29
ميزان الحکمه المجلد الثالث

يَموتُ بَدَنُهُ ، يُمْسِي مُؤمناً ويُصْبِحُ كافِراً، فكُنْ عبدَ اللَّهِ المَقْتولَ ، ولا تَكُنِ القاتِلَ ... قالوا: فمَا تَقولُ في عليٍّ بَعدَ التَّحْكيمِ والحُكومَةِ؟ قالَ : إنّ عليّاً أعْلَمُ باللَّهِ وأشَدُّ تَوَقِّياً على‏ دِينهِ ، وأنْفَذُ بَصيرَةً ، فقالوا : إنَّكَ لَستَ تَتّبِعُ الهُدى‏ ، إنّما تَتّبِعُ الرِّجالَ على‏ أسْمائهِم ! ثُمَّ قَرَّبوهُ إلى‏ شاطئِ النَّهْرِ ، فأضْجَعوهُ فذَبَحوهُ .
قالَ أبو العبّاسِ : وساوَموا رجُلاً نَصْرانيّاً بنَخْلَةٍ لَهُ ، فقالَ : هِي لَكُم ، فقالوا : ما كُنّا لِنَأخُذَها إلّا بثَمَنٍ ، فقالَ : واعَجَباهْ ! أتَقْتُلونَ مِثْلَ عبدِ اللَّهِ ابنِ‏خَبّابٍ ، ولا تَقْبَلونَ جنى‏ نَخْلَةٍ إلّا بثَمَنٍ؟!۱

1015 - رَأيُ الإمامِ في قَتَلَةِ ابنِ خبّابٍ

۴۸۳۳.شرح نهج البلاغة- بَعدَ قَتْلِ ابن خَبّابٍ -: اسْتَنْطَقَهُم عليٌّ عليه السلام بقَتْلِ عبدِ اللَّهِ بنِ خَبّابٍ ، فأقَرّوا بهِ ، فقالَ : انْفَرِدوا كتائبَ لأسْمَعَ قَوْلَكُم كَتيبَةً كَتيبَةً . فتَكَتَّبوا كتائبَ ، وأقَرّتْ كُلُّ كَتيبَةٍ بمِثْلِ ما أقَرّتْ بهِ الاُخْرى‏ مِن قَتْلِ ابنِ خَبّابٍ ، وقالوا: ولَنَقْتُلَنَّكَ كَما قَتَلْناهُ ! فقالَ عليٌّ : واللَّهِ ، لَو أقَرَّ أهْلُ الدُّنيا كُلُّهُم بقَتْلِهِ هكذا وأنا أقدِرُ على‏ قَتْلِهِم بهِ لَقَتَلْتُهُم . ثُمَّ الْتَفَتَ إلى‏ أصْحابِهِ فقالَ لَهُم : شُدّوا علَيهِم ، فأنا أوَّلُ مَن يَشُدُّ علَيهِم .۲
وفي روايةٍ عن الإمامِ عليٍّ عليه السلام - في ذِكرِ أصْحابِ الجَملِ - : فواللَّهِ ، لَو لَم يُصيبوا مِن المُسلِمينَ إلّا رجُلاً واحِداً مُعْتَمدينَ (مُتَعمِّدينَ ) لِقَتْلِهِ بِلا جُرْمٍ جَرَّهُ لَحَلَّ لي قَتْلُ ذلكَ الجَيشِ كُلِّهِ ؛ إذْ حَضَروهُ فلَم يُنْكِروا ولَم يَدْفَعوا عَنهُ .۳

(انظر) القتل : باب 3221 .

1016 - بَعدَ مَقتَلِ الخَوارجِ‏

۴۸۳۴.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : يَكونُ في اُمَّتي أشباهُ هذا يَقرَأونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُم

1.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۸۱.

2.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۸۲ ، وانظر مستدرك الوسائل : ۱۸/۲۱۳/۲۲۵۳۴ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۲ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
28

الخوارِجِ ثَمانِيَةٌ .۱

۴۸۳۰.كنز العمّال عن أبي سليمان المرعش : لَمّا سارَ عليٌّ إلى‏ النَّهْرَوانِ سِرْتُ مَعهُ ، فقالَ عليٌّ : والّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأ النَّسَمَةَ ، لا يَقْتُلونَ مِنكُم عَشَرَةً ولا يَبْقى‏ مِنهُم عَشَرَةٌ . فلَمّا سَمِعَ النّاسَ ذلكَ حَمَلوا علَيهِم فقَتَلوهُم‏۲ .۳

1013 - تَسمِيَةُ الخَوارجِ بِالحَرورِيَّةِ

۴۸۳۱.شرح نهج البلاغة : وسَبَبُ تَسْمِيَتِهِم الحَرورِيّةَ أنّ علِيّاً عليه السلام لَمّا ناظَرَهُم - بَعدَ مُناظَرَةِ ابنِ عبّاسٍ إيّاهُم - كانَ فيما قالَ لَهُم : ألَا تَعْلَمونَ أنّ هؤلاءِ القَومَ لَمّا رَفَعوا المَصاحِفَ قلتُ لَكُم : إنّ هذهِ مَكيدَةٌ ووَهْنٌ ، و إنَّهُم لو قَصَدوا إلى‏ حُكْمِ المَصاحِفِ لَأتَوْني ... أفتَعْلَمون أنَّ أحَداً كانَ أكْرَهَ للتّحْكيمِ مِنّي ؟ قالوا : صَدَقْتَ . قالَ : فَهَلْ تَعْلَمونَ أ نَّكُمُ اسْتَكْرَهْتُموني على‏ ذلكَ ؟! ... فرَجَعَ مَعَهُ مِنهُم ألْفانِ مِن حَرُوراءَ ، وقَد كانوا تَجَمَّعوا بها ، فقالَ لَهُم عليٌّ : ما نُسَمّيكُم ؟ ثُمَّ قالَ: أنْتُمُ الحَرورِيّةُ؛ لاجْتِماعِكُم بحَرُوراءَ .۴

1014 - مَقتلُ عَبدِ اللَّهِ بنِ خبّابٍ‏

۴۸۳۲.شرح نهج البلاغة عن أبي العبّاسِ : ولَقِيَهُم - أيِ الخوارجَ - عبدُ اللَّهِ بنُ خَبّابٍ في عُنُقِهِ مُصْحَفٌ ، على‏ حِمارٍ ومَعهُ امْرَأتُهُ وهِي حامِلٌ ، فقالوا لَهُ : إنّ هذا الّذي في عُنُقِكَ لَيأمُرُنا بقَتْلِكَ ! فقالَ لَهُم : ما أحْياهُ القرآنُ فأحْيُوهُ وما أماتَهُ فأمِيتُوهُ . فوَثَبَ رجُلٌ مِنهُم على‏ رُطَبةٍ سَقَطَتْ مِن نَخْلَةٍ فَوضَعَها في فِيهِ ، فصاحُوا بهِ ، فلَفَظَها تَوَرُّعاً ! وعَرضَ لرجُلٍ مِنهُم خِنْزيرٌ فضَرَبَهُ فقَتَلَهُ ، فقالوا : هذا فسادٌ في الأرضِ ، وأنْكَروا قَتْلَ الخِنْزِيرِ .
ثُمّ قالوا لابنِ خَبّابٍ: حَدِّثْنا عَن أبيكَ : فقالَ : إنّي سَمِعْتُ أبي يقولُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله يقولُ : ستَكونُ بَعدي فِتْنَةٌ يَموتُ فيها قَلبُ الرّجُلِ كما

1.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۷۳ .

2.كنز العمّال : ۳۱۶۲۵ .

3.قال ابنُ أبي الحديد : هذا الخبرُ من الأخبار الّتي تكاد تكون مُتَواترة ، لاشتهارِهِ ونقلِ النّاس كافّةً له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغيوب (شرح نهج البلاغة : ۵ / ۳) .

4.شرح نهج البلاغة : ۲/۲۷۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 259424
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي