449
ميزان الحکمه المجلد الخامس

وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ كانَ لِغَيرِهِ أعرَفَ ، ومَن جَهِلَ نَفسَهُ كانَ بِغَيرِهِ أجهَلَ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ فقَدِ انتَهى‏ إلى‏ غايةِ كلِّ مَعرِفَةٍ وعِلمٍ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن لَم يَعرِفْ نَفسَهُ بَعُدَ عَن سَبيلِ النَّجاةِ ، وخَبَطَ في الضَّلالِ والجَهالاتِ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَعرِفَةُ النَّفسِ أنفَعُ المَعارِفِ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : نالَ الفَوزَ الأكبَرَ مَن ظَفِرَ بِمَعرِفَةِ النَّفسِ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : لا تَجهَل نَفسَكَ ؛ فإنَّ الجاهِلَ مَعرِفَةَ نَفسِهِ جاهِلٌ بِكُلِّ شَي‏ءٍ .
وفي «تُحَفِ العُقول» عَنِ الصادقِ عليه السلام في حديث : مَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعرِفُ اللَّهَ بِتَوَهُّمِ القُلوبِ فهُوَ مُشرِكٌ ، ومَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعرِفُ اللَّهَ بِالاسمِ دونَ المَعنى‏ فقَد أقَرَّ بِالطَّعنِ ؛ لِأنَّ الاسمَ مُحدَثٌ ، ومَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعبُدُ الاسمَ والمَعنى‏ فقَد جَعَلَ مَعَ اللَّهَ شَريكاً ، ومَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعبُدُ بِالصِّفَةِ لا بِالإدراكِ فقَد أحالَ عَلى‏ غائبٍ ، ومَن زَعَمَ أ نَّهُ يُضيفُ المَوصوفَ إلَى الصِّفَةِ فقَد صَغَّرَ بِالكَبيرِ ، وما قَدَروا اللَّهَ حَقَّ قَدرِه .
قيلَ لَهُ : فكَيفَ سَبيلُ التَّوحيدِ ؟ قالَ : بابُ البحَثِ مُمكِنٌ وطَلَبُ المَخرَجِ مَوجودٌ ؛ إنَّ مَعرِفَةَ عَينِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ، ومَعرِفَةَ صِفَةِ الغائبِ قَبلَ عَينهِ .
قيلَ : وكَيفَ يُعرَفُ عَينُ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ ؟ قالَ : تَعرِفُه وتَعلَمُ عِلمَهُ ، وتَعرِفُ نَفسَكَ بِهِ ، ولا تَعرِفُ نَفسَكَ مِن نَفسِكَ ، وتَعلَمُ أنَّ ما فيهِ لَهُ وبِه كَما قالوا لِيوسُفَ : (أ إنَّكَ لَأنتَ يوسُفُ قالَ أنا يوسُفُ وهذا أخي)۱ فَعَرَفوهُ بِهِ ولَم يَعرِفوهُ بِغَيرِهِ ، ولا أثبَتُوهُ مِن أنفُسِهِم بِتَوَهُّمِ القُلوبِ ... الحديث .
أقول: قد أوضحنا في ذيل قوله عليه السلام: المَعرِفَةُ بِالنَّفسِ أنفَعُ المَعرِفَتَينِ - الرواية الثانية من الباب - أنّ الإنسان إذا اشتغل بآية نفسه وخلا بها عن

1.يوسف : ۹۰ .


ميزان الحکمه المجلد الخامس
448

وفي «الدُّرر والغُرر» عن عليّ عليه السلام قال : العارِفُ مَن عَرَفَ نَفسَهُ فأعتَقَها ونَزَّهَها عَن كُلِّ ما يُبعِدُها.
أقول : أي أعتقها عن أسارة الهوى‏ ورِقّية الشهوات .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : أعظَمُ الجَهلِ جَهلُ الإنسانِ أمرَ نَفَسهِ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : أعظَمُ الحِكمةِ مَعرِفَةُ الإنسانِ نَفسَهُ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : أكثَرُ النّاسِ مَعرِفَةً لِنَفسِه أخوَفُهُم لِرَبِّه .
أقول : وذلك لكونه أعلمهم بربّه وأعرفهم به ، وقد قال اللَّه سبحانه : (إنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِه العُلَماءُ) .۱
وفيه عنه عليه السلام قالَ : أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ المَرءِ بِنَفسِهِ ، فمَن عَرَفَ نَفسَهُ عَقَلَ ، ومَن جَهِلَها ضَلَّ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : عَجِبتُ لِمَن يَنشُدُ ضالَّتَهُ وقَد أضَلَّ نَفسَهُ فلا يَطلُبُها !
وفيه عنه عليه السلام قالَ : عَجِبتُ لِمَن يَجهَلُ نَفسَهُ كَيفَ يَعرِفُ رَبَّهُ ؟ !
وفيه عنه عليه السلام قالَ : غايَةُ المَعرِفَةِ أن يَعرِفَ المَرءُ نَفسَهُ .
أقول : وقد تقدّم وجه كونها غايةَ المعرفة ؛ فإنّها المعرفة حقيقة .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : كَيفَ يَعرِفُ غَيرَهُ مَن يَجهَلُ نَفسَهُ ؟ !
وفيه عنه عليه السلام قالَ : كَفى‏ بِالمَرءِ مَعرِفَةً أن يَعرِفَ نَفسَهُ ، وكَفى‏ بِالمَرءِ جَهلاً أن يَجهَلَ نَفسَهُ .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ تَجَرَّدَ .
أقول : أي تجرّد عن علائق الدنيا ، أوتجرّد عن الناس بالاعتزال عنهم ، أو تجرّد عن كلّ شي‏ء بالإخلاص للَّه .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ جاهَدَها ، ومَن جَهِلَ نَفسَهُ أهمَلَها .
وفيه عنه عليه السلام قالَ : مَن عَرَفَ نَفسَهُ جَلَّ أمرُهُ .

1.فاطر : ۲۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الخامس
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 223538
الصفحه من 562
طباعه  ارسل الي