على مَن تَلزَمُهُ نفسَه ، وثلاثةُ وُجوهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فيها مِن وُجوهِ الدِّينِ ، وخَمسَةُ وُجوهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فيها مِن وُجوهِ الصِّلاتِ ، وأربَعةُ أوجُهٍ مِمّا تَلزَمُهُ فيها النَّفقَةُ مِن وُجوهِ اصطِناعِ المَعروفِ .
فأمّا الوُجوهُ التي تَلزَمُهُ فيها النَّفقَةُ على خاصّةِ نفسِهِ فهِي مَطعَمُهُ ومَشرَبُهُ ومَلبَسُهُ ومَنكَحُهُ ومَخدَمُهُ وعَطاؤهُ فيما يَحتاجُ إلَيهِ مِن الاُجَراءِ على مَرَمَّةِ مَتاعِهِ أو حَملِهِ أو حِفظِهِ ، وشيءٌ يَحتاجُ إلَيهِ مِن نَحوِ مَنزلِهِ أو آلةٍ مِن الآلاتِ يَستَعينُ بها على حَوائجِهِ .
وأمّا الوُجوهُ الخَمسُ التي تَجِبُ علَيهِ النَّفَقةُ لِمَن تَلزَمُهُ نَفسُهُ فعلى وُلْدِهِ ووالدَيهِ وامرَأتِهِ ومَملوكِهِ لازمٌ لَهُ ذلكَ في حالِ العُسرِ واليُسرِ .
وأمّا الوُجوهُ الثلاثةُ المَفروضَةُ مِن وُجوهِ الدِّينِ فالزكاةُ المَفروضَةُ الواجِبَةُ في كلِّ عامٍ ، والحَجُّ المَفروضُ ، والجِهادُ في إبّانِهِ وزمانِهِ .
وأمّا الوُجوهُ الخَمسُ مِن وُجوهِ الصِّلاتِ النَّوافِلِ فَصِلَةُ مَن فَوقَهُ ، وصِلَةُ القَرابَةِ ، وصِلَةُ المؤمنينَ ، والتَّنفُّلُ في وُجوهِ الصَّدَقةِ والبِرِّ والعِتقِ .
وأمّا الوُجوهُ الأربَعُ فقَضاءُ الدَّينِ ، والعاريَةِ ، والقَرضِ ، وإقراءُ الضَّيفِ ، واجِباتٌ في السُّنَّةِ .
[ ما يَحِلُّ لِلإنسانِ أكلُهُ ] :
فأمّا ما يَحِلُّ ويَجوزُ للإنسانِ أكلُهُ مِمّا أخرَجَتِ الأرضُ فثلاثةُ صُنوفٍ مِن الأغذيَةِ :
صِنفٌ مِنها جَميعُ الحَبِّ كُلِّهِ مِن الحِنطَةِ والشَّعيرِ والأرزِ والحِمَّصِ وغيرِ ذلكَ مِن صُنوفِ الحَبِّ وصُنوفِ السَّماسِمِ وغيرِها ، كُلُّ شَيءٍ مِن الحَبِّ مِمّا يكونُ فيهِ غِذاءُ الإنسانِ في بَدَنِهِ وقُوتِهِ فحَلالٌ أكلُهُ ، وكلُّ شَيءٍ تكونُ فيهِ المَضَرَّةُ علَى الإنسانِ في بَدَنِهِ فحَرامٌ أكلُهُ إلّا في حالِ الضَّرورَةِ .