129
ميزان الحکمه المجلد الثالث

الأشْياءِ بلا مُجاوَزَةٍ لَها، وهذا قد تَعْجِزُ عَنهُ العُقولُ بَعْدَ طُولِ‏التَّجارِبِ؟! فإنْ أوْجَبوا للطَّبيعَةِ الحِكمَةَ والقُدْرَةَ على‏ مِثْلِ هذهِ الأفْعالِ فَقد أقَرّوا بما أنْكَروا ؛ لأنَّ هذهِ هِي صِفاتُ‏الخالِقِ ، و إنْ أنْكَروا أنْ يكونَ هذا للطّبيعَةِ فهذا وَجْهُ الخَلْقِ يَهْتِفُ بأنَّ الفِعْلَ لِخالِقٍ حَكيمٍ .۱

1108 - الحيوانات ومَعرِفَةُ اللَّهِ‏

الكتاب :

(وَجَدْتُهَا وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلّا يَسْجُدُوا للَّهِ‏ِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) .۲

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مافَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلَى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) .۳

الحديث :

۵۲۱۴.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَهْما اُبْهِمَ على‏ البَهائمِ مِن شَي‏ءٍ فلا يُبْهَمُ علَيها أربَعُ خِصالٍ : مَعرِفَةُ أنّ لَها خالِقاً ، ومَعرِفَةُ طَلَبِ الرِّزْقِ ... .۴

۵۲۱۵.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام : إنَّ النّاسَ أصابَهُم قَحْطٌ شَديدٌ على‏ عَهد سُليمانَ بنِ‏داوودَ عليهما السلام ، فشَكَوا ذلكَ إلَيهِ وطَلَبوا إلَيهِ أنْ يَسْتَسْقيَ لَهُم . فقالَ لَهُم: إذا صَلّيتُ الغَداةَ مَضَيْتُ ، فلَمّا صلّى الغَداةَ مَضى‏ ومَضَوا ، فلَمّا أنْ كانَ في بعضِ الطَّريقِ إذا هُو بنَمْلَةٍ رافِعَةٍ يَدَها إلى‏ السّماءِ ، واضِعَةٍ قَدَمَيها إلى‏ الأرضِ وهِي تقولُ : اللّهُمّ إنّا خَلْقٌ مِن خَلْقِكَ ، ولا غِنى‏ بِنا عن رِزْقِكَ ، فلا تُهْلِكْنا بذُنوبِ بَني آدَمَ ، فقالَ سُليمانُ عليه السلام : ارجِعوا فقد سُقِيتُم بغَيرِكُم . قالَ : فسُقُوا في ذلكَ العامِ ما لم يُسْقَوا مِثْلَهُ قَطُّ .۵

1109 - عِلَّةُ الجُحودِ

الكتاب :

(ثُمَّ كَانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) .۶

1.بحار الأنوار : ۳/۱۴۹ .

2.النمل : ۲۴ ، ۲۵ .

3.الأنعام : ۳۸ .

4.الكافي: ۶/۵۳۹/۱۱ .

5.. الكافي : ۸/۲۴۶/۳۴۴ .

6.الروم : ۱۰ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
128

1106 - الدَّليلُ الخامِسُ على‏ إثباتِ الصَّانِعِ‏

فَسْخُ العزائمِ ونَقْضُ الهممِ‏

۵۲۰۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : عَرفْتُ اللَّهَ سُبحانَهُ بفَسْخِ العَزائمِ ، وحَلِّ العُقودِ ، ونَقْضِ الهِمَمِ .۱

۵۲۰۹.عنه عليه السلام- وقد سُئلَ عنِ الدَّليلِ على‏ إثْباتِ الصّانعِ -: ثَلاثةُ أشْياءَ : تَحْويلُ الحالِ ، وضَعْفُ الأرْكانِ ، ونَقْضُ الهِمَّةِ .۲

۵۲۱۰.الإمامُ الحسينُ عليه السلام : إنّ رجُلاً قامَ إلى‏ أميرِالمؤمنينَ عليه السلام فقالَ: ياأميرَالمؤمنينَ ، بِماذا عَرَفْتَ ربَّكَ ؟ قالَ : بفَسْخِ العَزْمِ ونَقْضِ الهَمِّ ؛ لَمّا هَمَمْتُ فحِيلَ بَيني وبَينَ هَمّي ، وعَزمْتُ فخالَفَ القَضاءُ عَزْمي ، عَلِمْتُ أنّ المُدَبِّرَ غَيري .۳

۵۲۱۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقد سُئلِ : بِما عَرفْتَ ربَّكَ ؟ -: بفَسْخِ العَزْمِ ونَقْضِ الهَمِّ ؛ عَزمْتُ ففُسِخَ عَزْمي ، وهَمَمْتُ فنُقِضَ هَمّي .۴

1107 - الطَّبيعَةُ و إسنادُ الخَلقِ إلَيها

۵۲۱۲.الإمامُ‏الصّادقُ عليه السلام- في جوابِ قولِ المُفَضَّلِ : يا مَولايَ ، إنّ قَوماً يَزْعُمونَ أنَّ هذا (الخِلقَةَ) مِن فِعلِ الطَّبيعَةِ -:سَلْهُمْ عَن هذهِ الطَّبيعَةِ : أهِيَ شَيْ‏ءٌ لَهُ عِلمٌ‏وقُدرَةٌ على‏ مِثْلِ هذهِ‏الأفْعالِ ، أمْ لَيست كذلكَ ؟ فإنْ أوْجَبوا لَها العِلْمَ والُقْدرَةَ فما يَمْنَعُهُم مِن إثْباتِ‏الخالِقِ ؟ فإنّ هذهِ صَنْعَتُهُ ، و إنْ زَعَموا أ نّها تَفْعَلُ هذهِ الأفْعالَ بغَيرِ عِلْمٍ ولا عَمْدٍ وكانَ في أفْعالِها ما قَد تَراهُ مِن الصَّوابِ والحِكمَةِ عُلِمَ أنّ هذا الفِعْلَ للخالِقِ الحَكيمِ ، وأنّ الّذي سَمَّوهُ طبيعَةً هُو سُنّةٌ في خَلْقِهِ الجارِيَةُ على‏ ما أجْراها علَيهِ .۵

۵۲۱۳.عنه عليه السلام : فأمّا أصْحابُ الطَّبائعِ فقالوا : إنَّ الطّبيعَةَ لا تَفْعَلُ شَيئاً لغَيرِ مَعنى ، ولا تَتَجاوز عَمّا فيهِ تَمامُ الشَّي‏ءِ في طَبيعَتِهِ ، وزَعَموا أنّ الحِكمَةَ تَشْهَدُ بذلكَ ، فقيلَ لَهُم : فمَن أعْطى‏ الطَّبيعَةَ هذهِ الحِكمَةَ والوُقوفَ على‏ حُدودِ

1.نهج البلاغة: الحكمة ۲۵۰ .

2.بحار الأنوار: ۳/۵۵/۲۹.

3.. التوحيد : ۲۸۸/۶ .

4.التوحيد : ۲۸۹/۸ .

5.بحار الأنوار : ۳/۶۷ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 259563
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي