311
ميزان الحکمه المجلد السابع

الأنفالِ : (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أمْراً كانَ مَفْعولاً)۱ أي يَفعلَ ما كانَ في عِلمِهِ السابِق ، ومِثلُ هذا في القرآنِ كثيرٌ .
أمّا قَضاءُ الإيجابِ للعَذابِ كقولِهِ تعالى‏ في سورةِ إبراهيمَ عليه السلام : (وَقالَ الشَّيطانُ لمّا قُضِيَ الأمْرُ)۲ أي لَمّا وَجَبَ العَذابُ ، ومِثلُهُ في سُورَةِ يُوسُفَ عليه السلام : (قُضِيَ الأَمرُ الّذي فيهِ تَسْتَفْتِيانِ)۳ معناهُ : أي وَجَبَ الأمرُ الذي عَنهُ تَساءلانِ .
أمّا قَضاءُ الكِتابِ والحَتمِ فقولُهُ تعالى‏ في قِصَّةِ مَريمَ : (وكانَ أمراً مَقْضِيّاً)۴ أي مَعلوماً .
وأمّا قَضاءُ الإتمامِ فقولُهُ تعالى‏ في سُورَةِ القَصَصِ : (فلَمّا قَضى‏ مُوسَى الأَجَلَ)۵ أي فلمّا أتَمَّ شَرطَهُ الذي شارَطَهُ علَيهِ ، وكَقولِ موسى‏ عليه السلام: (أيّما الأَجَلَينِ قَضَيتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ)۶مَعناهُ إذا أتمَمتُ .
وأمّا قَضاءُ الحُكمِ فقولُهُ تعالى‏: (وَقُضِيَ بَينَهُم بالحَقِّ وقيلَ الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمينَ)۷ أي حُكِمَ بينَهُم ، وقولُهُ تعالى‏ : (واللَّهُ يَقْضي بالحَقِّ والّذينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بشَي‏ءٍ إنَّ اللَّهَ هُو السَّميعُ البَصيرُ)۸وقولُهُ سبحانَهُ : (واللَّهُ يَقْضِي بالحَقِّ وهُوَ خَيرُ الفاصِلِينَ)۹ وقولُهُ تعالى‏ في سُورَةِ يُونسَ : (وقُضِيَ بَينَهُم بالقِسْطِ)۱۰.
وأمّا قَضاءُ الخَلقِ فقولُهُ سبحانَهُ : (فَقَضاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ في يَوْمَينِ)۱۱ أي خَلَقَهُنَّ .
وأمّا قَضاءُ إنزالِ المَوتِ فَكَقَولِ أهلِ النارِ في سُورَةِ الزُّخرُفِ : (ونادَوا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَينا رَبُّكَ قالَ إنّكُم ماكِثونَ)۱۲ أي لِيُنزِلْ علَينا المَوتَ،

1.الأنفال : ۴۲ .

2.إبراهيم : ۲۲ .

3.يوسف : ۴۱ .

4.مريم : ۲۱ .

5.القصص : ۲۹ .

6.القصص : ۲۸ .

7.الزمر : ۷۵ .

8.غافر : ۲۰ .

9.الأنعام : ۵۷ ، والآية في المصحف الكريم هكذا : «إنِ الحُكمُ إلّا للَّه يَقصّ الحقّ وهو خَيرُ الفاصلين» لكنّه أيضاً من القراءات المشهورة ، قال الطبرسيّ في المجمع : قرأ أهل الحجاز وعاصم «يقصّ الحقّ» والباقون «يقضي الحقّ» ، حجّة من قرأ «يقضي الحقّ» قوله «واللَّه يقضي بالحقّ» [غافر : ۲۰] . وحكي عن أبي عمرو أنّه استدلّ بقوله : «وهو خير الفاصلين» في أنّ الفصل في الحكم ليس في القصص ، وحجّة من قرأ «يقصّ» قوله : «واللَّه يقول الحقّ» . وقالوا : قد جاء الفصل في القول أيضاً في نحو قوله : «إنّه لقول فصل» . (كما في هامش بحار الأنوار).

10.يونس : ۵۴ .

11.فصّلت : ۱۲ .

12.الزخرف : ۷۷ .


ميزان الحکمه المجلد السابع
310

۱۶۸۹۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وجَمَعَ اللَّهُ الخَلائقَ سَألَهُم عمّا عَهِدَ إلَيهِم ولم يَسألْهُم عَمّا قَضى‏ علَيهِم .۱

۱۶۸۹۲.عنه عليه السلام : إنّ القَضاءَ والقَدَرَ خَلقانِ مِن خَلقِ اللَّهِ ، واللَّهُ يَزيدُ في الخَلقِ ما يَشاءُ .۲

۱۶۸۹۳.عنه عليه السلام : إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ شيئاً قَدَّرَهُ ، فإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، فإذا قَضاهُ أمضاهُ .۳

3295 - المُتَشابِهُ فِي القَضاءِ

۱۶۸۹۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لَمّا سَألُوهُ عن المُتَشابِهِ في القَضاءِ -: هو عَشرَةُ أوجُهٍ مُختَلِفَةِ المَعنى‏ : فمِنهُ قَضاءُ فَراغٍ ، وقَضاءُ عَهدٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إعلامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ فِعلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إيجابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ كِتابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إتمامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ حُكمٍ وفَصلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ خَلقٍ ، ومِنهُ قَضاءُ نُزولِ المَوتِ .
أمّا تفسيرُ قَضاءِ الفَراغِ مِن الشَّي‏ءِ فهُو قَولُهُ تعالى‏ : (وإذْ صَرَفْنا إلَيكَ نَفَراً مِن الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرآنَ فلَمّا حَضَرُوهُ قالوا أنْصِتُوا فلَمّا قُضِيَ ولَّوا إلى‏ قَومِهِم)۴ معنى‏ «فلمّا قُضِيَ» أي فلمّا فُرِغَ ، وكقولِهِ : (فإذا قَضَيْتُم مَناسِكَكُم فاذْكُرُوا اللَّهَ) .۵
أمّا قضاءُ العهدِ فقولُهُ تعالى‏ : (وقَضَى‏ رَبُّكَ ألّا تَعْبُدُوا إلّا إيّاهُ)۶ أي عَهِدَ، ومِثلُهُ في سُورَةِ القَصَصِ : (وما كُنتَ بِجانِبِ الغَرْبيِّ إذ قَضَيْنا إلى‏ مَوسَى الأَمرَ)۷ أي عَهِدنا إلَيهِ .
أما قَضاءُ الإعلامِ فهُو قولُهُ تعالى‏ : (وقَضَيْنا إلَيهِ ذلكَ الأَمرَ أنّ دابِرَ هؤلاءِ مَقْطوعٌ مُصبِحِينَ)۸ وقولُهُ سبحانَهُ : (وقَضَيْنا إلى‏ بَني إسْرائيلَ في الكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأَرضِ مَرَّتَيْنِ)۹ أي أعلَمناهم في التَّوراةِ ما هم عامِلُونَ .
أمّا قَضاءُ الفِعلِ فقولُهُ تعالى‏ في سُورَةِ طه : (فَاقْضِ ما أنتَ قاضٍ)۱۰ أي افعَلْ ما أنتَ فاعِلٌ ، ومِنهُ في سُورَةِ

1.الدّرة الباهرة : ۳۳ .

2.التوحيد : ۳۶۴/۱ .

3.بحار الأنوار : ۵/۱۲۱/۶۴ .

4.الأحقاف : ۲۹ .

5.البقرة : ۲۰۰ .

6.الإسراء : ۲۳ .

7.القصص : ۴۴ .

8.الحِجر : ۶۶ .

9.الإسراء : ۴ .

10.طه : ۷۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 214267
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي