69
ميزان الحکمه المجلد السادس

360 - العفّة

ولمزيد الاطّلاع راجع :
بحار الأنوار : 71 / 268 باب 77 «العَفاف وعِفّة البطن والفرج» .
شرح نهج البلاغة: 20 / 233 «حكايات حول العِفّة» .

انظر :
الهوى‏ : باب 3991 ، الفقر : باب 3185 .


ميزان الحکمه المجلد السادس
68

أبي جَهلٍ لَمّا قَدِم مِنَ اليَمنِ فَرَحاً بِقُدومِه .
فإن قلتَ : قد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : «مَن أحبَّ أن يَتَمَثَّل النّاسُ لَهُ قِياماً فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ» ونُقل أنَّهُ صلى اللَّه عليه وآله كان يكره أن يُقام له ، فكانوا إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك ، فإذا فارقهم قاموا حتّى‏ يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه .
قلتُ : تَمثّلُ الرِّجال قياماً هو ما يصنعه الجبابرة من إلزامهم الناسَ بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم ، لا هذا القيام المخصوص القصير زمانُه . سلَّمْنا لكنْ يُحمل على‏ من أراد ذلك تجبّراً وعلوّاً علَى الناس فيؤاخَذ من لا يقوم له بالعقوبة ، أمّا من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة به فلا حرجَ عليه ؛ لأنّ دفع الضرر عن النفس واجب .
وأمّا كراهيته صلى اللَّه عليه وآله فتواضعٌ للَّه وتخفيف على‏ أصحابه ، وكذا نقول : ينبغي للمؤمن أن لا يحبّ ذلك ، وأن يؤاخذ نفسه بمحبّة تركه إذا مالت إليه ، لأنّ الصحابة كانوا يقومون - كما في الحديث - ويَبعُدُ عدم علمه صلى اللَّه عليه وآله بهم ، مع أنّ فعلهم يدلّ على‏ تسويغ ذلك .۱

1.القواعد والفوائد : ۲ / ۱۵۹ - ۱۶۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 198661
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي