِها ، ولأمَ (ولاءمَ) بقُدْرَتِه بينَ مُتَضادّاتِها ، ووَصَلَ أسْبابَ قَرائنِها .۵

۵۱۸۱.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : إنّما تحُدُّالأدواتُ‏أنفُسها، وتُشيرُ الآلَةُ إلى‏ نَظائرِها، وفي الأشْياءِ يُوجَدُ فِعالُها ، مَنَعَتْها «مُنذَ» القِدْمَةَ ، وَحَمَتْها «قَد» الأزَلِيَّةَ ، وجَنَّبَتْها «لَولا» التّكْمِلَةَ . افْتَرَقَتْ فَدَلّتْ على‏ مُفَرِّقِها ، وتَبايَنَتْ فأعْرَبَتْ عَن مُبايِنِها ، لِمَا تَجلّى‏ صانِعُها للعُقولِ .۶

۵۱۸۲.عنه عليه السلام : إنّما تحُدُّ الأدواتُ أنفُسها، وتُشيرُ الآلَةُ إلى‏ نَظائرِها، وفي الأشياءِ يُوجَدُ أفْعالُها ... لَولا الكَلِمَةُ افْتَرقَتْ فدَلّتْ على‏ مُفَرِّقِها، وتَبايَنَتْ فأعْرَبَتْ عَن مُبايِنِها ، لَمَا تَجلّى‏ صانِعُها للعُقولِ .۷

1.بحار الأنوار : ۹/۲۶۲/۱ .

2.التوحيد : ۳۰۸/۲ .

3.بحار الأنوار : ۴/۲۴۸/۵ .

4.بحار الأنوار: ۱۰/۳۱۶/۱.

5.التوحيد: ۵۳/۱۳.

6.التوحيد : ۳۹/۲ .

7.عيون أخبار الرِّضا : ۱/۱۵۲/۵۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 259765
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي