277
ميزان الحکمه المجلد السادس

(حَتَّى‏ إذا ما جاؤوها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِي أنْطَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .۱

(وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) .۲

الحديث :

۱۴۵۶۳.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(وَإذْ قالَ إبْراهيمُ رَبِّ أرِني كَيْفَ تُحْيي المَوتى‏)-:رَأى‏ جِيفَةً عَلى‏ ساحِلِ البَحرِ نِصفُها فِي الماءِ ونِصفُها في‏البَرِّ ، تَجي‏ءُ سِباعُ البَحرِ فتَأكُلُ ما فِي الماءِ ، ثُمَّ تَرجِعُ ، فيَشُدُّ بَعضُها عَلى‏ بَعضٍ فيَأكُلُ بَعضُها بَعضاً، وتَجي‏ءُ سِباعُ البَرِّ فتَأكُلُ مِنها ، فيَشُدُّ بَعضُها عَلى‏ بَعضٍ فيَأكُلُ بَعضُها بَعضاً ، فعِندَ ذلكَ تَعَجَّبَ إبراهيمُ عليه السلام مِمّا رَأى‏ ، وقالَ : (رَبِّ أرِني كَيْفَ تُحْيي المَوتى‏) قالَ : كَيفَ تُخرِجُ ما تَناسَلَ الّتي أكَلَ بَعضُها بَعضاً؟! (قالَ أوَلَمْ تُؤمِنْ قالَ بَلى‏ وَلكِنْ لِيَطْمَئنَّ قَلْبي) يَعني حَتّى‏ أرى‏ هذا كَما رَأيتُ الأشياءَ كُلَّها ، قالَ : (فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيرِ ...) .۳

۱۴۵۶۴.عنه عليه السلام : أتى‏ جَبرَئيلُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَأخَذَهُ فأخرَجَهُ إلَى البَقيعِ ، فَانتَهى‏ بِهِ إلى‏ قَبرٍ فصَوَّتَ بِصاحِبِهِ فقالَ : قُمْ بِإذنِ اللَّهِ ، فخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ أبيَضُ الرَّأسِ واللِّحيَةِ يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ وهُوَ يَقولُ : «الحَمدُ للَّهِ‏ِ واللَّهُ أكبَرُ» فقالَ جَبرَئيلُ : عُدْ بِإذنِ اللَّهِ . ثمَّ انتَهى‏ بِهِ إلى‏ قَبرٍ آخَرَ فقالَ : قُمْ بِإذنِ اللَّهِ ، فخَرَجَ مِنهُ رَجُلٌ مُسوَدُّ الوَجهِ وهُوَ يَقولُ : «يا حَسرَتاهُ ، يا ثُبوراهُ !» ثُمَّ قالَ لَهُ جَبرَئيلُ : عُدْ إلى‏ ما كُنتَ بِإذنِ اللَّهِ . فقالَ : يا مُحمَّدُ ، هكَذا يُحشَرونَ يَومَ القِيامَةِ ، والمُؤمِنونَ يَقولونَ هذا القَولَ ، وهؤلاءِ يَقولونَ ما تَرى‏ ۴ . ۵

14565.عنه عليه السلام - وقَد قالَ لَهُ الزِّنديقُ : أ نّى‏ لِلرُّوحِ بِالبَعثِ والبَدَنُ قَد بَلِيَ والأعضاءُ قَد تَفَرَّقَت ، فعُضوٌ في بَلدَةٍ تَأكُلُها سِباعُها ، وعُضوٌ بِاُخرى‏ تُمَزِّقُهُ هَوامُّها ، وعُضوٌ قَد صارَ تُراباً بُنِيَ بِهِ

1.فصّلت : ۲۰ ، ۲۱ .

2.الحجّ : ۷ .

3.الكافي : ۸/۳۰۵/۴۷۳ .

4.بحار الأنوار : ۷/۳۹/۸ .

5.انظر كلام المجلسيّ رضوان اللَّه تعالى‏ عليه في «أنّ القول بالمعاد الجسمانيّ ممّا اتّفق عليه جميع الملّيّين ، وهو من ضروريّات الدين» . وذلك في ج ۷/۴۷ - ۵۳ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
276

فالبدن اللاحق من الإنسان إذا اعتُبِر بالقياس إلَى البدن السابق منه كان مِثلَه لا عَينَه ، لكنّ الإنسان ذا البدن اللاحق إذا قِيس إلَى الإنسان ذي البدن السابق كان عينَه لا مِثلَه ؛ لأنّ الشخصيّة بالنفس وهي واحدة بعينها.
ولمّا كان استبعاد المشركين في قولهم : (مَن يُحْيي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ) راجعاً إلى‏ خلق البدن الجديد دون النفس ، أجاب سبحانه بإثبات إمكان خلق مِثلهم ، وأمّا عَودهم بأعيانهم فهو إنّما يتمّ بتعلّق النفوس والأرواح المحفوظة عند اللَّه بالأبدان المخلوقة جديداً ، فتكون الأشخاص الموجودِين فِي الدنيا من الناس بأعيانهم كما قال تعالى‏ : (أوَلَمْ يَرَوا أنَّ اللَّهَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى‏ أنْ يُحْييَ الْمَوتى‏)۱ فعلّق الإحياء علَى الموتى‏ بأعيانهم فقال : (عَلى‏ أنْ يُحْييَ الْمَوتى‏) ولم يقل : على أن يحيي أمثال الموتى‏ .۲

2928 - كَيفِيَّةُ المَعادِ

الكتاب :

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى‏ قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلَى‏ عُرُوشِها قالَ أَنَّى‏ يُحْيي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأماتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عامٍ فَانظُرْ إِلَى‏ طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إلَى‏ حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أعْلَمُ أنَّ اللَّهَ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) .۳

(وَإذْ قالَ إبْراهِيمُ رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيي الْمَوْتَى‏ قالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلَى‏ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .۴

(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيي الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْييها الَّذِي أنْشَأها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .۵

(أيَحْسَبُ الإنْسانُ أن لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلَى‏ قادِرِينَ عَلَى‏ أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) .۶

1.الأحقاف : ۳۳ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۱۱۲ - ۱۱۴ .

3.البقرة : ۲۵۹ .

4.البقرة : ۲۶۰ .

5.يس : ۷۸ ، ۷۹ .

6.القيامة : ۳ ، ۴ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 204559
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي