259
ميزان الحکمه المجلد الثالث

عَيني إلّا كَحَميمٍ أشرَبُهُ غَسّاقاً ، وَعَلْقَمٍ أتَجرَّعُهُ زُعاقاً ، وَسُمِّ أفْعى‏ اُسقاهُ دِهاقاً ، وَقِلادَةٍ من نارٍ اُوهَقُها خِناقاً .
وَلقد رَقَعْتُ مِدرَعَتي هذهِ حتّى‏ استَحيَيتُ مِن راقِعِها ، وَقالَ لي : اقْذِفْ بِها قَذفَ الاُتُن ، لا يَرتَضِيها لِيرقَعَها ، فقُلتُ لَهُ : اغْرُبْ عَنّي ، فَعِندَ الصَّباحِ يُحمَدُ القَومُ السُّرى‏ ، وَتَنجَلي عَنّا عُلالاتُ الكَرى‏ .۱

۶۰۷۰.عنه عليه السلام : واللَّهِ لَدُنياكُم هذهِ أهوَنُ في عَينِي مِن عِرَاقِ خِنزيرٍ في يَدِ مَجذومٍ .۲

۶۰۷۱.عنه عليه السلام : دُنياكُم هذِهِ أزهَدُ عِندي مِن عَفْطَةِ عَنزٍ .۳

۶۰۷۲.عنه عليه السلام : لَدُنياكُم أهوَنُ عِندي مِن وَرَقَةٍ (في) فِي جَرادَةٍ تَقضِمُها ، وأقذَرُ عندي مِن عِراقَةِ خِنزيرٍ يَقذِفُ بها أجذَمُها ، وأمَرُّ على‏ فُؤادِي مِن حَنظَلَةٍ يَلُوكُها ذو سُقْمٍ فَيَبشَمُها ...
ما لِعَلِيّ ونعيمٍ يَفْنى‏ ، ولَذَّةٍ تَنْحِتُها المعاصِي ؟ ! سَألْقى‏ وشيعَتِي رَبَّنا بِعُيونٍ ساهِرَةٍ وبُطونٍ خِماصٍ (لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الّذِينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الكافِرِينَ)۴.۵

۶۰۷۳.عنه عليه السلام : كانَ لي فيما مَضَى أخٌ في اللَّهِ وكان يُعَظِّمُهُ في عَينِي صِغَرُ الدُّنيا في عَينِهِ .۶

۶۰۷۴.عنه عليه السلام : مَن كَرُمَتْ نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنيا في عَينِهِ .۷

۶۰۷۵.عنه عليه السلام : أنا كابُّ الدُّنيا لِوَجهِها ، وقادِرُها بقَدَرِها ، وناظِرُها بعَينِها .۸

۶۰۷۶.عنه عليه السلام : إليكِ عَنِّي يا دنيا ، فحَبلُكِ على‏ غارِبِكِ ، قدِ انسَلَلتُ مِن مَخالِبِكِ ، وأفلَتُّ مِن حَبائلِكِ ، واجتَنَبتُ الذَّهابَ في مداحِضِكِ...
هَيهاتَ مَن وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِقَ ، ومَن رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ ، ومَنِ ازوَرَّ عن حَبائلِكِ وُفِّقَ ، والسّالمُ مِنكِ لا يُبالِي إن ضاقَ بهِ مُناخُهُ ، والدُّنيا عِندَهُ كَيَومٍ حانَ انسلاخُهُ ، اُعزُبِي عَنِّي ، فواللَّهِ لا أذِلُّ لكِ فَتَستَذِلِّيني ولا أسلَسُ لَكِ فَتَقودِيني .۹

1.الأمالي للصدوق : ۷۱۸/۹۸۸ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۲۳۶ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۳ .

4.آل عمران : ۱۴۱ .

5.بحار الأنوار : ۴۰/۳۴۸/۲۹ .

6.نهج البلاغة : الحكمة ۲۸۹ .

7.غرر الحكم : ۹۱۳۰ .

8.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۸ .

9.نهج البلاغة: الكتاب ۴۵.


ميزان الحکمه المجلد الثالث
258

فَأعرَضَ عنِ الدُّنيا بقلبِهِ ، وأماتَ ذِكرَها من نفسِهِ ، وأحَبَّ أن تَغِيبَ زينتُها عن عَينِهِ ، لكي لا يَتّخِذَ منها رِياشاً ولا يَعتقِدَها قَرارا ، ولا يَرجوَ فيها مُقاماً .
فَأخرَجَها مِنَ النَّفسِ ، وأشخَصَها عن القلبِ ، وغَيَّبَها عنِ البَصَرِ ، وكَذلكَ مَن أبغَضَ شَيئاً أبغَضَ أن يَنظُرَ إلَيهِ ، وأن يُذكَرَ عِندَهُ .
ولقد كانَ في رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ما يَدُلُّكَ على‏ مَساوِئِ الدُّنيا وعُيوبِها ، إذ جاعَ فيها مع خاصَّتِهِ ، وزُوِيَتْ عَنهُ زَخارِفُها مَع عظيمِ زُلفَتِهِ ، فَلْيَنظُر ناظِرٌ بعقلِهِ ، أكرَمَ اللَّهُ محمّداً بذلكَ أم أهانَهُ ؟ فإنْ قالَ : أهانَهُ فقد كَذَبَ واللَّهِ العظيمِ بالإفكِ العظيمِ، وإنْ قال : أكرَمَهُ فَلْيَعلَمْ أنَّ اللَّهَ قد أهانَ غيرَهُ حيثُ بَسَطَ الدُّنيا لَهُ ، وزَواها عن أقرَبِ الناسِ مِنهُ .
فَتَأسّى‏ مُتَأسٍّ بِنَبِيِّهِ ، واقتَصَّ أثَرَهُ ، ووَلَجَ مولَجَهُ ، وإلّا فلا يَأمَنِ الهَلَكَةَ ، فإنَّ اللَّهَ جَعَلَ محمّداً صلى اللَّه عليه و آله عَلَماً للسّاعَةِ ، ومُبَشِّراً بالجَنَّةِ ، ومُنذِراً بالعُقوبةِ ، خَرَجَ مِنَ الدُّنيا خَميصاً ، ووَرَدَ الآخرةَ سَليماً .
لَم يَضَع حَجَراً على‏ حَجَرٍ حتّى‏ مَضى‏ لسبيلِهِ ، وأجابَ داعيَ ربِّهِ ، فما أعظَمَ مِنّةَ اللَّهِ عِندَنا حِينَ أنعَمَ علَينا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ وقائداً نَطَأُ عَقِبَهُ .۱

۶۰۶۸.بحار الأنوار عن أبي الطفّيل عامر بن واثلة : كان عليُّ بنُ الحسينِ عليهما السلام إذا تلا هذهِ الآيَةَ (يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ)۲ يقولُ : اللّهُمّ ارفَعْنِي في أعلَى دَرَجاتِ هذهِ النُّدبةِ ، وأعِنِّي بِعَزمِ الإرادةِ ... وارزُقنِي قلباً ولِساناً يَتجارَيانِ في ذَمِّ الدُّنيا ، وحُسنَ التَّجافِي عنها حَتَّى‏ لا أقولَ إلّا صِدقاً .۳

(انظر) الدُّنيا: باب 1258 .

1233 - الدُّنيا مِن وجهَةِ نَظَرِ الإمام عَلِيٍّ عليه السلام‏

۶۰۶۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : واللَّهِ ما دُنياكُم عِندي إلّا كَسَفَرٍ على‏ مَنهَلٍ حَلُّوا إذ صاحَ بهِم سائقُهُم فارتَحَلُوا ، ولا لَذاذَتُها في

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۰ .

2.التوبة : ۱۱۹ .

3.بحار الأنوار : ۷۸/۱۵۳/۱۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232621
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي