261
ميزان الحکمه المجلد الثالث

جابرَ بنَ عبدِاللَّهِ وقد تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ - : يا جابرُ ، عَلَامَ تَنفُّسُكَ ؟ أعَلَى الدُّنيا؟! فقال جابرُ : نَعَم ، فقالَ لَهُ : يا جابرُ ، مَلَاذُّ الدُّنيا سَبعةٌ: المأكولُ ، والمَشروبُ ، والمَلبوسُ ، والمَنكوحُ ، والمَركوبُ ، والمَشمومُ ، والمَسموعُ .
فَأ لَذُّ المَأكولاتِ العَسَلُ وهو بَصقٌ من ذُبابةٍ ، وأحْلَى المَشروباتِ الماءُ وكَفَى‏ بإباحَتِهِ وسِباحَتِهِ عَلَى‏ وَجهِ الأرضِ ، وأعلَى المَلبوساتِ الدِّيباجُ وهُوَ مِن لُعابِ دُودَةٍ ، وأعلَى المَنكوحاتِ النِّساءُ وهو مَبالٌ في مَبالٍ ومِثالٌ لمِثالٍ ، وإنَّما يُرادُ أحسَنُ ما في‏المرأةِ لِأقبَحِ مافيها ، وأعلَى المَركوباتِ الخَيلُ وهُو قواتِلُ ، وأجَلُّ المَشموماتِ المِسْكُ وهو دَمٌ مِن سُرَّةِ دابّةٍ ، وأجَلُّ المَسموعاتِ الغِناءُ والتَّرنُّمُ وهو إثمٌ ، فما هذِهِ صِفَتُهُ لَم يَتَنَفَّس علَيهِ عاقِلٌ .
قالَ جابرُ بنُ عبدِ اللَّهِ : فواللَّهِ ما خَطَرَتِ الدُّنيا بعدَها على‏ قَلبي .1

۶۰۸۱.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : هلِ الدُّنيا إلّا دابّةٌ رَكِبْتَها في مَنامِكَ فاستَيقَظتَ وأنتَ على‏ فِراشِكَ غيرَ راكِبٍ ولا آخِذٍ بِعِنانِها ، أو كَثَوبٍ لَبِستَهُ ، أو كَجارِيَةٍ وَطِئتَها؟!۲

1235 - التَّحذيرُ مِنَ الدُّنيا

۶۰۸۲.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : اِحذَرُوا الدُّنيا ، فإنّها أسحَرُ من هاروتَ وماروتَ .۳

۶۰۸۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : اُحَذِّرُكُمُ الدُّنيا ، فإنّها لَيسَت بِدارِ غِبطَةٍ ، قد تَزَيّنَتْ بِغُرورِها ، وغَرَّتْ بزِينَتِها لِمَن كانَ يَنظُرُ إلَيها .۴

۶۰۸۴.عنه عليه السلام : اُحَذِّرُكُمُ الدُّنيا ، فإنّها حُلوَةٌ خَضِرَةٌ حُفَّتْ بِالشَّهَواتِ .۵

۶۰۸۵.عنه عليه السلام : اُحَذِّرُكُمُ الدُّنيا ، فَإنَّها مَنزِلُ قُلعَةٍ ولَيسَت بدارِ نُجعَةٍ .۶

۶۰۸۶.عنه عليه السلام : اُحَذِّرُكُمُ الدُّنيا ، فإنّها دارُ شُخُوصٍ ، ومَحَلَّةُ تَنغِيصٍ ، ساكِنُها ظاعِنٌ ، وقاطِنُها بائنٌ .۷

۶۰۸۷.عنه عليه السلام: اُحَذِّرُكُمُ الدُّنيا، فَإنّها غَرّارةٌ، ولا

1.بحار الأنوار : ۷۸/۱۱/۶۹ .

2.الأمالي للطوسي: ۲۹۶/۵۸۲ .

3.تنبيه الخواطر : ۱/۱۳۱ .

4.بحار الأنوار: ۷۸/۲۱/۸۲ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۱ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۳ .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۶ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
260

۶۰۷۷.نهج البلاغة عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاسٍ رضى اللَّه عنه : دَخَلتُ عَلى‏ أميرِ المؤمنينَ عليه السلام بذِي قارٍ وهو يَخْصِفُ نَعلَهُ ، فقالَ لي : ما قيمةُ هذا النَّعلِ ؟ فقلتُ : لا قيمةَ لها ، فقالَ عليه السلام : واللَّهِ لَهِيَ أحَبُّ إلَيَّ مِن إمرَتِكُم إلّا أنْ اُقِيمَ حقّاً أو أدفَعَ باطلاً .۱

۶۰۷۸.الإمامُ الحسنُ عليه السلام: أيّها الناسُ ، إنّما اُخبِرُكُم عن أخٍ لي كانَ من أعظَمِ الناسِ في عَينِي ، وكانَ رأسُ ما عَظُمَ به في عَينِي صِغَرُ الدُّنيا في عَينِهِ ۲.۳

۶۰۷۹.تنبيه الخواطر : سَألَ معاويةُ ضرارَ بنَ ضمرةَ الشَّيبانيَّ عن أميرِ المؤمنينَ عليه السلام فقالَ : أشهَدُ لَقَد رأيتُهُ في بعضِ مَواقِفِهِ وقد أرخَى الليلُ سُدولَهُ وهُوَ قائمٌ في مِحرابِهِ قابِضٌ على‏ لِحيَتِهِ يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ويَبكِي بُكاءَ الحزينِ ويقولُ : يا دنيا يا دنيا ، إلَيكِ عَنّي ، أبِي تَعَرَّضتِ ؟! أم إلَيَّ تَشَوَّقتِ ؟! لا حانَ حينُكِ ، هيهاتَ ، غُرِّي غَيرِي ، لَا حاجَةَ لي فيكِ ، قد طَلَّقتُكِ ثلاثاً لا رَجعَةَ فيها ، فَعَيشُكِ قصيرٌ ، وخَطَرُكِ يسيرٌ ، وأمَلُكِ حقيرٌ ، آه مِن قِلَّةِ الزّادِ ، وطولِ الطريقِ ، وبُعدِ السَّفرِ ، وعظيمِ المَورِدِ۴ ! ۵

(انظر) الإمامة العامة : باب 160 ، 161 .

1234 - حَقيقةُ الدُّنيا لَهوٌ ولَعِبٌ

الكتاب :

(وَما الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أفَلَا تَعْقِلُونَ) .۶

(وَمَا هذِه الْحَياةُ الدُّنْيا إلّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .۷

(اعْلَمُوا أنَّما الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ) .۸

الحديث :

6080.بحار الأنوار عن الإمامِ عليٍّ عليه السلام - لَمّا رَأى‏

1.نهج البلاغة: الخطبة ۳۳ .

2.بحار الأنوار : ۶۹/۲۹۴/۲۴ ، وقد ذكرنا هذا الحديث لمناسبته مع ما قبله .

3.انظر) الأخ : باب ۵۴ .

4.تنبيه الخواطر : ۱/۷۹ .

5.في نهج البلاغة «ومِن خبرِ ضرارِ بنِ حمزةَ الضبائيِّ عند دخولِهِ على‏ معاويةَ ومَسألَتِهِ لَهُ عن أميرِ المؤمنينَ ، وقال : فَأشهَدُ لقد رأيتُهُ في بعضِ مواقِفِهِ ...» وتتمّة الحديث كما في تنبيه الخواطر . نهج البلاغة : الحكمة ۷۷ ، بحار الأنوار : ۷۳/۱۲۸/۱۳۲ .

6.الأنعام : ۳۲ .

7.العنكبوت : ۶۴ .

8.الحديد : ۲۰ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232419
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي