245
ميزان الحکمه المجلد السادس

۱۴۵۲۵.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إذا وُضِعَ المَيِّتُ في قَبرِهِ مُثِّلَ لَهُ شَخصٌ فقالَ لَهُ : يا هذا كُنّا ثَلاثَةً ؛ كانَ رِزقُكَ فَانقَطَعَ بِانقِطاعِ أجَلِكَ ، وكانَ أهلُكَ فخَلَّفوكَ وَانصَرَفوا عَنكَ ، وكُنتُ عَمَلَكَ فبَقِيتُ مَعَكَ ، أمَا إنّي كُنتُ أهوَنَ الثَّلاثَةِ عَلَيكَ !۱

(انظر) الصديق : باب 2189 .
القبر : باب 3213 .
العمل : باب 2892 .
المعاد (صفة المحشر) : باب 2943 ، 2944 .

بيان :

فِي الميزان في تفسير القرآن - في تفسير قولهِ تعالى‏ : (إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيي أن يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعوضَةً ...)۲ - : البعوضة الحيوان المعروف ، وهو من أصغر الحيوانات المحسوسة . وهذه الآية والتي بعدها نظيرة ما في سورة الرعد (أفَمَنْ يَعلَمُ أ نَّما أُنزِلَ إلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أعْمى‏ إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولو الألْبابِ * الّذينَ يُوفونَ بِعَهدِ اللَّهِ ولا يَنقُضونَ المِيثاقَ * والّذينَ يَصِلونَ ما أمَرَ اللَّهُ بِهِ أن يوصَلَ) .۳ وكيف كان فالآية تشهد على‏ أنّ مِن الضلال والعمى‏ ما يَلحق الإنسانَ عقيب أعماله السيّئة غيرالضلال والعمى‏ الذي له في نفسه ومن نفسه ؛ حيث يقول تعالى‏ : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلّا الْفاسِقِينَ)۴ فقد جعل إضلاله في تِلو الفسق لا متقدّماً عليه ، هذا .
ثمّ إنّ الهداية والإضلال كلمتان جامعتان لجميع أنواع الكرامة والخذلان التي ترد منه تعالى‏ على عباده السعداء والأشقياء ؛ فإنّ اللَّه تعالى‏ وصف في كلامه حال السعداء من عباده بأنّه يُحييهم حياة طيّبة ، ويؤيّدهم بروح الإيمان ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، ويجعل لهم نوراً يمشون به ، وهو وليّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهو معهم يستجيب لهم إذا دعَوه ويذكرهم إذا ذكروه ، والملائكة تنزل عليهم بالبشرى‏ والسلام إلى‏ غير ذلك .
ووصف حال الأشقياء من عباده بأنّه يُضلّهم ويخرجهم من النور إلى

1.الكافي : ۳/۲۴۰/۱۴ .

2.البقرة : ۲۶ .

3.الرعد : ۱۹ - ۲۱ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
244

۱۴۵۲۰.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله- لقَيسِ بنِ عاصِمٍ وهُوَ يَعِظُهُ -: إنَّهُ لابُدَّ لَكَ يا قَيسُ مِن قَرينٍ يُدفَنُ مَعَكَ وهُوَ حَيٌّ ، وتُدفَنُ مَعَهُ وأنتَ مَيِّتٌ ، فإن كانَ كَريماً أكرَمَكَ ، وإن كانَ لَئيماً أسلَمَكَ ، ثُمَّ لا يُحشَرُ إلّا مَعَكَ ، ولا تُبعَثُ إلّا مَعَهُ ، ولا تُسألُ إلّا عَنهُ ، ولا تَجعَلْهُ إلّا صالِحاً ، فإنَّهُ إن صَلُحَ أنِستَ بِه ، وإن فَسَدَ لا تَستَوحِشُ إلّا مِنهُ ، وهُوَ فِعلُكَ .۱

۱۴۵۲۱.عنه صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ المُؤمِنَ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ في صورَةٍ حَسَنَةٍ ، فيَقولُ لَهُ : ما أنتَ فَوَاللَّهِ إنّي لَأراكَ امرَأَ الصِّدقِ ؟ ! فيَقولُ لَهُ : أنا عَمَلُكَ ، فيَكونُ لَهُ [نوراً أو قائداً۲إلَى الجَنَّةِ . وإنَّ الكافِرَ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ صُوِّرَ لَهُ عَمَلُهُ في صورَةٍ سَيِّئَةٍ ، وبِشارَةٍ سَيِّئَةٍ فيَقولُ : مَن أنتَ فَوَاللَّهِ إنّي لَأراكَ امرَأَ السَّوءِ ؟ ! فيَقولُ : أنا عَمَلُكَ ، فيَنطَلِقُ بِهِ حَتّى‏ يَدخُلَ النّارَ .۳

۱۴۵۲۲.عنه صلى اللَّه عليه وآله- في قولِهِ تَعالى‏ :(يَومَ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَتَأتونَ أفْواجاً)۴-: يُحشَرُ عَشرَةُ أصنافٍ مِن اُمَّتي أشتاتاً ... فأمّا الّذينَ عَلى‏ صورَةِ القِرَدَةِ فَالقَتّاتُ مِنَ النّاسِ ، وأمّا الّذينَ عَلى‏ صورَةِ الخَنازيرِ فَأهلُ السُّحتِ ، وأمّا المُنَكَّسونَ عَلى‏ رُؤوسِهِم فَآكِلَةُ الرِّبا ، وَالعُميُ الجائرونَ فِي الحُكمِ ، والصُّمُّ والبُكمُ المُعجَبونَ بِأعمالِهِم ، والّذينَ يَمضَغونَ بِألسِنَتِهِم فَالعُلَماءُ والقُضاةُ الّذينَ خالَفَ أعمالُهُم أقوالَهُم ، والمُقَطَّعَةُ أيديهِم وأرجُلُهُمُ الّذينَ يُؤذونَ الجِيرانَ ، والمُصَلَّبونَ عَلى‏ جُذوعٍ مِن نارٍ فَالسُّعاةُ بِالنّاسِ إلَى السُّلطانِ ، والّذينَ أشَدُّ نَتْناً مِنَ الجِيَفِ فَالّذينَ يَتَمَتَّعونَ بِالشَّهَواتِ واللَّذّاتِ ويَمنَعونَ حَقَّ اللَّهِ في أموالِهِم ، والَّذينَ يَلبِسونَ الجُبابَ فأهلُ الفَخرِ والخُيَلاءِ .۵

۱۴۵۲۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام: أعمالُ العِبادِ في عاجِلِهِم نَصبُ أعيُنِهِم في آجالِهِم .۶

۱۴۵۲۴.عنه عليه السلام- في صِفَةِ المَأخوذِ عَلى الغِرَّةِ عِندَ المَوتِ -: ثُمَّ حَمَلوهُ إلى‏ مَخَطٍّ (مَحَطٍّ) في الأرضِ ، فأسلَموهُ فيهِ إلى‏ عَمَلِهِ .۷

1.معاني الأخبار : ۲۳۳/۱ .

2.فى المصدر «نورٌ» أو «قائدٌ» . ]

3.كنز العمّال : ۳۸۹۶۳ .

4.النبأ : ۱۸ .

5.مجمع البيان : ۱۰/۶۴۲ .

6.نهج البلاغة : الحكمة ۷ .

7.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 230416
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي