491
ميزان الحکمه المجلد السادس

فِي الدنيا عَذَّبَهُ اللَّهُ في الآخِرَةِ ، وآيَةُ ذلكَ أن يَأتِيَكُم صاحِبُ اليَمَنِ حتّى‏ يَحُلَّ بَينَ أظهُرِكُم فَيَأخُذَ العُمّالَ وعُمّالَ العُمّالِ رجُلٌ يقالُ لَهُ : يوسفُ بنُ عَمرٍو ، يَأتِيكُم عندَ ذلكَ رَجُلٌ مِنّا أهلَ البيتِ فَانصُروهُ فإنّهُ داعٍ إلَى الحَقِّ .۱

۱۵۵۴۱.عنه عليه السلام : أما إنّكُم سَتَلقَونَ بَعدِي ثَلاثاً ، ذُلّاً شامِلاً ، وسَيفاً قاتِلاً ، وأثَرَةً يَتَّخِذُها الظالِمونَ علَيكُم سُنّةً ، فَسَتَذكُروني عندَ تِلكَ الحالاتِ ، فَتَمَنَّونَ لو رَأيتُموني ونَصَرتُمونِي وأهرَقتُم دِماءَكُم دُونَ دَمي ، فلا يُبعِدُ اللَّهُ إلّا مَن ظَلَمَ .۲

۱۵۵۴۲.عنه عليه السلام: اِعلَمُوا أ نَّكُم إنِ اتَّبَعتُم طالِعَ المَشرِقِ سَلَكَ بِكُم مَناهِجَ الرسولِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَتَداوَيتُم مِن العَمى‏ والصَّمَمِ والبَكَمِ ، وكُفِيتُمُ مَؤونَةَ الطَّلَبِ والتَّعسُّفِ ، ونَبَذتُمُ الثِّقلَ الفادِحَ عنِ الأعناقِ ، ولايُبعِدُ اللَّهُ إلّا مَن أبى‏ وظَلَمَ .۳

۱۵۵۴۳.كنز العمّال عن جُندَب : لمّا فارَقَتِ الخَوارجُ عليّاً خَرَجَ في طَلَبِهِم وخَرَجنا مَعهُ ، فانتَهَينا إلى‏ عَسكرِ القَومِ فإذا لَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ مِن قِراءةِ القرآنِ، وإذا فيهم أصحابُ النَّقباتِ وأصحابُ‏البَرانِسِ! فلمّا رَأيتُهُم دَخَلَني مِن ذلكَ شِدّةٌ فَتَنَحَّيتُ فَرَكَزتُ رُمحِي ونَزَلتُ عن فَرَسي ووَضَعتُ بُرنُسي فَنَشَرتُ علَيهِ دِرعي وأخَذتُ بمِقوَدِ فَرَسِي فقُمتُ اُصَلِّي إلى‏ رُمحِي وأنا أقولُ في صَلاتي : اللّهُمّ ، إن كانَ قِتالُ هؤلاءِ القَومِ لكَ طاعَةً فَأْذَنْ لي فيهِ ! وإن كانَ مَعصيَةً فَأرِني بَراءَتَكَ !
قالَ : فأنا كذلكَ إذ أقبَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ على‏ بَغلَةِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فلمّا جاءَ إلَيَّ قالَ : تَعَوَّذْ باللَّهِ ياجُندَبُ مِن شَرِّ السَّخَطِ ! فَجِئتُ أسعى‏ إلَيهِ ، ونَزَلَ فقامَ يُصَلِّي إذ أقبَلَ رجُلٌ على‏ بِرذَونٍ يُقَرِّبُ بهِ فقالَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، قالَ : ما شَأنُكَ ؟ قالَ : ألكَ حاجَةٌ فِي القَومِ؟ قالَ: وماذاكَ ؟ قالَ :قد قَطَعوا النَّهرَ فَذَهَبوا ، قال : ما

1.كتاب الغارات : ۲/۴۵۸ .

2.كتاب الغارات : ۲/۴۹۲ .

3.الكافي : ۸/۶۶/۲۲ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
490

۱۵۵۳۵.عنه عليه السلام : لكَأنِّي أنظُرُ إلى‏ ضِلِّيلٍ‏۱ قد نَعَقَ بالشامِ ، وفَحَصَ بِراياتِهِ في ضَواحي كُوفانَ ، فإذا فَغَرَت فاغِرَتُهُ ، واشتَدَّت شَكيمَتُهُ ، وثَقُلَت في الأرضِ وَطأتُهُ ، عَضَّتِ الفِتنَةُ أبناءَها بِأنيابِها .۲

۱۵۵۳۶.عنه عليه السلام : أما إنّه سَيَظهَرُ علَيكُم بَعدِي رجُلٌ رَحْبُ البُلعُومِ مُندَحِقُ البَطنِ ، يَأكُلُ ما يَجِدُ، ويَطلُبُ ما لايَجِدُ ، فاقتُلُوهُ ولن تَقتُلُوهُ !۳

۱۵۵۳۷.عنه عليه السلام- على‏ مِنبَرِ الكوفةِ -: ألا لَعَنَ اللَّهُ الأفجَرَينِ مِن قُريشٍ ، بَنِي اُمَيَّةَ و بني مُغيرَةَ ، أمّا بَنو مُغيرَةَ فَقَد أهلَكَهُمُ اللَّهُ بالسَّيفِ يَومَ بَدرٍ ، وأمّا بَنو اُميّةَ فَهَيهاتَ هَيهاتَ ! أما والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمةَ ، لو كانَ المُلكُ مِن وراءِ الجِبالِ لَيَثِبُوا علَيهِ حتّى‏ يَصِلُوا .۴

۱۵۵۳۸.عنه عليه السلام: فَاُقسِمُ بِاللَّهِ يابَني اُمَيَّةَ عمّا قَليلٍ لَتَعرِفُنَّها في أيدِي غيرِكُم وفي دارِ عَدُوِّكُم‏۵ .۶

۱۵۵۳۹.عنه عليه السلام : أما وَاللَّهِ لَيُسَلَّطَنَّ علَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيَّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم ، ويُذِيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وَذَحَةَ!۷!۸

۱۵۵۴۰.عنه عليه السلام : أيُّها الناسُ ، إنّي دَعَوتُكُم إلَى الحَقِّ فَتَوَلَّيتُم عَنّي ، وضَرَبتُكُم بالدِّرَّةِ فَأعيَيتُمُونِي ، أما إنّهُ سَيَلِيكُم بَعدِي وُلاةٌ لا يَرضُونَ مِنكُم بهذا حتّى‏ يُعَذِّبُوكُم بِالسِّياطِ وبالحَدِيدِ ، فأمّا أنا فلا اُعَذِّبُكُم بِهما ؛ إنّهُ مَن عَذَّبَ الناسَ‏

1.قال ابن أبي الحديد : هذا كناية عن عبدالملك بن مروان ؛ لأنّ هذه الصفات والأمارات فيه أتمّ منها في غيره ، لأنّه قام بالشام حين دعا إلى‏ نفسه ، وهو معنى‏ نعيقه ، وفحصت راياته بالكوفة تارةً حين شخص بنفسه إلَى العراق وقتل مصعباً ، وتارةً لمّا استخلف الاُمراء علَى الكوفة كبشر بن مروان أخيه وغيره، حتَّى انتهَى الأمر إلى‏ الحجّاج ، وهو زمان اشتداد شكيمة عبدالملك وثقل وطأته ، وحينئذٍ صَعُب الأمر جداً .

2.نهج البلاغة :الخطبة ۱۰۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۵۷ ، شرح نهج البلاغة: ۴/۵۴ ، قال ابن أبي الحديد : كثير من الناس يذهب إلى أنّه عليه السلام عَنى زياداً : وكثير منهم يقول: إنّه عَنَى الحجّاج ، وقال قوم : إنّه عَنَى المغيرة بن شعبة ، والأشبه عندي أنّه عَنَى معاوية؛ لأنّه كان موصوفاً بالنَّهَم وكثرة الأكل ... كان معاوية يأكل فيُكثر ، ثمّ يقول :ارفَعوا ، فواللَّه ما شَبِعتُ ، ولكن مَلِلتُ وتَعبت. وقد تظاهَرَت الأخبار أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله دعا على‏ معاوية لمّا بعث إليه يستدعيه‏فوجده يأكل ، ثمّ بعث فوجده يأكل ، فقال: «اللّهمّ لاتُشبِع بطنه» قال الشاعر : وصاحبٍ لي بطنه كالهاويةكأنّ في أحشائه معاوية !

4.كنز العمّال : ۳۱۷۵۳ .

5.راجع كنز العمّال: ۱۱/۳۶۳ - ۳۶۵ ، شرح نهج البلاغة: ۷/۱۷۶.

6.نهج البلاغة :الخطبة ۱۰۵ .

7.قال الشريف الرضي : الوَذَحة : الخنفُساء ، وهذا القول يومئ به إلَى‏الحجّاج، وله مع الوَذَحة حديث ليس هذا موضع ذكره.

8.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 228893
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي