175
ميزان الحکمه المجلد السابع

3207 - التَّفويضُ‏

الكتاب :

(فَسَتَذْكُرُونَ ما أقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أمْرِي إلَى اللَّهِ‏۱ إنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) .۲

الحديث :

۱۶۴۰۶.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : عَجِبتُ لِمَن فَزِعَ مِن أربَعٍ كيفَ لا يَفزَعُ إلى‏ أربَعٍ ؟ ! عَجِبتُ لِمَن خاف كيفَ لا يَفزَعُ إلى‏ قولِهِ عَزَّوجلَّ : (حَسْبُنا اللَّهُ ونِعمَ الوَكيلُ)۳ ؟ ! فإنّي سَمِعتُ اللَّهَ جلَّ جلالُهُ يقولُ بِعَقِبِها : (فانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفَضلٍ لَم يَمسَسْهُم سُوءٌ)۴.
وعَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ كيفَ لا يَفزَعُ إلى‏ قولِهِ عَزَّوجلَّ : (لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)۵ ؟ ! فإنّي سَمِعتُ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يقولُ بِعَقِبِها : (فاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلكَ نُنْجِي المُؤْمِنينَ)۶.
وعَجِبتُ لمَن مُكِرَ بهِ كيفَ لا يَفزَعُ إلى‏ قولِهِ : (وَأُفَوِّضُ أمرِي إلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ بَصيرٌ بالعِبادِ) ؟ ! فإنّي سَمِعتُ اللَّهَ جلَّ وتَقَدَّسَ يقولُ بِعَقِبِها : (فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا)۷
وعَجِبتُ لِمَن أرادَ الدنيا وزينَتَها كيفَ لا يَفزَعُ إلى‏ قولِهِ تباركَ وتعالى‏ : (ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ)۸ ؟ ! فإنّي سَمِعتُ اللَّهَ عزَّ اسمُهُ يقولُ بعَقِبِها : (إنْ تَرَنِ أنا أقلَّ مِنكَ مالاً وَوَلَداً * فعَسَى‏ رَبِّي أنْ يُؤْتِيَنِ خَيراً مِن جَنَّتِكَ)۹ وعسى‏ مُوجِبَةٌ.۱۰

۱۶۴۰۷.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : الإيمانُ أربَعةُ أركانٍ : التَّوكُّلُ علَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، والرِّضا

1.قوله : (واُفَوِّضُ أمرِي إلَى اللَّهِ) التفويض على‏ ما فسَّره الراغب هو الرَّدُّ ، فتفويض الأمر إلَى اللَّه ردُّه إليه ، فيقرب من معنَى التوكُّل والتسليم . والاعتبار مختلف : فالتفويض من العبد ردُّه ما نسب إليه من الأمر إلَى اللَّه سبحانه ، وحالُ العبد حينئذ حال من هو أعزل لا أمر راجعاً إليه . والتوكلُّ من العبد جَعلُه ربَّه وكيلاً يتصرَّف فيما له من الأمر ، والتسليم من العبد مطاوعته المحضة لما يريده اللَّه سبحانه فيه ومنه من غير نظر إلَى انتساب أمر إليه ، فهي مقامات ثلاث من مقامات العبوديّة : التوكُّل ثمّ التفويض - وهو أدقُّ من التوكُّل - ثمَّ التسليم وهو أدقُّ منهما . (الميزان في تفسير القرآن: ۱۷/۳۳۴).

2.غافر : ۴۴ .

3.آل عمران : ۱۷۳ .

4.آل عمران : ۱۷۴ .

5.الأنبياء : ۸۷ .

6.الأنبياء : ۸۸ .

7.غافر : ۴۵ .

8.الكهف : ۳۹ .

9.الكهف : ۴۰ .

10.الخصال : ۲۱۸/۴۳ .


ميزان الحکمه المجلد السابع
174
  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 239863
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي