57
ميزان الحکمه المجلد الثالث

نَقولُ . قالَ : فَقالَ : يَتَوَلَّونا ولا يَقولونَ ما تَقولونَ ؛ تَبرَؤونَ مِنهُم ؟ ! قالَ : قُلتُ : نَعَم . قالَ : فَهُوَ ذا عِندَنا ما لَيسَ عِندَكُم ، فَيَنبَغي لَنا أن نَبرَأَ مِنكُم ؟ !قالَ : قُلتُ : لا ، جُعِلتُ فِداكَ ! قالَ : وهُوَ ذا عِندَ اللَّهِ ما لَيسَ عِندَنا ، أفَتَراهُ اطَّرَحَنا ؟ ! قالَ : قُلتُ : لا وَاللَّهِ ، جُعِلتُ فِداكَ ! ما نَفعَلُ ؟ قالَ : فَتَوَلَّوهُم ، ولا تَبرَؤوا مِنهُم ؛ إنَّ مِنَ المُسلِمينَ مَن لَهُ سَهمٌ ، ومِنهُم مَن لَهُ سَهمانِ ، ومِنهُم مَن لَهُ ثَلاثَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ أربَعَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ خَمسَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ سِتَّةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ سَبعَةُ أسهُمٍ ؛ فَلَيسَ يَنبَغي أن يُحمَلَ صاحِبُ السَّهمِ عَلى‏ ما هُوَ عَلَيهِ صاحبُ السَّهمَينِ ، ولا صاحِبُ السَّهمَينِ عَلى‏ ما عَلَيهِ صاحِبُ الثَّلاثَةِ ، ولا صاحِبُ الثَّلاثَةِ عَلى‏ ما عَلَيهِ صاحِبُ الأَربَعَةِ ، ولا صاحِبُ الأَربَعَةِ عَلى‏ ما عَلَيهِ صاحِبُ الخَمسَةِ ، ولا صاحِبُ الخَمسَةِ عَلى‏ ما عَلَيهِ صاحِبُ السِّتَّةِ ، ولا صاحِبُ السِّتَّةِ عَلى‏ ما عَلَيهِ صاحِبُ السَّبعَةِ .
وسَأَضرِبُ لَكَ مَثَلاً : إنَّ رَجُلاً كانَ لَهُ جارٌ - وكانَ نَصرانِيّاً - فَدَعاهُ إلَى الإِسلامِ وزَيَّنَهُ لَهُ ، فَأَجابَهُ ، فَأَتاهُ سَحيراً فَقَرَعَ عَلَيهِ البابَ ، فَقالَ لَهُ : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا فُلانٌ . قالَ : وما حاجَتُكَ ؟ فَقالَ : تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَيكَ ، ومُرَّ بِنا إلَى الصَّلاةِ . قالَ : فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَيهِ وخَرَجَ مَعَهُ . قالَ : فَصَلَّيا ما شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ صَلَّيَا الفَجرَ ، ثُمَّ مَكَثا حَتّى‏ أصبَحا . فَقامَ الَّذي كانَ نَصرانِيّاً يُريدُ مَنزِلَهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أينَ تَذهَبُ ! النَّهارُ قَصيرٌ ، وَالَّذي بَينَكَ وبَينَ الظُّهرِ قَليلٌ . قالَ : فَجَلَسَ مَعَهُ إلى‏ أن صَلَّى الظُّهرَ .
ثُمَّ قالَ : وما بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَليلٌ . فاحتَبَسَهُ حَتّى‏ صَلَّى العَصرَ . قالَ : ثُمَّ قامَ وأرادَ أن يَنصَرِفَ إلى‏ مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ ، وأقَلُّ مِن أوَّلِهِ . فَاحتَبَسَهُ حَتّى‏ صَلَّى المَغرِبَ . ثُمَّ أرادَ أن يَنصَرِفَ إلى‏ مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّما بَقِيَت صَلاةٌ واحِدَةٌ . قالَ : فَمَكَثَ حَتّى‏ صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ تَفَرَّقا .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
56

۴۹۲۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لَيسَ كُلُّ العِلمِ يَستَطيعُ صاحِبُ العِلمِ أن يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النّاسِ ؛ لِأَنَّ مِنهُمُ القَوِيَّ وَالضَّعيفَ ، ولِأَنَّ مِنهُ ما يُطاقُ حَملُهُ ومِنهُ ما لا يُطاقُ حَملُهُ ، إلّا مَن يُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ حَملَهُ وأعانَهُ عَلَيهِ مِن خاصَّةِ أولِيائِهِ .۱

۴۹۲۹.عنه عليه السلام- فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ -: لا تُعامِلِ العامَّةَ في ما اُنعِمَ بِهِ عَلَيكَ مِنَ العِلمِ كَما تُعامِلُ الخاصَّةَ . وَاعلَم أنَّ للَّهِ‏ِ سُبحانَهُ رِجالاً أودَعَهُم أسراراً خَفِيَّةً ، ومَنَعَهُم عَن إشاعَتِها . وَاذكُر قَولَ العَبدِ الصّالِحِ لِموسى‏ - وقَد قالَ لَهُ : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى‏ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)۲ ، قالَ : (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى‏ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا )۳.۴

۴۹۳۰.عنه عليه السلام : خالِطُوا النّاسَ بِما يَعرِفونَ ، ودَعوهُم مِمّا يُنكِرونَ ،ولا تَحمِلوهُم عَلى‏ أنفُسِكِم وعَلَينا ؛ إنَّ أمرَنا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لا يَحتَمِلُهُ إلّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أو نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، أو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلإِيمانِ .۵

۴۹۳۱.الإمامُ زين العابدين عليه السلام : أمّا حَقُّ المُستَنصِحِ : فَإِنَّ حَقَّهُ أن . . .تُكَلِّمَهُ مِنَ الكَلامِ بِما يُطيقُهُ عَقلُهُ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ عَقلٍ طَبَقَةً مِنَ الكَلامِ يَعرِفُهُ ويَجتَنِبُهُ .۶

۴۹۳۲.الكافي عن يعقوب بن الضّحّاك عن رجل من أصحابنا سرّاجٍ- وكانَ خادِماً لِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام -:بَعَثَني أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام في حاجَةٍ - وهُوَ بِالحيرَةِ - أنَا وجَماعَةً مِن مَواليهِ . قالَ : فَانطَلَقنا فيها ، ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّينَ .
قالَ : وكانَ فِراشي فِي الحائِرِ الَّذي كُنّا فيهِ نُزولاً ، فَجِئتُ وأنَا بِحالٍ ، فَرَمَيتُ بِنَفسي ، فَبَينا أنَا كَذلِكَ إذا أنَا بِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام قَد أقبَلَ . قالَ : فَقالَ : قَد أتَيناكَ - أو قالَ : جِئناكَ - فَاستَوَيتُ جالِساً ، وجَلَسَ عَلى‏ صَدرِ فِراشي ، فَسَأَلَني عَمّا بَعَثَني لَهُ ، فَأَخبَرتُهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ .
ثُمَّ جَرى‏ ذِكرُ قَومٍ ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ! إنّا نَبرَأُ مِنهُم ؛ إنَّهُم لا يَقولونَ ما

1.التوحيد : ۲۶۸ / ۵ .

2.الكهف: ۶۶.

3.الكهف : ۶۷ و ۶۸.

4.شرح نهج البلاغة : ۲۰ / ۳۴۵ / ۹۶۸ .

5.الخصال : ۶۲۴/۱۰ .

6.تحف العقول : ۲۶۹ / ۴۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232653
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي