3451 - التَّكليفُ
۱۷۸۹۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : اِعلَمُوا أنّ ما كُلِّفتُم بهِ يَسيرٌ ، وأنّ ثَوابَهُ كثيرٌ ، ولو لم يَكُن فيما نَهَى اللَّهُ عَنهُ مِن البَغيِ والعُدوانِ عِقابٌ يُخافُ لَكانَ في ثَوابِ اجتِنابِهِ ما لا عُذرَ في تَركِ طَلَبِهِ .۱
۱۷۸۹۳.عنه عليه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ أمَرَ عِبادَهُ تَخييراً ، ونَهاهُم تَحذيراً ، وكَلَّفَ يَسيراً ، ولم يُكَلِّفْ عَسيراً ، وأعطى علَى القَليلِ كثيراً ، ولم يُعصَ مَغلوباً ، ولم يُطَعْ مُكرَهاً ، ولم يُرسِلِ الأنبياءَ لَعِباً ، ولم يُنزِلِ الكتابَ لِلعِبادِ عَبَثاً ، ولا خَلَقَ السماواتِ والأرضَ وما بَينَهُما باطِلاً : (ذلكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ للّذينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ)۲.۳
۱۷۸۹۴.عنه عليه السلام : اعلَمُوا أنّهُ لن يَرضى عَنكُم بشيءٍ سَخِطَهُ على مَن كانَ قَبلَكُم ، ولن يَسخَطَ علَيكُم بشيءٍ رَضِيَهُ ممَّن كانَ قَبلَكُم ، وإنّما تَسيرُونَ في أثرٍ بَيِّنٍ ، وتَتَكلَّمونَ بِرَجعِ قَولٍ قد قالَهُ الرِّجالُ مِن قَبلِكُم .۴
بيان :
قال العلّامة الطباطبائيُّ رضوان اللَّه عليه تحت عنوانِ «بحثٌ فلسفيّ في كيفيّة وجود التكليف ودوامه» :
قد تقدّم في خلال أبحاث النبوّة وكيفيّة انتشاء الشرائع السماوية في هذا الكتاب أنّ كلّ نوعٍ من أنواع الموجودات له غايةٌ كماليّةٌ هو متوجّه إليها ساعٍ نحوها طالبٌ لها بحركةٍ وجوديةٍ تناسب وجوده ، لا يسكن عنها دون أن ينالها ، إلّا أن يمنعه عن ذلك مانعٌ مزاحِمٌ فيبطل دون الوصول إلى غايته ، كالشجرة تقف عن الرشد والنموّ قبل أن تبلغ غايتها لآفات تعرضها . وتقدّم أيضاً أنّ الحرمان من بلوغ الغايات إنّما هو في أفراد خاصّة