قالَ : وما حَقُّ مَعرِفَتِهِ ؟
قالَ : أن تَعرِفَهُ بِلا مِثالٍ ولا شَبيهٍ ، وتَعرِفَهُ إلهاً واحِداً خالِقاً قادِراً ، أوَّلاً وآخِراً ، ظاهِراً وباطِناً ، لا كُفوَ لَهُ ، ولا مِثلَ لَهُ ، وذلكَ مَعرِفةُ اللَّهِ حَقَّ مَعرِفتِهِ .۱
۱۲۴۱۵.الإمامُ زينَ العابدينُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَنِ التَّوحيدِ -: إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ عَلِمَ أ نَّهُ يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ أقوامٌ مُتَعَمِّقونَ فأنزَلَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) والآياتِ مِن سُورَةِ الحَديدِ إلى قَولِهِ: (وهُوَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ) ، فَمَن رامَ ما وَراءَ هُنالِكَ هَلَكَ .۲
۱۲۴۱۶.بحار الأنوار : الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - لَمّا سَألَهُ مُعاوِيةُ بنُ وَهَبٍ عَنِ الخَبرِ الّذي رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله رَأى رَبَّهُ عَلى أيِّ صورَةٍ رَآهُ ؟ وأنَّ المُؤمِنينَ يَرَونَ رَبَّهُم في الجَنَّةِ عَلى أيِّ صورَةٍ يَرَونَهُ ؟ فتَبَسَّمَ وأجابَ - : يا مُعاوِيةُ ، ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ يأتي عَلَيهِ سَبعونَ سَنَةً ، أو ثَمانونَ سَنَةً يَعيشُ في مُلكِ اللَّهِ ويَأكُلُ مِن نِعَمِهِ ثُمّ لا يَعرِفُ اللَّهَ حَقَّ مَعرِفتِهِ !۳
2573 - مَعرِفَةُ اللَّهِ بِاللَّهِ
۱۲۴۱۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لمّا سَألَهُ الجاثَليقُ : أخبِرْني عَرَفتَ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ ، أم عَرَفتَ مُحَمَّداً بِاللَّهِ عَزَّوجلَّ ؟ -: ما عَرَفتُ اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، ولكِن عَرَفتُ مُحَمَّداً بِاللَّهِ عَزَّوجلَّ حينَ خَلَقَهُ وأحدَثَ فيهِ الحُدودَ مِن طُولٍ وعَرضٍ ، فعَرَفتُ أ نَّهُ مُدَبَّرٌ مَصنوعٌ بِاستِدلالٍ وإلهامٍ مِنهُ وإرادَةٍ ، كَما ألهَمَ المَلائكَةَ طاعَتَهُ وعَرَّفَهُم نَفسَهُ بِلا شَبَهٍ ولا كَيفٍ .۴
۱۲۴۱۸.عنه عليه السلام : اِعرِفوا اللَّهَ بِاللَّهِ ، والرَّسولَ بِالرِّسالَةِ ، واُولي الأمرِ بِالأمرِ بِالمَعروفِ والعَدلِ والإحسانِ .۵
قال الكُلينيُّ بعد نقل الحديث: ومعنىقوله عليه السلام: «اعرِفوا اللَّهَ باللَّهِ» يعني أنّ اللَّه خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان، فالأعيان: الأبدان ، والجواهر : الأرواح ، وهو جلّ وعزّ لا يُشبه جسماً ولا روحاً ، وليس لأحد في خلق الروح الحسّاس