27
ميزان الحکمه المجلد الثالث

أمَا إنّكُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدي ذُلّاً شامِلاً ، وسَيْفاً قاطِعاً ، وأَثَرَةً يَتَّخِذُها الظّالِمونَ فِيكُم سُنَّةً .۱

۴۸۲۶.عنه عليه السلام : وقد كُنتُ نَهَيْتُكُم عن هذهِ الحُكومَةِ فأبَيْتُم عَلَيَّ إباءَ المُنابِذينَ (المُخالِفينَ)، حتّى‏ صَرَفْتُ رَأيي إلى‏ هَواكُم ، وأنْتُم مَعاشِرُ أخِفّاءُ الهَامِ ، سُفَهاءُ الأحْلامِ ، ولَم آتِ - لا أباً لَكُم - بُجْراً، ولا أرَدْتُ لَكُم ضُرّاً .۲

۴۸۲۷.شرح نهج البلاغة : ذَكرَ أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ جريرٍ الطَّبريُّ في «التّاريخ»: أنَّ علِيّاً عليه السلام لَمّا دَخَلَ الكوفَةَ دَخَلَها مَعهُ كَثيرٌ مِن الخَوارِجِ ، وتَخَلّفَ مِنهُم بالنُّخَيْلَةِ وغَيرِها خَلْقٌ كَثيرٌ لَم يَدْخُلوها، فدَخَلَ حُرْقوصُ ابنُ زُهَيرٍ السَّعْديُّ وزُرْعَةُ بنُ البُرجِ الطائيُّ - وهُما مِن رُؤوسِ الخوارِجِ - على‏ عليٍّ عليه السلام ، فقالَ لَهُ حُرْقوصٌ : تُبْ مِن خَطيئَتِكَ ، واخْرُجْ بِنا إلى‏ مُعاويَةَ نُجَاهِدْهُ ، فقالَ لَه عليٌّ عليه السلام : إنّي كنتُ نَهَيْتُكُم عَنِ الحُكومَةِ فأبَيْتُم ، ثُمّ الآنَ تَجْعَلونَها ذَنْباً ؟! أمَا إنّها لَيستْ بمَعْصيَةٍ ، ولكنّها عَجْزٌ مِن الرّأيِ وضَعْفٌ في التَّدْبيرِ ، وقد نَهَيْتُكُم عَنهُ . فقالَ زُرعَةُ : أمَا واللَّهِ لَئنْ لَمْ تَتُبْ مِن تَحْكيمِكَ الرِّجالَ لأقْتُلَنّكَ ، أطلُبُ بذلكَ وَجْهَ اللَّهِ ورِضْوانَهُ ! فقالَ عليٌّ عليه السلام : بُؤْساً لكَ ، ما أشْقاكَ ! كأنّي بِكَ قَتيلاً تَسْفي علَيكَ الرِّياحُ ! قالَ زُرعَةُ : وَدِدْتُ أ نَّهُ كانَ ذلكَ !۳

(انظر) شرح نهج البلاغة : 2 / 206 وج 8 / 103 و ج 17 / 12 ، نهج السعادة : 2 / 325 - 345 ، 356 ، 368 ، 375 ، 392 .

1012 - إخبارُ الإمامِ بمَصيرِ الخَوارجِ‏

۴۸۲۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في حَربِ الخوارجِ -: مَصارِعُهُم دُونَ النُّطْفَةِ ، واللَّهِ لا يُفْلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ولا يَهْلِكُ مِنكُم عَشَرَةٌ .۴

۴۸۲۹.عنه عليه السلام : احْمِلوا علَيهِم ، فوَاللَّهِ لا يُقْتَلُ مِنكُم عَشَرَةٌ ، ولا يَسْلَمُ مِنهُم عَشَرَةٌ . فحَمَلَ علَيهِم فطَحَنَهُم طَحْناً ، قُتِلَ مِن أصْحابِهِ عليه السلام تِسْعَةٌ ، وأفْلَتَ مِن

1.نهج البلاغة : الخطبة ۵۸ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۳۶ .

3.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۶۸ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۵۹ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
26

ستَخْتَلِفُ فلا يَزالُ اخْتلافُهُم بَينَهُم حتّى‏ يَبْعَثوا حَكَمَينِ ضَلّا وضَلَّ مَنِ اتّبَعَهُما .۱

1011 - احتِجاجُ الإمامِ في أمرِ الحَكَمَينِ‏

۴۸۲۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- وقد قامَ إليه رجُلٌ مِن أصْحابِهِ فقالَ : نَهَيْتَنا عَنِ الحُكومَةِ ثُمَّ أمَرْتَنا بِها، فلَم نَدْرِ أيَّ الأمْرَيْنِ أرْشَدَ ! فصَفَقَ عليه السلام إحْدى‏ يَدَيْهِ على‏ الاُخْرى‏ ، ثُمَّ قالَ -:هذا جَزاءُ مَن تَرَكَ العُقْدَةَ ، أمَا واللَّهِ لَو أ نّي حِينَ أمَرْتُكُم بهِ حَمَلْتُكُم على‏ المَكْروهِ الّذي يَجْعَلُ اللَّهُ فيهِ خَيْراً - فإنِ اسْتَقَمْتُم هَدَيْتُكُم ، و إنِ اعْوَجَجْتُم قَوّمْتُكُم ، و إنْ أبَيْتُم تَدارَكْتُكُم - لَكانَتِ الوُثْقى‏ ، ولكِنْ بِمَنْ؟! و إلى‏ مَنْ ؟!۲

۴۸۲۲.عنه عليه السلام- للخوارِجِ وقد خَرَجَ إلى‏ مُعَسْكَرِهِم وهُم مُقيمونَ على‏ إنْكارِ الحُكومَةِ -:ألَمْ تَقولوا عِندَ رَفْعِهِمُ المَصاحِفَ حِيلَةً وغِيلَةً ومَكْراً وخَديعَةً : إخْوانُنا وأهْلُ دَعْوَتِنا ، اسْتَقالونا واسْتَراحوا إلى‏ كِتابِ اللَّهِ سُبحانَهُ ، فالرَّأيُ القَبولُ مِنهُم ، والتّنْفيسُ عَنهُم ! فقُلتُ لَكُم : هذا أمْرٌ ظاهِرُهُ إيمانٌ ، وباطِنُهُ عُدْوانٌ ، أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وآخِرُهُ نَدامَةٌ ؟!۳

۴۸۲۳.عنه عليه السلام- لَمّا حَكّمَ الحَكَمَينِ قالتْ لَهُ الخوارِجُ : حَكّمْتَ رَجُلَينِ ؟ -: ما حَكّمْتُ مَخْلوقاً ، إنَّما حَكّمْتُ القُرآنَ .۴

۴۸۲۴.عنه عليه السلام : فأجْمَعَ رَأيُ مَلَئكُم على‏ أنِ اخْتاروا رَجُلَينِ ، فأخَذْنا علَيهِما أنْ يُجَعْجِعا عِندَ القُرآن ولا يُجاوِزاهُ ، وتَكونَ ألسِنَتُهُما مَعهُ وقُلوبُهُما تَبَعَهُ ، فَتاها عَنهُ ، وتَرَكا الحقَّ وهُما يُبْصِرانِهِ .۵

۴۸۲۵.عنه عليه السلام : أصابَكُم حاصِبٌ ، ولا بَقِيَ مِنكُم آثِرٌ (آبِرٌ) ! أبَعْدَ إيماني باللَّهِ وجِهادي مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أشْهَدُ على‏ نَفْسي بالكُفْرِ ؟! لَقد ضَلَلْتُ إذاً ومَا أنا مِنَ المُهْتَدِينَ‏۶ ، فاُوبُوا شَرَّ مَآبٍ وارْجِعوا على‏ أثَرِ الأعْقابِ .

1.كنز العمّال : ۱۰۸۸ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۲ .

4.. كنز العمّال : ۳۱۵۷۸ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۷ .

6.إشارة إلى الآية ۵۶ من سورة الأنعام .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232226
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي