461
ميزان الحکمه المجلد الخامس

الدرّاك أمر ولا سبب ، هو المتفرّد بخلق الأرواح والأجسام ، فإذا نفى‏ عنه الشّبهَينِ - شبه الأبدان وشبه الأرواح - فقد عَرفَ اللَّهَ باللَّه ، وإذا شبّهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف اللَّه باللَّه .۱
وقال الصدوق رضوان اللَّه عليه بعد ذكر أحاديث باب «أ نّه عَزَّوجلَّ لايُعرَفُ إلّا به» : القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال : عَرَفنا اللَّهَ باللَّه ؛ لأنّا إن عَرَفناه بعقولنا فهو عَزَّوجلَّ واهبها ، وإن عرفناه عَزَّوجلَّ بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام فهو عَزَّوجلَّ باعثهم ومُرسلهم ومُتّخذهم حُجَجاً ، وإن عَرَفناه بأنفسنا فهو عَزَّوجلَّ مُحدِثها، فبه عرفناه .۲

۱۲۴۱۹.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لمّا سُئِلَ : بِمَ عَرَفتَ رَبَّكَ ؟ -: بِما عَرَّفَني نَفسَهُ . قيلَ : وكَيفَ عَرَّفَكَ نَفسَهُ ؟
قالَ : لا يُشبِهُهُ صُورَةٌ ، ولا يُحَسُّ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ .۳

۱۲۴۲۰.الإقبال : الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام - في الدّعاءِ - : بِكَ عَرَفتُكَ و أنتَ دَلَلتَني عَلَيكَ و دَعَوتَني إلَيكَ ، و لَولا أنتَ لَم أدرِ ما أنتَ .۴
وفي خبرٍ عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : ألا إنَّهُ قَدِ احتَجَّ عَلَيكُم بِما قَد عَرَّفَكُم مِن نَفسِهِ .۵

۱۲۴۲۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : مَن زَعَمَ أ نَّهُ يَعرِفُ اللَّهَ بِحِجابٍ أو بِصُورَةٍ أو بِمِثالٍ فهُوَ مُشرِكٌ ؛ لِأنَّ الحِجابَ والمِثالَ والصُّورَةَ غَيرُهُ ، وإنَّما هُوَ واحِدٌ مُوَحَّدٌ ، فكَيفَ يُوَحِّدُ مَن زَعَمَ أ نَّهُ عَرَفَهُ بِغَيرِهِ ؟ ! إنَّما عَرَفَ اللَّهَ مَن عَرَفَهُ بِاللَّهِ ، فَمَن لَم يَعرِفْهُ بِهِ فلَيسَ يَعرِفُهُ ، إنَّما يَعرِفُ غَيرَهُ ... لا يُدرِكُ مَخلوقٌ شَيئاً إلّا بِاللَّهِ ، ولا تُدرَكُ مَعرِفةُ اللَّهِ إلّا بِاللَّهِ .۶

1.نقل الصدوق هذا الكلام في كتاب التوحيد في الصفحة ۲۸۸ بإسناده إلى الكلينيّ بتفاوت ، فراجع .

2.التوحيد : ۲۹۰/۱۰ .

3.الكافي : ۱/۸۵/۲ .

4.الإقبال : ۱/۱۵۷ .

5.الكافي : ۱/۸۶/۳ .

6.التوحيد : ۱۴۳/۷ .


ميزان الحکمه المجلد الخامس
460

قالَ : وما حَقُّ مَعرِفَتِهِ ؟
قالَ : أن تَعرِفَهُ بِلا مِثالٍ ولا شَبيهٍ ، وتَعرِفَهُ إلهاً واحِداً خالِقاً قادِراً ، أوَّلاً وآخِراً ، ظاهِراً وباطِناً ، لا كُفوَ لَهُ ، ولا مِثلَ لَهُ ، وذلكَ مَعرِفةُ اللَّهِ حَقَّ مَعرِفتِهِ .۱

۱۲۴۱۵.الإمامُ زينَ العابدينُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ التَّوحيدِ -: إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ عَلِمَ أ نَّهُ يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ أقوامٌ مُتَعَمِّقونَ فأنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) والآياتِ مِن سُورَةِ الحَديدِ إلى‏ قَولِهِ: (وهُوَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ) ، فَمَن رامَ ما وَراءَ هُنالِكَ هَلَكَ .۲

۱۲۴۱۶.بحار الأنوار : الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - لَمّا سَألَهُ مُعاوِيةُ بنُ وَهَبٍ عَنِ الخَبرِ الّذي رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله رَأى‏ رَبَّهُ عَلى‏ أيِّ صورَةٍ رَآهُ ؟ وأنَّ المُؤمِنينَ يَرَونَ رَبَّهُم في الجَنَّةِ عَلى‏ أيِّ صورَةٍ يَرَونَهُ ؟ فتَبَسَّمَ وأجابَ - : يا مُعاوِيةُ ، ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ يأتي عَلَيهِ سَبعونَ سَنَةً ، أو ثَمانونَ سَنَةً يَعيشُ في مُلكِ اللَّهِ ويَأكُلُ مِن نِعَمِهِ ثُمّ لا يَعرِفُ اللَّهَ حَقَّ مَعرِفتِهِ !۳

2573 - مَعرِفَةُ اللَّهِ بِاللَّهِ

۱۲۴۱۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لمّا سَألَهُ الجاثَليقُ : أخبِرْني عَرَفتَ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ ، أم عَرَفتَ مُحَمَّداً بِاللَّهِ عَزَّوجلَّ ؟ -: ما عَرَفتُ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، ولكِن عَرَفتُ مُحَمَّداً بِاللَّهِ عَزَّوجلَّ حينَ خَلَقَهُ وأحدَثَ فيهِ الحُدودَ مِن طُولٍ وعَرضٍ ، فعَرَفتُ أ نَّهُ مُدَبَّرٌ مَصنوعٌ بِاستِدلالٍ وإلهامٍ مِنهُ وإرادَةٍ ، كَما ألهَمَ المَلائكَةَ طاعَتَهُ وعَرَّفَهُم نَفسَهُ بِلا شَبَهٍ ولا كَيفٍ .۴

۱۲۴۱۸.عنه عليه السلام : اِعرِفوا اللَّهَ بِاللَّهِ ، والرَّسولَ بِالرِّسالَةِ ، واُولي الأمرِ بِالأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ .۵

قال الكُلينيُّ بعد نقل الحديث: ومعنى‏قوله عليه السلام: «اعرِفوا اللَّهَ باللَّهِ» يعني أنّ اللَّه خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان، فالأعيان: الأبدان ، والجواهر : الأرواح ، وهو جلّ وعزّ لا يُشبه جسماً ولا روحاً ، وليس لأحد في خلق الروح الحسّاس

1.جامع الأخبار : ۳۶/۱۷ .

2.التوحيد : ۲۸۳/۲ .

3.بحار الأنوار : ۴/۵۴/۳۴ .

4.التوحيد : ۲۸۷/۴ .

5.الكافي : ۱/۸۵/۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الخامس
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 221900
الصفحه من 562
طباعه  ارسل الي