425
ميزان الحکمه المجلد السابع

لا تَشوبُها مِن غيرِها شائبَةٌ ، وكُلَّما كانَتِ البَلوى‏ والاختِبارُ أعظَمَ كانَتِ المَثوبَةُ والجَزاءُ أجزَلَ .۱

۱۷۳۸۸.عنه عليه السلام : لكنَّ اللَّهَ يَختَبِرُ عِبادَهُ بأنواعِ الشَّدائدِ ، ويَتَعبَّدُهُم بأنواعِ المَجاهِدِ ، ويَبتَليهِم بِضُروبِ المَكارِهِ ، إخراجاً للتَّكَبُّرِ مِن قُلوبِهِم ، وإسكاناً للتَّذَلُّلِ في نُفوسِهِم، ولِيَجعَلَ ذلكَ أبواباً فُتُحاً إلى‏ فَضلِهِ.۲

۱۷۳۸۹.عنه عليه السلام : . . . حَرَسَ اللَّهُ عِبادَهُ المؤمنينَ بالصَّلَواتِ والزَّكَواتِ ، ومُجاهَدَةِ الصيامِ في الأيّامِ المَفروضاتِ ، تَسكيناً لأطرافِهِم ، وتَخشيعاً لأبصارِهِم ، وتَذليلاً لِنُفوسِهِم ، وتَخفيضاً (تَخضيعاً) لقُلوبِهِم ، وإذهاباً لِلخُيَلاءِ عَنهُم ... انظُرُوا إلى‏ ما في هذهِ الأفعالِ مِن قَمعِ نَواجِمِ الفَخرِ ، وقَدعِ (قَطعِ) طَوالِعِ الكِبرِ !۳

۱۷۳۹۰.عنه عليه السلام : فَرَضَ اللَّهُ الإيمانَ تَطهيراً مِن الشِّركِ ، والصلاةَ تَنزيهاً عنِ الكِبرِ .۴

۱۷۳۹۱.الإمامُ الحسنُ عليه السلام : لا يَنبغي لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللَّهِ أن يَتَعاظَمَ ، فإنّ رِفعَةَ الذينَ يَعلَمونَ عَظَمَةَ اللَّهِ أن يَتَواضَعُوا ، و (عِزَّ) الذينَ يَعرِفُونَ ما جَلالُ اللَّهِ أن يَتَذَلَّلُوا (لَهُ) .۵

كلامُ المجلسيِّ في علاجِ الكِبرِ :

أمّا معالجة الكبر واكتساب التواضع فهو علميّ وعمليّ ، أمّا العلميّ فهو أن يعرف نفسه وربّه ، ويكفيه ذلك في إزالته ، فإنّه مهما عرف نفسه حقّ المعرفة علم أنّه أذلّ من كلّ ذليل ، وأقلّ من كلّ قليل بذاته ، وأنّه لا يليق به إلّا التواضع والذلّة والمهانة . وإذا عرف ربّه علم أنّه لا يليق العظمة والكبرياء إلّا باللَّه ... فهذا هو العلاج العلميّ القاطع لأصل الكبر .
وأمّا العلاج العمليّ فهو التواضع بالفعل للَّه تعالى‏ ولسائر الخلق ، بالمواظبة على‏ أخلاق المتواضعين ، وما وصل إليه من أحوال الصالحين ،

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

4.نهج البلاغة : الحكمة ۲۵۲ .

5.بحار الأنوار : ۷۸/۱۰۴/۳ .


ميزان الحکمه المجلد السابع
424

الكِبر خُلق باطن ، وأمّا ما يظهر من الأخلاق والأفعال فهي ثمرتها ونتيجتها ، وينبغي أن تسمّى‏ تكبّراً ، ويخصّ اسم الكِبر بالمعنَى الباطن الذي هو استعظام النفس ، ورؤية قدرها فوق قدر الغير .
وهذا الباطن له موجب واحد وهو العُجب الذي يتعلّق بالمتكبّر كما سيأتي معناه ، فإنّه إذا اُعجِب بنفسه وبعلمه وعمله أو بشي‏ءٍ من أسبابه استعظم نفسه وتكبّر .
وأمّا الكِبر الظاهر فأسبابُهُ ثلاثة : سبب في المُتكبِّر ، وسبب في المُتكبَّر عليه ، وسبب يتعلّق بغيرهما . أمّا السبب الذي في المُتكبِّر فهو العُجب ، والذي يتعلّق بالمُتكبَّر عليه هو الحِقد والحسد، والذي يتعلّق بغيرهما هو الرِّياء.
فتصير الأسباب بهذا الاعتبار أربعة : العُجب ، والحِقد ، والحَسَد ، والرِّياء .۱

(انظر) الكذب : باب 3406 .

3384 - عِلاجُ الكِبرِ

۱۷۳۸۵.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لا يَنبَغي لِمَن عَرَفَ اللَّهَ أن يَتَعاظَمَ .۲

۱۷۳۸۶.عنه عليه السلام: لو أرادَ اللَّهُ أن يَخلُقَ آدمَ مِن نورٍ يَخطَفُ الأبصارَ ضِياؤهُ ويَبهَرُ العُقُولَ رُواؤهُ وطِيبٍ يأخُذُ الأنفاسَ عَرفُهُ لَفَعلَ ، ولو فَعَلَ لَظَلَّت لَهُ الأعناقُ خاضِعَةً (خاشِعَةً)، ولَخَفَّتِ (لَحَقَّتِ) البَلوى‏ فِيهِ علَى المَلائكةِ ، ولكنَّ اللَّهَ سبحانَهُ يَبتَلي خَلقَهُ بِبَعضِ ما يَجهَلُونَ أصلَهُ ، تَمييزاً بالاختِبارِ لَهُم، ونَفياً للاستِكبارِ عَنهُم ، وإبعاداً لِلخُيَلاءِ مِنهُم .۳

۱۷۳۸۷.عنه عليه السلام: لو كانَتِ الأنبياءُ أهلَ قُوَّةٍ لا تُرامُ وعِزَّةٍ لا تُضامُ ... لكانَ ذلكَ أهوَنَ علَى الخَلقِ في الاعتِبارِ وأبعَدَ لَهُم في الاستِكبارِ ... ولكنَّ اللَّهَ سبحانَهُ أرادَ أن يَكونَ الاتِّباعُ لِرُسُلِهِ والتَّصديقُ بكُتُبِهِ والخُشوعُ لوَجهِهِ والاستِكانَةُ لأمرِهِ والاستِسلامُ لِطاعتِهِ ، اُموراً لَهُ خاصَّةً

1.المحجّة البيضاء : ۶/۲۴۵ .

2.غرر الحكم : ۱۰۷۳۹ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 207754
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي