117
ميزان الحکمه المجلد السادس

والظنّ : هو التصديق الراجح وإن لم يبلغ حدَّ الجزم والقطع ، وكذا الحسبان ، غير أنّ الحسبان كأنّ استعماله في الإدراك الظنّيّ استعمال استعاريّ ، كالعدّ بمعنَى الظنّ ، وأصله من نحو قولنا : عدّ زيداً من الأبطال وحسبه منهم ، أي ألحقه بهم في العَدّ والحساب .
والشعور : هو الإدراك الدقيق ، مأخوذ من الشَّعر لدقّته ، ويَغلب استعماله في المحسوس دون المعقول، ومنه إطلاق المشاعر للحواسّ .
والذِّكر : هو استحضار الصورة المخزونة في الذهن بعد غيبته عن الإدراك ، أو حفظه من أن يغيب عن الإدراك .
والعِرفان والمعرفة : تطبيق الصورة الحاصلة في المدركة على‏ ما هو مخزون في الذهن ؛ ولذا قيل : إنّه إدراك بعد علم سابق .
والفهم : نوع انفعال للذهن عن الخارج عنه بانتقاش الصورة فيه .
والفقه : هو التثبّت في هذه الصورة المنتقشة فيه ، والاستقرار في التصديق .
والدراية : هو التوغّل في ذلك التثبّت والاستقرار حتّى‏ يدرك خصوصيّة المعلوم وخباياه ومزاياه ، ولذا يستعمل في مقام تفخيم الأمر وتعظيمه ، قال تعالى‏ : (الحاقَّةُ * ما الحاقَّةُ * وما أدْراكَ ما الحاقَّةُ)۱ ، وقال تعالى‏ : (إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدْرِ * وما أدْراكَ ما لَيلَةُ القَدْرِ) .۲
واليقين : هو اشتداد الإدراك الذهنيّ بحيث لا يقبل الزوالَ والوهن .
والفكر : نحو سَير ومرور علَى المعلومات الموجودة الحاضرة لتحصيل ما يلازمها من المجهولات .
والرأي : هو التصديق الحاصل من الفكر والتروّي ، غير أنّه يَغلب استعماله في العلوم العمليّة ممّا ينبغي فعله وما لا ينبغي دون العلوم النظريّة الراجعة إلى الاُمور التكوينيّة ، ويقرب

1.الحاقّة : ۱ - ۳ .

2.القدر : ۱ و ۲ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
116

والنَّظَرُ في العَواقِبِ ، والأخذُ بِالحَزمِ .۱

۱۳۵۱۷.عنه عليه السلام : العَقلُ حِفظُ التَّجارِبِ ، وخَيرُ ما جَرَّبتَ ما وَعَظَكَ .۲

۱۳۵۱۸.عنه عليه السلام : العَقلُ والعِلمُ مَقرونانِ في قَرَنٍ لا يَفتَرِقانِ ولا يَتَبايَنانِ .۳

۱۳۵۱۹.عنه عليه السلام : إنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ نَفعَ ما اُوتِيَ مِنَ العَقلِ والتَّجرِبَةِ .۴

۱۳۵۲۰.الإمامُ الحسنُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ العَقلِ -: التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ حَتّى‏ تَنالَ الفُرصَةَ .۵

۱۳۵۲۱.عنه عليه السلام- لَمّا سَألَهُ أبوهُ عليه السلام عَنِ العَقلِ -: حِفظُ قَلبِكَ ما استَودَعتَهُ .۶

۱۳۵۲۲.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام- في وَصِيَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ -: يا هِشامُ ، إنَّ العَقلَ مَعَ العِلمِ فقالَ : (وَتِلْكَ الأمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وما يَعْقِلُها إلّا الْعالِمونَ) .۷

۱۳۵۲۳.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ العقلِ -: التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ ، ومُداهَنَةُ الأعداءِ ، ومُداراةُ الأصدِقاءِ .۸

بيان :

قال العلّامة الطباطبائيّ رضوان اللَّه تعالى‏ عليه في قوله تعالى‏ : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلونَ)۹ : الأصل في معنَى العقل العَقد والإمساك ، وبه سُمّي إدراك الإنسان إدراكاً يعقد عليه عقلاً ، وما أدركه عقلاً ، والقوّة التي يزعم أنّها إحدَى القوَى التي يتصرّف بها الإنسان يميّز بها بين الخير والشرّ والحقّ والباطل عقلاً ، ويقابله الجنون والسَّفَه والحُمق والجهل باعتبارات مختلفة .
والألفاظ المستعملة في القرآن الكريم في أنواع الإدراك كثيرة ربّما بلغت العشرين ، كالظنّ ، والحسبان ، والشعور ، والذِّكر ، والعِرفان ، والفهم ، والفقه ، والدراية ، واليقين ، والفكر ، والرأي ، والزعم ، والحفظ ، والحكمة ، والخبرة ، والشهادة ، والعقل ، ويلحق بها مثل القول والفتوى‏ والبصيرة ونحو ذلك .

1.غرر الحكم : ۳۸۸۷ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ .

3.غرر الحكم : ۱۷۸۳ .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۷۸ .

5.معاني الأخبار : ۲۴۰/۱ .

6.معاني الأخبار : ۴۰۱/۶۲ .

7.الكافي : ۱/۱۴/۱۲ .

8.الأمالي للصدوق : ۳۵۸/۴۴۱ .

9.البقرة : ۲۴۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 227645
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي