ولمزيد الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 268 باب 77 «العَفاف وعِفّة البطن والفرج» . شرح نهج البلاغة: 20 / 233 «حكايات حول العِفّة» .
انظر : الهوى : باب 3991 ، الفقر : باب 3185 .
أبي جَهلٍ لَمّا قَدِم مِنَ اليَمنِ فَرَحاً بِقُدومِه . فإن قلتَ : قد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : «مَن أحبَّ أن يَتَمَثَّل النّاسُ لَهُ قِياماً فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ» ونُقل أنَّهُ صلى اللَّه عليه وآله كان يكره أن يُقام له ، فكانوا إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك ، فإذا فارقهم قاموا حتّى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه . قلتُ : تَمثّلُ الرِّجال قياماً هو ما يصنعه الجبابرة من إلزامهم الناسَ بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم ، لا هذا القيام المخصوص القصير زمانُه . سلَّمْنا لكنْ يُحمل على من أراد ذلك تجبّراً وعلوّاً علَى الناس فيؤاخَذ من لا يقوم له بالعقوبة ، أمّا من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة به فلا حرجَ عليه ؛ لأنّ دفع الضرر عن النفس واجب . وأمّا كراهيته صلى اللَّه عليه وآله فتواضعٌ للَّه وتخفيف على أصحابه ، وكذا نقول : ينبغي للمؤمن أن لا يحبّ ذلك ، وأن يؤاخذ نفسه بمحبّة تركه إذا مالت إليه ، لأنّ الصحابة كانوا يقومون - كما في الحديث - ويَبعُدُ عدم علمه صلى اللَّه عليه وآله بهم ، مع أنّ فعلهم يدلّ على تسويغ ذلك .۱
1.القواعد والفوائد : ۲ / ۱۵۹ - ۱۶۲ .