511
ميزان الحکمه المجلد الخامس

(المُشتَبِهونَ) بِهِ والجاحِدونَ لَهُ عُلُوّاً كَبيراً .۱

۱۲۷۰۸.عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الّذي مَنَعَ الأوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ ؛ لامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ والتَّشاكُلِ ، بَل هُوَ الّذي لا يَتَفاوَتُ في ذاتِهِ ، ولا يَتَبَعَّضُ بِتَجزِئَةِ العَدَدِ في كمالِهِ ، فارَقَ الأشياءَ لا على اختِلافِ الأماكِنِ ، ويَكونُ فيها لا عَلى‏ وَجهِ المُمازَجَةِ ، وعَلِمَها لا بِأداةٍ لا يَكونُ العِلمُ إلّا بِها ، ولَيسَ بَينَهُ وبَينَ مَعلومِهِ عِلمٌ غَيرُهُ بِهِ كانَ عالِماً بِمَعلومِهِ ، إن قيلَ : كانَ ، فعَلى‏ تَأويلِ أزَلِيَّةِ الوُجودِ ، وإن قيلَ : لَم يَزَلْ فَعَلى‏ تَأويلِ نَفيِ العَدَمِ ۲ .۳

۱۲۷۰۹.عنه عليه السلام : ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ ، ولا حَقيقَتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ، ولا إيّاهُ عَنى‏ مَن شَبَّهَهُ، ولا صَمَدَهُ مَن أشارَ إلَيهِ وتَوَهَّمَهُ ، كُلُّ مَعروفٍ بِنَفسِهِ مَصنوعٌ، وكُلُّ قائمٍ في سِواهُ مَعلولٌ، فاعِلٌ لا بِاضطِرابِ آلَةٍ، مُقَدِّرٌ لا بِجَولِ فِكرَةٍ ، غَنِيٌّ لا بِاستِفادَةٍ ، لا تَصحَبُهُ الأوقاتُ ولا تَرفِدُهُ الأدَواتُ ...
الّذي لا يَحولُ ولا يَزولُ ، ولا يَجوزُ عَلَيهِ الاُفولُ ... لا تَنالُهُ الأوهامُ فتُقَدِّرَهُ ، ولا تَتَوَهَّمُهُ الفِطَنُ فتُصَوِّرَهُ ، ولا تُدرِكُهُ الحَواسُّ فتُحِسَّهُ ، ولاتَلمِسُهُ الأيدي فتَمَسَّهُ ، ولا يَتَغَيَّرُ بِحالٍ ، ولا يَتَبَدَّلُ في الأحوالِ ، ولا تُبليهِ اللَّيالي والأيّامُ ، ولا يُغَيِّرُهُ الضِّياءُ والظَّلامُ ، ولا يُوصَفُ بِشَي‏ءٍ مِنَ الأجزاءِ ، ولا بِالجَوارِحِ والأعضاءِ ، ولا بِعَرَضٍ مِنَ الأعراضِ ، ولا بِالغَيرِيَّةِ والأبعاضِ ... ويُريدُ ولا يُضمِرُ ، يُحِبُّ ويَرضى‏ مِن غَيرِ رِقَّةٍ ، ويُبغِضُ ويَغضَبُ مِن غَيرِ مَشَقَّةٍ .۴

۱۲۷۱۰.عنه عليه السلام: قَريبٌ مِنَ الأشياءِ غَيرُ مُلابِسٍ، بَعيدٌ مِنها غَيرُ مُباينٍ ، مُتَكَلِّمٌ لا بِرَوِيَّةٍ ، مُريدٌ لا بِهمَّةٍ ، صانِعٌ لا بِجارِحَةٍ ، لَطيفٌ لا يُوصَفُ بِالخَفاءِ ، كَبيرٌ لا يُوصَفُ بِالجَفاءِ ، بَصيرٌ لا يُوصَفُ

1.نهج‏البلاغة : الخطبة ۴۹ .

2.الكافي : ۸/۱۸/ ۴ ، انظر تمام الحديث.

3.انظر) بحار الأنوار : ۷۷ / ۳۸۱ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .


ميزان الحکمه المجلد الخامس
510

۱۲۷۰۵.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : المَشيئَةُ والإرادَةُ مِن صِفاتِ الأفعالِ، فمَن زَعَمَ أنَّ اللَّهَ تَعالى‏ لَم يَزَلْ مُريداً شائياً فلَيسَ بِمُوَحِّدٍ .۱

(انظر) التوحيد : 139 باب 11 .
الكافي : 1 / 107 ، 111 .
الميزان في تفسير القرآن : 17 / 240 كلام في معنى الرِّضا والسخط من اللَّه .

2624 - جَوامِعُ الصِّفاتِ‏

۱۲۷۰۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : أوَّلُ الدِّينِ مَعرِفَتُهُ ، وكمالُ مَعرِفَتِهِ التَّصديقُ بِهِ ، وكمالُ التَّصديقِ بِهِ تَوحيدُهُ ، وكَمالُ تَوحيدِهِ الإخلاصُ لَهُ ، وكمالُ الإخلاصِ لَهُ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ ؛ لِشَهادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أ نَّها غَيرُ المَوصوفِ ، وشَهادَةِ كُلِّ مَوصوفٍ أ نَّهُ غَيرُ الصِّفَةِ ، فمَن وَصَفَ اللَّهَ سُبحانَهُ فقَد قَرَنَهُ ، ومَن قَرَنَهُ فقَد ثَنّاهُ ، ومَن ثنّاهُ فَقَد جَزَّأهُ ، ومَن جَزَّأهُ فقَد جَهِلَهُ ، (ومَن جَهِلَهُ فقَد أشارَ إلَيهِ)۲ ، ومَن أشارَ إلَيهِ فقَد حَدَّهُ ، ومَن حَدَّهُ فقَد عَدَّهُ ، ومَن قالَ : «فيمَ ؟» فقَد ضَمَّنَهُ ، ومَن قالَ : «عَلامَ ؟» فقَد أخلى‏ مِنهُ ، كائنٌ لا عَن حَدَثٍ ، مَوجودٌ لا عَن عَدَمٍ ، مَعَ كُلِّ شَي‏ءٍ لا بِمُقارَنَةٍ ، وغَيرُ كُلِّ شَي‏ءٍ لا بِمُزايَلَةٍ ، فاعِلٌ لا بِمَعنَى الحَرَكاتِ والآلَةِ ، بَصيرٌ إذ لا مَنظورَ إلَيهِ مِن خَلقِهِ ، مُتَوحِّدٌ إذ لا سَكَنَ يَستَأنِسُ بِهِ ولا يَستَوحِشُ لِفَقدِهِ .۳

۱۲۷۰۷.عنه عليه السلام : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الّذي بَطَنَ خَفِيّاتِ الاُمورِ ، ودَلَّتْ (ذَلَّت) عَلَيهِ أعلامُ الظُّهورِ ، وامتَنَعَ عَلى‏ عَينِ البَصيرِ ، فَلا عَينُ مَن لَم يَرَهُ تُنكِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثبَتَهُ يُبصِرُهُ ، سَبَقَ في العُلُوِّ فلا شَي‏ءَ أعلى‏ مِنهُ ، وقَرُبَ في الدُّنُوِّ فلا شَي‏ءَ أقرَبُ مِنهُ ، فلا استِعلاؤهُ باعَدَهُ عَن شَي‏ءٍ مِن خَلقِهِ ، ولا قُربُهُ ساواهُم في‏المَكانِ بِهِ ، لَم يُطلِعِ العُقولَ عَلى‏ تَحديدِ صِفَتِهِ ، ولَم يَحجُبْها عَن واجِبِ مَعرِفَتِهِ ، فَهُوَ الّذي تَشهَدُ لَهُ أعلامُ الوُجودِ عَلى‏ إقرارِ قَلبِ ذي الجُحودِ ، تَعالَى اللَّهُ عَمّا يَقولُهُ المُشَبِّهونَ

1.التوحيد : ۳۳۸/۵ .

2.هذه الجملة ليست في غير واحد من النسخ المخطوطة العتيقة ولا في شرحَي ابن ميثم وابن أبي الحديد ، والظاهر أ نّها زيادة من النسّاخ . (كما في هامش بحار الأنوار : ۷۷/۳۰۰) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الخامس
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 194012
الصفحه من 562
طباعه  ارسل الي