83
ميزان الحکمه المجلد الثالث

قَبْلَكُم مِن المَثُلَاتِ بسُوءِ الأفْعالِ وذَميمِ الأعْمالِ ، فتَذَكّروا في الخَيرِ والشَّرِّ أحْوالَهُم ، واحْذَروا أنْ تَكونوا أمْثالَهُم .
فإذا تَفَكّرْتُم في تَفاوُتِ حالَيْهِم فالْزَموا كُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزّةُ بهِ شَأنَهُم (حالَهُم) ، وزاحَتِ الأعْداءُ لَهُ عَنهُم ، ومُدَّتِ العافِيَةُ بهِ علَيهم ، وانْقادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعهُم ، ووَصَلَتِ الكَرامَةُ علَيهِ حَبْلَهُم : مِن‏الاجْتِنابِ للفُرْقَةِ ، واللُّزومِ للاُلْفَةِ ، والتَّحاضِّ علَيها ، والتَّواصي بها . واجْتَنِبوا كُلَّ أمرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُم ، وأوْهَنَ مُنَّتَهُم : مِن تَضَاغُنِ القُلوبِ ، وتَشاحُنِ الصُّدورِ ، وتَدابُرِ النُّفوسِ ، وتَخاذُلِ الأيْدي . وتَدبَّروا أحْوالَ الماضينَ مِن المؤمنينَ قَبْلَكُم ... فانْظُروا كيفَ كانوا حيثُ كانتِ الأمْلاءُ مُجْتَمِعةً ، والأهْواءُ مُؤْتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً) ، والقلوبُ مُعْتَدِلَةً ، والأيْدي مُتَرادِفَةً (مُتَرافِدَةً) ، والسُّيوفُ مُتَناصِرَةً ، والبَصائرُ نافِذَةً ، والعزائمُ واحِدةً . ألَمْ يكونوا أرْباباً في أقْطارِ الأرَضينَ ، ومُلوكاً على‏ رِقابِ العالَمينِ ؟! فانْظُروا إلى‏ ما صاروا إلَيهِ في آخِرِ اُمورِهِم ، حِينَ وَقَعتِ الفُرقَةُ ، وتَشَتّتتِ الاُلْفَةُ ، واخْتَلَفَتِ الكَلِمَةُ والأفْئدَةُ ، وتَشَعّبوا مُخْتَلِفينَ ، وتَفَرّقوا مُتَحارِبينَ (مُتَحازِبينَ) ، قَد خَلعَ اللَّهُ عَنهُم لِباسَ كَرامَتِهِ ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعْمَتِهِ ، وبَقِيَ قَصصُ أخْبارِهِم فيكُم عِبَراً للمُعْتَبِرينَ .۱

۵۰۵۹.عنه عليه السلام : أيْمُ اللَّهِ ، ما اخْتَلَفتْ اُمّةٌ قَطُّ بَعدَ نَبِيّها إلّا ظَهرَ أهْلُ باطِلِها على‏ أهْلِ حَقِّها إلّا ما شاءَ اللَّهُ .۲

۵۰۶۰.عنه عليه السلام : إيّاكُم والتَّلَوُّنَ في دِينِ اللَّهِ ، فإنَّ جَماعَةً فيما تَكْرَهونَ مِن‏الحقِّ خَيرٌ مِن فُرقَةٍ فيما تُحِبّونَ مِن الباطِلِ ، و إنّ اللَّهَ سُبحانَهُ لَم يُعْطِ أحَداً بفُرقَةٍ خَيراً ، مِمّن مَضى‏ ولا مِمّن بَقِي .۳

۵۰۶۱.عنه عليه السلام : إنَّ الشَّيطانَ يُسَنّي لَكُم طُرُقَهُ ، ويُريدُ أنْ يَحُلَّ دِينَكُم عُقْدةً عُقْدةً ، ويُعْطيَكُم بالجَماعةِ الفُرقَةَ ، وبالفُرقَةِ الفِتْنَةَ ، فاصْدِفوا عن نَزَغاتِهِ ونَفَثاتِهِ .۴

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، انظر تمام كلامه عليه السلام .

2.شرح نهج البلاغة : ۵/۱۸۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ .

4.نهج البلاغة: الخطبة ۱۲۱.


ميزان الحکمه المجلد الثالث
82

(وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)۱.۲

1057 - الحَثُّ عَلَى‏ نَبذِ الاختِلافِ‏

الكتاب :

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) .۳

الحديث :

۵۰۵۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : والْزَموا السَّوادَ الأعْظَمَ ، فإنَّ يَدَ اللَّهِ مَع الجَماعةِ ، و إيّاكُم والفُرْقَةَ ، فإنَّ الشّاذَّ مِن النّاسِ للشَّيطانِ ، كما أنّ الشّاذَّ مِن الغَنَمِ للذِّئبِ .۴

۵۰۵۲.عنه عليه السلام : لِيَرْدَعْكُمُ الإسلامُ ووَقارُهُ عنِ التَّباغي والتَّهاذي ، ولتَجْتَمِعْ كَلِمَتُكُم ، والْزَموا دِينَ‏اللَّهِ الّذي لا يَقْبَلُ مِن أحَدٍ غَيْرَهُ ، وكَلِمَةَ الإخْلاصِ الّتي هِي قِوامُ الدِّينِ .۵

۵۰۵۳.الإمامُ الحسنُ عليه السلام : إنَّهُ لَم يَجْتَمِعْ قَومٌ قَطُّ على‏ أمرٍ واحِدٍ إلّا اشْتَدَّ أمْرُهُم واسْتَحْكَمَتْ عُقْدَتُهُم ، فاحْتَشِدوا في قِتالِ عَدُوِّكُم مُعاويةَ وجُنودِهِ ولا تَخاذَلوا .۶

1058 - آثارُ الاختِلافِ‏

۵۰۵۴.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله : ما اخْتَلَفَتْ اُمَّةٌ بَعدَ نَبِيّها إلّا ظَهرَ أهْلُ باطِلِها على‏ أهْلِ حقِّها .۷

۵۰۵۵.عنه صلى اللَّه عليه و آله : لا تَخْتَلفوا ، فإنَّ مَن كانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفوا فَهلَكوا .۸

۵۰۵۶.عنه صلى اللَّه عليه و آله : لا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلوبُكُم .۹

۵۰۵۷.عنه صلى اللَّه عليه و آله : أذَهَبتُم مِن عِندي جَميعاً وجِئْتُم مُتَفَرِّقينَ ؟! إنّما أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمُ الفُرقَةُ .۱۰

۵۰۵۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : احْذَروا ما نَزَلَ بالاُمَمِ

1.المؤمنون : ۵۲ .

2.أقول : في تفسير القمّي : (اُمّةً واحدةً) ، قال : على‏ مذهبٍ واحدٍ . تفسير القمّي : ۱/۳۱۰ . وفي الميزان في تفسير القرآن : الاُمّةُ جماعةٌ يجمعها مَقصَدٌ واحد . والخطاب في الآية - على‏ ما يشهد به سياقُ الآيات - خطابٌ عامّ يشمل جميعَ الأفراد المكلّفين من الإنسان . والمُراد بالاُمّة النّوع الإنسانيّ الّذي هو نوع واحد ، وتأنيث الإشارة في قوله : (هذهِ اُمّتُكُم) لتأنيثِ الخبر . والمعنى‏ : أنّ هذا النّوع الإنسانيّ اُمّتكم معشرَ البشر وهي اُمّة واحدة ، وأنا - اللَّه الواحد عزّ اسمه - ربّكم إذ مَلَكْتُكم ودَبّرتُ أمركم فاعبُدوني لا غير . الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۳۲۲ .

3.آل عمران : ۱۰۳ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۷ .

5.شرح نهج البلاغة : ۴/۴۵ .

6.شرح نهج البلاغة: ۳/۱۸۵.

7.كنز العمّال : ۹۲۹ .

8.كنز العمّال : ۸۹۴ .

9.كنز العمّال : ۸۹۵ .

10.كنز العمّال : ۹۲۰ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 259779
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي