197
ميزان الحکمه المجلد السابع

وطول الضلع الذي فيه الميزاب والذي قبالته عشرة أمتار وعشرة سانتيمترات ، وطول الضلع الذي فيه الباب والذي قبالته اثنا عشر متراً ، والباب علَى ارتفاع مترين من الأرض ، وفي الركن الذي على‏ يسار الباب للداخل الحَجَر الأسوَد علَى ارتفاع متر ونصف من أرض المَطاف . والحَجَر الأسود حجر ثقيل بيضيّ الشكل غير منتظم ، لونه أسود ضارب إلى الحمرة ، وفيه نقط حمراء ، وتعاريج صفراء ، وهي أثر لحام القطع التي كانت تكسّرت منه ، قطره نحو ثلاثين سانتيمتراً .
وتسمّى‏ زوايا الكعبة من قديم أيّامها بالأركان ، فيسمّى الشماليّ بالركن العِراقيّ ، والغربيّ بالشاميّ ، والجَنوبيّ باليمانيّ ، والشرقيّ الذي فيه الحَجر الأسوَد بالأسود ، وتسمّى المسافة التي بين الباب وركن الحجر بالمُلتَزم ؛ لالتزام الطائف إيّاه في دعائه واستغاثته . وأمّا الميزاب على الحائط الشماليّ ويسمّى ميزاب الرحمة ، فممّا أحدثه الحجّاج بن يوسف ، ثُمّ غيّره السلطان سليمان سنة 954 إلى‏ ميزاب من الفضّة ، ثمّ أبدله السلطان أحمد سنة 1021 بآخر من فضّة منقوشة بالميناء الزرقاء يتخلّلها نقوش ذهبيّة ، ثمّ أرسل السلطان عبد المجيد من آل عثمان سنة 1273 ميزاباً من الذهب فنُصِب مكانه ، وهو الموجود الآن .
وقبالة الميزاب حائط قوسيّ يسمّى‏ بالحطيم ، وهو قوس من البناء طرَفاه إلى‏ زاويتَي البيت الشماليّة والغربيّة ، ويبعدان عنهما مقدار مترَين وثلاثة سانتيمترات ، ويبلغ ارتفاعه متراً ، وسُمكه متراً ونصف متر ، وهو مبطّن بالرُّخام المنقوش . والمسافة بين منتصف هذا القوس من داخله إلى منتصف ضلع الكعبة ثمانية أمتار وأربعة وأربعون سانتيمتراً .
والفضاء الواقع بين الحطيم وبين حائط البيت هو المسمّى‏ بحِجْر إسماعيل ، وقد كان يدخل منه ثلاثة أمتار تقريباً في الكعبة في بناء


ميزان الحکمه المجلد السابع
196

يهدم الكعبة ويعيد بناءها ، فأتى لها بالجصّ النّقيّ مِن اليمن ، وبناها به ، وأدخل الحِجر في البيت ، وألصق الباب بالأرض ، وجعل قبالته باباً آخر ليدخل الناس من باب ويخرجوا من آخر ، وجعل ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعاً . ولمّا فرغ من بنائها ضمخها بالمسك والعبير داخلاً وخارجاً ، وكساها بالديباج ، وكان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية .
ثمّ لمّا تولّى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجّاجَ بن يوسف قائده فحارب ابنَ الزبير حتّى‏ غلبه فقتله ، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة ، فأمره بإرجاعِها إلى‏ شكلها الأوّل ، فهدم الحجّاج من جانبها الشماليّ ستة أذرع وشبراً ، وبنى‏ ذلك الجدارَ على‏ أساس قريش ، ورفع البابَ الشرقيّ وسدّ الغربيّ ثمّ كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها .
ولمّا تولّى السلطان سليمان العثمانيّ المُلكَ سنة ستّين وتسعمائة غيّر سقفها .
ولمّا تولّى السلطان أحمد العثمانيّ سنة إحدى‏ وعشرين بعد الألف أحدث فيها ترميماً ، ولمّا حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد الألف هدم بعض حوائطها الشماليّة والشرقيّة والغربيّة ، فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل عثمان بترميمها. ولم يَزَل على‏ ذلك حتَّى اليوم ، وهو سنة ألف وثلاثمائة وخمس وسبعين هجريّة قمريّة وسنة ألف وثلاثمائة وثمانية وثلاثين هجريّة شمسيّة .

شكل الكعبة :

شكل الكعبة مربّع تقريباً ، وهي مبنيّة بالحجارة الزرقاء الصُّلبة ، ويبلغ ارتفاعها ستة عشر متراً ، وقد كانت في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أخفضَ منه بكثير على‏ ما يستفاد من حديث رفع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عليّاً عليه السلام على‏ عاتقه يوم الفتح لأخذ الأصنام التي كانت علَى الكعبة وكسرها.

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 237189
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي